29-03-2021 10:38 AM
سرايا - أحالت النيابة العامة في دبي حضورياً إلى محكمة الجنح فني صيانة آسيوياً، ومدير تشغيل وصيانة عربياً، وغيابياً مشرف فني صيانة آسيوياً بتهمة التسبب في انفجار، نتيجة تسريب غاز بشقة سكنية في بناية بمنطقة الرفاعة، أدى إلى وفاة شخص هندي كان يقف بالمصادفة بالقرب من باب الشقة التي شهدت الانفجار، وإصابة زوجته بالشقة المجاورة بإصابات متوسطة.
وحوَّل الحادث حياة زوجة هندية شابة تُدعى كنيذ أبوبكر (ثلاثينية) كانت تقيم في الشقة التي شهدت الحادث إلى مأساة، إذ خلف لديها عاهة مستديمة بنسبة 100%، وقضى على حلمها في الإنجاب، وشوهها كلياً لدرجة تستلزم إجراء عدد من العمليات الجراحية لتستطيع تحريك أطرافها، إذ تعتمد حالياً على زوجها في كل شيء، في الوقت الذي يعانيان انعدام الموارد المالية اللازمة لإجراء الجراحات الأساسية المطلوبة، خصوصاً في ظل زمن التقاضي، وعدم حصولهما على دعم، أو تعويض من الشركة المسؤولة عن تمديد الغاز، أو المؤسسة مالكة الشقة التي شهدت الحادث، على حد قول زوج المجني عليها، الذي ذكر لـ«الإمارات اليوم» أن زوجته التي كانت تتسم بالحيوية والجمال والنشاط تعاني حالة نفسية متردية.
وكشف تقرير الإدارة العامة للأدلة الجنائية بشرطة دبي عن الحادث الذي وقع في شهر نوفمبر عام 2019، أنه حدث نتيجة تسرب غاز الطهي داخل حيز الشقة، من منطقة اتصال أنبوب الغاز المركزي بمنظم الغاز ومن الشعلة المتروكة في حالة فتح، واختلاطه بالهواء واشتعاله بمصدر حراري، إما أن يكون وسيلة الإشعال الذاتية في الموقد، أو الشرر الناتج عن عمل دوائر الأجهزة الكهربائية بالشقة، وبدأ الحريق على هيئة لهب انتشر بسرعة مصحوباً بموجة قوية من الضغط والخلخلة في محيط الشقة، متسبباً في انفجار عنيف، دمَّر جانباً كبيراً من الشقة وعدداً من الشقق الأخرى بالبناية، وأحد المصاعد، وواجهة بناية مجاورة.
وقال زوج المجني عليها لـ«الإمارات اليوم» إن الحادث دمر حياتهما كلياً، ولا يمكن أن تعوضه أي أموال عن زوجته التي تمر بحالة اكتئاب حادة، دفعتها مراراً إلى إيذاء نفسها، نظراً لعدم قدرتها على تحريك أطرافها أو الإمساك بأي غرض، لافتاً إلى أنه فقد وظيفته بسبب حاجتها إلى بقائه بجوارها معظم الوقت، ولم يسانده أحد أو يقدر ظروفهما، فأجبر على ترك الشقة البديلة التي وفرتها له الشركة مالكة البناية التي شهدت الحادث، ولم يتلق درهماً أو تعويضاً على خسارة كل أغراضه هو وزوجته.
وحول تفاصيل الحادث، قال إن عطلاً حدث في توصيلات الغاز بالشقة، فتواصل مع شركة الصيانة، وفي نحو الساعة السادسة مساءً، وبينما تستعد زوجته للمغادرة، حضر شخصان عرفا نفسيهما باعتبارهما فنيي صيانة، وأصرا على معاينة المشكلة رغم تأخر الوقت، مؤكدين أن الأمر لن يستغرق دقائق.
وأضاف أنه بحسب رواية زوجته، فإن أحدهما توجه إلى سطح البناية للتدقيق على التوصيلات، فيما فتح الآخر جميع عيون الموقد، ما أثار قلقها وسألته عما إذا كان يعرف ما يقوم به، فأكد لها أنه خبير في عمله ولا يجب أن تقلق، لكنها لم تطمئن في ظل انتشار رائحة الغاز بكثافة في الشقة، وخلال دقائق وقع الانفجار الذي حول زوجته من امرأة نشيطة، إلى محطمة نفسياً وظاهرياً.
وأشار إلى أنه وصل البناية ولم يصدق أن الانفجار حدث في شقته وتوجه باكياً إلى المستشفى وفوجئ بزوجة جاره تقف في حالة ترقب، ثم سمعها تصرخ بشدة وعلم أنها أخبرت بوفاة زوجها نتيجة ارتطام باب الشقة التي شهدت الحادث أثناء وقوفه في الممر بالمصادفة.
وأفاد بأن زوجته ظلت في المستشفى ثلاثة أشهر تعاني حالة صحية حرجة، وأصيبت بالتهاب رئوي حاد متأثرة بالانفجار والحريق، لافتاً إلى أنها تحتاج إلى تغيير دوري للضمادات حتى الآن بعد أكثر من عام وخمسة أشهر من الحادث، وتحتاج إلى أكثر من خمس جراحات حتى تستطيع تحريك أطرافها جزئياً، وتعتمد على نفسها في الوظائف اليومية البسيطة، لافتاً إلى أنها تحتاج إلى مساعدة في الأكل والشرب والمشي والاستحمام.
وأكدت تقارير طبية حصلت عليها «الإمارات اليوم» أن الزوجة الشابة تحتاج إلى علاج مستمر لمدة خمس سنوات بكلفة تصل إلى نحو 300 ألف درهم لممارسة حياتها الطبيعية جزئياً.
إلى ذلك، كشفت إفادة أحد الفنيين اللذين انتقلا لمعاينة الشقة، الذي توجه إلى السطح، بأنه ليست لديه خبرة بأعمال الصيانة، وبأن دوره اقتصر على قياس معدل الغاز من الصمام الرئيس على السطح، لافتاً إلى أن المرأة قامت بتشغيل غسالة الملابس أثناء فحص العطل، فيما أن المفترض إغلاق جميع الأجهزة الكهربائية حال التأكد من وجود تسريب غاز، تفادياً لوقوع انفجار.
فيما ذكر المتهم الرئيس، فني الصيانة الذي وجد في الشقة، أنه طلب من الزوجة المجني عليها فتح النوافذ بعد تأكده من وجود تسريب والخروج من الشقة لكنها لم تخرج، على عكس إفادتها كلياً.
وقال إن هناك غسالة ملابس كانت في المطبخ لكنه لم ينتبه إلى قيامها بتشغيلها من عدمه، على الرغم من أن أبسط اشتراطات السلامة إغلاق جميع الدوائر الكهربائية في الشقة.