02-04-2021 09:04 AM
سرايا - يحيي العالم، الجمعة، اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد، اعترافا واحتفالا بحقوق الأشخاص المصابين بمرض التوحد، في وقت يشهد العالم أزمة صحية تعرض الأشخاص المصابين بالتوحد لخطر لا يتناسب مع وضعهم نتيجة فيروس كورونا وتأثيره في المجتمع.
والتوحد حالة عصبية مدى الحياة تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي. ويشير مصطلح التوحد إلى مجموعة من الخصائص، وإن من شأن تقديم الدعم المناسب لهذا الاختلاف العصبي والتكيف معه وقبوله أن يتيح للمصابين بهذا المرض التمتع بتكافؤ الفرص والمشاركة الكاملة والفعالة في المجتمع.
وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع يوم 2 نيسان/أبريل بوصفه اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد لتسليط الضوء على الحاجة إلى المساعدة على تحسين نوعية حياة الذين يعانون من التوحد حتى يتمكنوا من العيش حياة كاملة وذات مغزى كجزء لا يتجزأ من المجتمع.
وكشفت جائحة كوفيد- 19 عن تفاوتات صارخة في جميع أنحاء العالم، لا سيما في ما يتصل بتوزيع الدخل والثروة، والحصول على الرعاية الصحية، والحماية بموجب القانون، والإدماج السياسي.
ولطالما واجه المصابون بالتوحد هذه التفاوتات كثيرا، وفاقمت الجائحة من ذلك.
والمشكلة تفاقمت بسبب ممارسات التوظيف التمييزية المعترف بها منذ فترة طويلة وبيئات العمل التي تمثل عقبات رئيسة للمصابين بالتوحد؛ كل ذلك يسهم في البطالة أو نقص ساعات العمل لأغلبية كبيرة من البالغين المصابين بالتوحد.
- لا تمييز عند الاستجابة للأزمات -
الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، قال في وقت سابق، إن انهيار نُظم وشبكات الدعم الحيوي نتيجة مرض كـوفيد-19 يزيد من صعوبة عقبات يواجهها الأشخاص المصابون بالتوحد في سياق ممارسة هذه الحقوق.
ودعا إلى ضمان ألا يؤدي أي تعطيل مطول ناجم عن حالة الطوارئ إلى انتكاسات في الحقوق التي جهد الأشخاص المصابون بالتوحد والمنظمات الممثلة لهم للنهوض بها.
وأضاف الأمين العام: "يجب عدم انتهاك حقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، عندما تتفشى الأوبئة، وتقع على عاتق الحكومات مسؤولية ضمان أن تشمل استجابتها مراعاة الأشخاص المصابين بالتوحد، وينبغي ألا يواجه الأشخاص المصابون بالتوحد أبدا التمييز عند التماس الرعاية الطبية".
وتقدم أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي اعتمدها قادة العالم في الأمم المتحدة عام 2015 مخططًا للتصدي للتحديات الرئيسة التي يواجها العالم، بما في ذلك استراتيجيات الحد من أوجه التفاوت التي تعيق ازدهار الناس والكوكب.
ويتمثل أحد مقاصد الهدف 8 من أهداف التنمية المستدامة — الذي يتصل بالعمل اللائق والنمو الاقتصادي — في تعزيز العمالة الكاملة والمنتجة والعمل اللائق للجميع، بمن فيهم الأشخاص ذوو الإعاقة.
وتعترف المادة 27 من اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة كذلك بحق الأشخاص ذوي الإعاقة في العمل، على قدم المساواة مع الآخرين"، وضرورة وجود بيئة عمل مفتوحة وشاملة ومتاحة للأشخاص ذوي الإعاقة.
وأكد غوتيريش أن إتاحة وصول المصابين بالتوحد لعمل لائق على أساس المساواة تقتضي تهيئة بيئة تمكينية واتخاذ ترتيبات ملائمة مراعية لاحتياجاتهم.
وشدد على ضرورة إعمال حقوق جميع الأشخاص ذوي الإعاقة، بمن فيهم المصابون بالتوحد، بما يضمن مشاركتهم الكاملة في الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، حتى لا يُترك أحد وراء ركب السعي لتحقيق خطة التنمية المستدامة.
- نماذج عمل شاملة -
ودشن بعض أرباب العمل مؤخرًا برامج توظيف شاملة، تستوعب الأشخاص الذين يعانون من التوحد والأشخاص المتشعبين وهم الذين يعانون من حالات ذات الصلة من مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والوسواس القهري، وما إلى ذلك.
وبناءً على الخبرة المكتسبة من هذه البرامج، وبدافع من الرغبة في تحمل المسؤولية الاجتماعية واكتساب ميزة تنافسية من خلال الاستفادة من مهارات وقدرات مجموعة مواهب أكثر تنوعًا، يقدم عدد متزايد من أصحاب العمل الآن نماذج في جعل مكان العمل وممارسات التوظيف أكثر شمولاً بشكل عام.
وأثرت الجائحة بلا شك على جهود الشركات لتطبيق هذه النماذج الجديدة، في وقت يمر فيه الاقتصاد العالمي بأسوأ ركود اقتصادي منذ الكساد العظيم، مع فقدان مئات الملايين من الوظائف.
وتزامنا مع ذلك، أتاحت طرق العمل، بما في ذلك العمل عن بعد واستخدام التقنيات الجديدة، فرصًا للموظفين المصابين بالتوحد، وبخاصة الذين كانوا واجهوا سابقًا صعوبات في التطور في بيئات أماكن العمل التقليدية.
"وضع غير مؤات"
الأمم المتحدة، دعت أيضا إلى الاعتراف بأنه "عندما تستخدم مدارس التعليم عبر الإنترنت، فإن الطلاب الذين يستخدمون طرقا غير معيارية للتعلم يمكن أن يكونوا في وضع غير مؤات، وينطبق الأمر نفسه على مكان العمل وعلى العمل من بعد".
وطلبت الالتزام بالتشاور مع الأشخاص ذوي الإعاقة والمنظمات التي تمثلهم في أوقات الأزمات، وضمان أن تكون الأساليب غير التقليدية في العمل، والتعلم والتواصل، والاستجابة العالمية لفيروس كورونا، شاملة للجميع وفي متناول الناس كافة، بمن فيهم الأشخاص المصابون بالتوحد.
ودعت الأمم المتحدة أن تؤخذ حقوق الأشخاص المصابين بالتوحد في الاعتبار عند صياغة جميع الاستجابات لمرض فيروس كورونا.
المملكة