حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2019

(القوة والحياة و الشعر و الفجع بالموت)

(القوة والحياة و الشعر و الفجع بالموت)

(القوة والحياة و الشعر و الفجع بالموت)

02-04-2021 09:53 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. حنين عبيدات
أبو ذؤيب الهذلي شاعر مخضرم، عاش في الجاهلية و أسلم في عهد النبي محمد عليه الصلاة و السلام، و توفي في عهد الصحابي عثمان بن عفان في غزوة للروم، اشتهر بقصيدته التي رثى بها أبناءه الخمسة الذين توفوا جميعهم بمرض الطاعون في مصر في الثامن للهجرة..
و من أبيات قصدته التي رثى بها أبناءه و هي (69) بيتا :
أَمِنَ المَنونِ وَريبِها تَتَوَجَّعُ
وَالدَهرُ لَيسَ بِمُعتِبٍ مِن يَجزَعُ
وَلَقَد أَرى أَنَّ البُكاءَ سَفاهَةٌ
وَلَسَوفَ يولَعُ بِالبُكا مِن يَفجَع
وَلَقَد حَرِصتُ بِأَن أُدافِعَ عَنهُمُ
فَإِذا المَنِيِّةُ أَقبَلَت لا تُدفَعُ
وَتَجَلُّدي لِلشامِتينَ أُريهِمُ
أَنّي لَرَيبِ الدَهرِ لا أَتَضَعضَعُ
وَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ
جَونُ السَراةِ لَهُ جَدائِدُ أَربَعُ
وَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ
شَبَبٌ أَفَزَّتهُ الكِلابُ مُرَوَّعُ
وَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ
مُستَشعِرٌ حَلَقَ الحَديدِ مُقَنَّعُ
حَمِيَت عَلَيهِ الدِرعُ حَتّى وَجهُهُ
مِن حَرِّها يَومَ الكَريهَةِ أَسفَعُ

رثى الكاتب أبناءه الخمسة في قصيدة جميلة جدا، استخدم فيها صورا فنية عديدة و مصطلحات عربية قوية، و كأنها قصة تسرد العواطف و المشاعر الحزينة و الصراع الذي بداخله بصبر و جلد كبيرين.. .
يبين الشاعر بأن المنية قد وقعت و الزمن يسير و لا يأبه بمن يموت أو يحزن، و بين أن كثرة و طول البكاء يعد سفاهة فالزمن يسير و لا يهتم ، و صراعه الداخلي وهو يكلم ذاته بأنه لا يستطيع أن يرد القدر فالمنية و قعت، و لايريد أن يجعل الناس أن تراه حزينا و هزيلا، و يريد أن يواجه الزمن مهما كان، لأن الدهر لا يبق على حاله، و كما نبكي سيكون من يبكي علينا يوما. .
صور الشاعر الفقد الذي وقع له بصورة الحمار الوحشي (جون السراة) الذي كان يعيش مع أبنائه في مكان خصب وجف مع الوقت إلى أن قاد أبناءه إلى الصحراء و جاء الصياد مع كلابه و قتل أبناءه و صارعه حتى قتله أيضاً.. .
و كانت الصورة الأخرى التي دلت على حالته، الثور الذي يخاف من الكلاب و لكن الكلاب صارعته بالرغم من أنه كاد أن ينتصر بقرنيه عليها إلا أن الصياد اجتمع مع الكلاب ليتخلص منه.
والصورة الفنية الأخرى جاءت بفارسين لهما نفس القوة و تصارعا مع بعضهما و لكنهما ماتا معا بعد العز و المجد الذي كانا فيه ويصور هنا نفسه و أبناءه و الزمن.
قصيدة مليئة بجوانب عديدة تخص النفس وصراعها مع الزمن و حتمية الموت، الحكمة ،الإرادة ،الإيمان ، القوة ، القناعة ، الوعي الفكري و المجتمعي.
في قصيدته درس اجتماعي و نفسي واقعي ، و سرد واقع الحياة الذي يجب أن يكون.








طباعة
  • المشاهدات: 2019
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم