07-04-2021 12:47 AM
سرايا - اعتبر مزارعون في الاغوار الجنوبية الموسم الزراعي الشتوي الماضي من أسوأ المواسم التي عاصروها عبر السنوات الماضية لجهة تردي المردود المالي من إنتاج المحاصيل وحدوث الخسائر المالية لدى قطاع واسع منهم
واشاروا إلى ان الوقائع على الارض تؤكد حالة من العزوف والتراجع عن زراعة مساحات واسعة من الاراضي الزراعية، تلافيا لحدوث خسائر اكبر في زراعة المحاصيل بعد ان واجهوا موسما زراعيا غير مجد بالنسبة لغالبيتهم،
لافتين إلى ان القطاع كان يعاني ظروفا وتحديات مزمنة قبل جائحة «كورونا»، ومع بدء الجائحة وإجراءات الحظر تفاقمت مشاكله التسويقية ووضع القطاع في حال يتطلب معها تقديم كل ما أمكن من دعم له ليقف على أرجله من جديد, كقطاع حيوي يشكل الأمن الغذائي للبلاد ويتشابك مع قطاعات ومهن اخرى كقطاع صناعة الاسمدة والبذر والمبيدات والنقل وصناعة البلاستيك
ويقدر المزارع مالك العجالين من قضاء غور المزرعة والحديثة في الاغوار الجنوبية حجم خسارته خلال الموسم الماضي الذي تزامن الإنتاج فيه مع الجائحة وتداعياتها بنحو 22 الف دينار من استغلاله نحو وحدتين زراعيتين (60) دونما بأنواع مختلفة من الخضار كـ(الباذنجان والفاصوليا والبصل) لكنها كما قال لم تغط كلف إنتاجها بما كانت تسمن به من أسعار في الأسواق، لافتا إلى انه ولغاية الان لم يتمكن من دفع ما تبقى من أجور مترتبة عليه لعمال القطف، رغم انتهاء الموسم الشتوي منذ أكثر من شهر تقريبا
وبين العجالين بان الضرر شمل معظم المزارعين وأكثرهم تضررا المزارعون الصغار ممن لا يمتلكون حيازات خاصة بهم ولا يملكون تغطية مالية لاستكمال مهنتهم لمواسم قادمة ناجمة عن تراكم الديون عليهم جراء مواسم سابقة، متسائلا ما «هو حجم الخسارة لمزارعين آخرين استغلوا ما يزيد على عشرة او عشرين وحدة زراعية؟ في وقت لم يتم اجراء اية مسوح او تقييمات لإحصاء حجم الخسائر على نطاق اللواء من اية جهة خاصة او رسمية، في وقت بدأت بعض الجمعيات المتخصصة في الشأن الزراعي والبيئي بتقديم بعض المساعدات العينية للمزارعين المتضررين كتقديم شبك?ت ري او بذار واشتال مجانية بهدف تغطية جانب من الكلف المالية لمواسم قادمة في إشارة إلى حجم العوز الذي يعانيه بعض المزارعين ممن لديهم ابناء في الجامعات والمدارس
فيما شكا المزارع يوسف الضلاعين في غور الصافي وخلال ذروة الإنتاج من نقص العمالة الوافدة بسبب القيود التي فرضت على استقدامها وارتفاع تكاليف تصاريحها في وقت لا تتوفر البدائل من العمالة المحلية لتغطية النقص لا سيما لدى المزارعين الذين يملكون حيازات كبيرة ومن الآثار السلبية لإجراءات الحظر الجزئي والشامل في وقت يلزم متابعة المزارعين لمحاصيلهم وتفقدها على مدار الساعة، يضاف إلى ذلك مشكلة عدم اليقين التي رافقت ولا تزال ترافق المزارعين حيال المحاصيل المناسبة للسوق والحالة التي سيكون عليها بسبب تداعيات (كورونا) وما ق? يرافقها من إجراءات غير معلومة لدى المزارعين وتخضع لاحتمالات الحالة الوبائية
وطالب المزارعون الجهات الرسمية بتحقيق بعض المطالب المستعجلة لتخفيف الأعباء المالية عليهم في الوقت الراهن من ذلك إعفاء المزارعين في اللواء من اثمان مياه ري المزروعات للموسم الماضي والقادم، لا سيما ان بعض المزارعين لديهم فواتير سابقة متراكمة لدى سلطة وادي الاردن، ودعم المزارعين لإقامة مشروعات الطاقة الشمسية ضمن مزارعهم وضمن مجموعات ليستفيدوا منها بتخفيف أعباء فواتير الكهرباء لتشغيل مضخات الري والإنارة، مع استفادة عدد محدود من المزارعين من هذه المشروعات في وقت سابق بشكل فردي، والبدء بتطبيق فكرة النمط الزراعي ?دى المزارعين في الوادي بحيث توجه وزارة الزراعة المزارعين نحو محاصيل محددة ضمن مساحات مرغوبة وفق رؤيتها الخاصة بحالة السوق المحلية والخارجية بحيث لا يحدث فوائض من المحاصيل الزراعية وذلك من خلال وحدات الإرشاد الزراعي في المديريات التابعة للوزارة، وإنشاء شركة لتسويق وإدارة المحاصيل الزراعية محليا وفي الأسواق خارجية تبعا لمحاصيل النقص ذات العوائد المجزية، وتقديم المساعدة للمزارعين باستخدام الآليات الزراعية لدى المديريات بأجور رمزية لحراثة اراضيهم
من جهتها تدرك وزارة الزراعة حجم ازمة القطاع الزراعي وتاثيرات الجائحة وتداعياتها السلبية على مجمل اوضاعه على نطاق وطني وتسعى من خلال حزمة من المحاور على تخفيف الاعباء المالية والصعوبات التي يواجهها القطاع خلال هذه المرحلة التي لا تزال فيها الدولة مستمرة في مجابهة الجائحة العالمية على كل الاصعدة مثل باقي الدول