08-04-2021 09:05 AM
بقلم : علي الشريف
مما لاحظته مؤخرا ان هناك شبه اجماع وطني هوائي على نبذ كل مسؤول تسلم منصبا في الاردن مهما كان وخصوصا من كان في منصب وزير او رئيس وزراء او عين او نائب الا اذا كان قريبا او صديقا مقربا .
هذا الاجماع الهوائي ان دل على شيء فانه يدل على مرحلة من ارق عدم القدرة على الاستماع لهؤلاء المسؤولين خصوصا ان الازمة الاخيرة كشفت انهم لا يفقهون شيئا في اصول العمل السياسي المرتبط بشكل وثيق بالعمل الاقتصادي معارضة وموالاة.
الغريب انه لم يستطع احد للان من الطرفين معارضة وموالاه ان يبتعد عن التخندق خلف رايه وان يجمع احدهم على اسم غير مستهلك بينما يرى كل فرد فيهم انه الاحق بتسلم المنصب وانه الاقدر .
طبعا في الاردن يعارضون الحكومات او يوالون لها حسب المكتسبات وفي كلا الامرين هناك ضرر وطني لان لا معارضة تمتلك برنامجا غير التشكيك والردح واتهام الناس بالخيانة بينما الموالاة لا تقل سوءا عنها في كل شيء .
واذا لزم الامر لتحقيق المصالح الخاصة او كما اتفق عليها الاجندات نرى البعض يرقص على دف الوحدة الوطنية فلربما تكون طريقه اسرع والبعض الاخر يلعب على العواطف.
بكل امانة لن يتغير مفهومنا الاصلاحي بالبلد ولن نستطيع الاصلاح السياسي ولا الاقتصادي الا اذا قررنا ان نغير ثقافة الشعب باكملة من ثقافة الفزعة والتجييش والنسخ واللصق الى ثقافة العمل المؤسسي الذي يضع مصلحة الاردن فوق مصلحة الجميع .
وتغيير ثقافة الشعب يحتاج الى تنمية سياسية تبدا من الصف الاول وتستمر وتحتاج الى اعلام (وطني) وليس واطي غير قذر لا يرقص على الجراح ويبحث عن المكتسبات وجني الشعبية الزائفة ولا يتلقى معونات طارئة ثمنا للمطلوب منه .
التنمية السياسية هي احزاب وطنية غير مقيدة بأسماء اشخاص مفتوحة للجميع وتحديدا الشباب ولها سياسات واضحة وبرامج وخطط قابلة للحياة بعيدا عن الفزعة والمنفخة .
التنمية السياسية هي شعب يتحاور في اي مكان بالمنطق وبعيدا عن الاتهامات والتحزبات البغيضة والشتم والردح والاتهامات وتصيد العثرات .
التنمية السياسة ليست تهميش الاخر ولا الاستفراد بقرار وهي ليست توريث مناصب واستجداء مناصب وهي لم تكن يوما تجريحا بأحد او استقواء على الوطن بآلف مسمى وتحشيد غبي يخالف كل شرائع الارض والسماء ..
التنمية السياسية ان تقبل بالقانون فوق الجميع ولا تخالفه باي حجه في وطنك بينما لا تجرؤ ان ترمي ورقة فاين في شارع في دولة ناسها يحترمون القانون .
لا احد في الاردن لا يريد الاصلاح ولا احد لا يريد الحياة الأمنه الرغدة لكن المصيبة ان لا احد يعتقد ان هناك من هو اقدر منه او افهم منه وهنا يكمن مقتلنا .
بكل بساطة نحن لن يتغير عندنا شيء حتى لو كان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه رئيسا للحكومة ومعه الخلفاء الراشدين وزراء لأننا لا نريد ان نغير ثقافة بائسه يائسة في عقولنا .
بصراحة ما لاحظته مؤخرا ينبئ بكارثة اخلاقية فاقت كل المقاييس كلنا يدعي حب الوطن وكلنا يجز عنق الوطن بسكين بادح ... كلنا يريد الوطن الذي يناسب احلامه وطموحه ومصلحته الخاصة ولا احد يعمل لان يجد هذا الوطن فعن اي اصلاح واي وطن نتحدث .
ما رايته من منشورات لبعض الاشخاص ينزف منها الخبث والحقد والتحريض نزفا ينبئ بان بعض من يدعون انهم قادة راي ما هم الا مخربون ومحرضون حتى على الصحة وحتى على كلام الله وكلام الرسول حيث باتوا يرفضونه ان لم يتفق مع اهوائهم .
:من يطلب العدل عليه ان يصنعه اولا في نفسه وفي بيته وفي قناعاته وفي رزقه ان استطاع سيجد ان العدل بات في كل مكان ..لا ان يبقى يعتقد ان العدل فقط يكون حيث يستفيد هو منه.
من اراد الحق عليه ان يرفع سيف الحق في وجه قريبه وصديقه ان اخطا لا ان يرفع سيف الحقد منافحا ومدافعا عنه ولو ازهق الارواح او كان يدعوا لازهاقها .
من يطلب الرزق عليه ان لا يسعى في قطع ارزاق الناس وتدمير مقدراتهم ودمار بيوتهم حتى ينال هو ما يريد ومن يطلب الامن عليه ان يزرع الامن في قلبه ويسشعر ان الامن في كل مكان .
ومن اراد ان يحارب الفساد عليه ان يخرج الفاسد الصغير الذي في قلبه ويقتله قبل ان يكبر ....ويعيث فسادا ...
ان الله عز وجل اعطانا اسهل الطرق للتغير حين قال وهو خير القائلين بعد بسم الله الرحمن الرحيم (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) صدق الله العظيم
#علي_شريف