09-04-2021 09:14 PM
سرايا - بعد انتشار وإنتاج اللقاحات المضادة لفيروس (كورونا)، أصبح هناك تردد لدى الأشخاص حول أفضل لقاح لتلقيه، فما الفرق بين لقاحي فايزر-بيونتك الأميركي الألماني ولقاح سينوفاك Sinovac الصيني ؟ وهل هناك فروق بين آثارهما الجانبية ؟.
لقاح فايزر-بيونتك طوّرته شركة "فايزر" الأميركية وشريكتها "بيونتك" الألمانية، ويعمل على تقنية "الحمض النووي الريبوزي المرسال" (messenger RNA) أو "إم آر إن إيه" (mRNA) وهو جزيء يخبر خلايانا بما يجب أن تصنعه، وفق (الجزيرة نت).
و يتم حقن هذا اللقاح في الجسم، ويقوم بإدخال هذا الجزيء الذي يتحكم في آلية لتصنيع مستضد معين لفيروس (كورونا) "سنبلة" (spike)، وهو طرف مميز للغاية موجود على سطحه ويسمح له بالالتصاق بالخلايا البشرية لاختراقه، وسيتم بعد ذلك اكتشاف هذه السنبلة من قِبَل الجهاز المناعي الذي سينتج الأجسام المضادة، وستبقى هذه الأجسام المضادة لفترة زمنية معينة.
لقاح شركة سينوفاك، يحتوي على فيروس (كورونا) معطل بواسطة عمليات كيميائية مختلفة في المختبر، حيث يظل غلاف هذا الفيروس كما هو، ومن خلال الحقن، يتعلم الجهاز المناعي كيفية التعرف عليه والدفاع عن نفسه ضد الفيروس.
و يشار إلى أن سينوفاك اسم الشركة الصينية المطورة للقاح، واسم اللقاح نفسه كورونافاك، ولكنهما يستخدمان ليشيران لنفس المعنى، وهو اللقاح المضاد لـ(كورونا).
هل هناك فروق بين لقاحي فايزر-بيونتك وسينوفاك من حيث الآثار الجانبية ؟
قال البروفيسور التركي إسماعيل باليق، رئيس قسم الأمراض المعدية بكلية الطب بجامعة أنقرة -في تصريحات لوكالة الأناضول- أن مشاهداتهم وتجاربهم تظهر أنه يمكن للمواطنين ترجيح نوع اللقاح الخامل (سينوفاك) على لقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال mRNA (فايزر-بيونتك) إذا كانت أجسادهم أكثر عرضة للحساسية، لأن اللقاح الخامل تكون أعراضه الجانبية أخف.
وأضاف "لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال تسبب استجابة مناعية أشد وتأثيرها على تحفيز الجهاز المناعي أقوى من اللقاحات الخاملة".
ومضى قائلًا: "لذلك يمكن للأشخاص الذين استجابتهم المناعية ضعيفة، مثل من يعانون السمنة المفرطة وأمراض الكلى والسكري ومن يتلقون علاجاً للسرطان وغيرهم أن يفضلوا لقاح فايزر-بيونتك من نوع الحمض النووي الريبوزي على لقاح سينوفاك الخامل، إلا أنه يجب أن نوضح أن اللقاح الخامل فعال أيضا مع هذه الفئات".
وأشار باليق إلى أن تأثير لقاح فايزر-بيونتك أقوى لدى كبار السن إلا أن احتمالات ظهور أعراض جانبية تكون أكبر، و بين أن الأعراض الجانبية تكون أوضح مع لقاح فايزر-بيونتك، وتكون على شكل ألم وتورم في مكان تلقي الحقنة، وألم في الجسم وارتفاع درجة الحرارة، إلا أن أيا من هذه الأعراض لا يشكل خطراً على متلقي اللقاح، بينما تختفي هذه الأعراض الجانبية أو تقل كثيراً مع لقاح سينوفاك الخامل.
ولكن في المحصلة لا يوجد لقاح أفضل من آخر، جميع اللقاحات جيدة وفعالة في الحماية من (كورونا) ومن الوفيات ومعاناة المرض الشديدة من (كوفيد-19)، و مع ذلك يجب التأكيد أن كلا اللقاحين فعالان في الحد من الوفيات والإصابة الشديدة بفيروس (كورونا)، وهما فعالان مع كافة الفئات السابقة، والمعطيات السابقة هي توجيهية فقط، اختيار نوع اللقاح أمر تحدده الجهات الصحية في بلدك، ويمكنك مناقشته مع طبيبك.
و يجب تلقي لقاح (كورونا) أيا كان نوعه، وشدد البروفسور باليق، على أهمية تلقي المواطنين لقاح (كورونا) أيا كان نوعه، من أجل تكوين المناعة المجتمعية ضد الوباء، لأنه ثبت بوضوح أن اللقاحات المضادة للفيروس بمختلف أنواعها تساعد في الحد من الوفيات ومعاناة المرض الشديد.
وأضاف البروفسور" إن جميع اللقاحات المستخدمة حالياً فعالة ضد السلالة الجديدة المتحورة من (كورونا)، وقال: "إن العالم يشهد حاليا ارتفاعا في أعداد الإصابات بالوباء بسبب طفرات جديدة للفيروس أبرزها التي ظهرت في إنجلترا وانتشرت في العديد من الدول وخاصة الأوروبية".
ولفت إلى أهمية التدابير الاحترازية الفردية في مواجهة الوباء، وأنه يمكن التغلب عليه عالميا عبر نشر حملات التطعيم/ موضحًا أن نسب الوفيات جراء الوباء والحالات الحرجة انخفضت كثيرا عالميا مع بدء التطعيم، وأنه سيمكن السيطرة عليه في أسرع وقت مع تلقيح أعداد أكبر.
وأردف "إذا تم تطعيم أكثر من 60% من عدد السكان في دولة ما، تتكون مناعة جماعية، لأن قسما آخر من السكان يكون قد أصيب بطريقة طبيعية، وبالتالي لا يشكل الفيروس مشكلة أو تهديدا كبيرا في تلك الدولة".
وأفاد باليق بأن اللقاح الذي يُطبق في تركيا حتى اليوم، هو كورونافاك، وأن لقاح فايزر-بيونتك أيضا وصل إلى البلاد، موضحًا أن جامعة أنقرة شاركت في تجارب المرحلة الثالثة للقاحي فايزر-بيونتك وكورونافاك، وأن على المواطنين تلقي أي منهما بحسب ما يُتاح له، وبيّن أن كلا اللقاحين فعالان في الحد من الوفيات والإصابة الشديدة بالفيروس.
وأضاف "المعطيات في تركيا توضح أنه لم تعد تظهر إصابات شديدة لدى من هم فوق سن الستين وأن معظم الحالات الحرجة تكون لدى من هم في سن 40 إلى 60".