10-04-2021 04:58 PM
سرايا - توفي الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث الثانية ودوق إدنبرة عن عمر يناهز 100 عام، قضى منها نحو 74 عاما بجوار صاحبة الجلالة، وترك ورائه إرثا استثنائيا لشخص غير عادي، على الأقل بالنسبة للبريطانيين.
بماذا عرف الأمير فيليب
عُرف عن الأمير الراحل أنه رجل حسن اللسان سريع الانفعال، وكان فكاهيا وله ملاحظات سياسية غير دقيقة، وأيضا خالا غريب الأطوار دائم القرب ويشعر معظم الناس تجاهه بالعاطفة، لكنه كثيرا ما يحرج نفسه والآخرين، بحسب تقرير لموقع “بي بي سي”.
يقول التقرير إن الأمير فيليب الذي ولد عام 1921، كان رجلا غير عادي عاش حياة غير عادية؛ حياة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتغيرات الكاسحة للقرن العشرين المضطرب، حياة من التناقض المذهل بين الخدمة ودرجة من العزلة. إنه رجل معقد لكن ذكي ولا يهدأ أبدا.
الطفل القذر في القطار
قضى فيليب جزءا في عقده الأول حائرا، حيث نبذ من محل ميلاده وتفككت عائلته وتنقل من بلد إلى آخر ولم يكن له شيئا في أي منهم، وعندما كان يبلغ من العمر عاما واحدا فقط، اقتادته مدمرة بريطانية هو وعائلته من منزله في جزيرة كورفو اليونانية بعد أن حكم على والده بالإعدام.
ونقل إلى إيطاليا، ثم قضى فيليب واحدة من أولى رحلاته الدولية وهو يزحف على أرضية القطار من مدينة ساحلية إيطالية، أو كما وصفته أخته صوفيا لاحقا بـ”الطفل القذر في القطار المهجور”.
فتى مشرد بلا مأوى
شقيقاته الأربع الأكبر سنا تزوجن جميعا من الألمان، فيما قاتل فيليب من أجل بريطانيا في البحرية الملكية، ودعمت 3 من شقيقاته بنشاط القضية النازية؛ لم يدعو أيا منهن لحضور حفل زفافه.
تزوجت شقيقاته الأربع وذهبت للعيش في ألمانيا. في غضون 10 سنوات، انتقل من أمير اليونان إلى فتى متجول، بلا مأوى، ومفلس تقريبا وليس لديه من يعتني به.
لقاءه بالأميرة إليزابيث
عندما قام الملك جورج السادس بجولة في الكلية البحرية برفقة عم فيليب، أحضر معه ابنته الأميرة إليزابيث، وطُلب من فيليب الاعتناء بها، حيث استعرض لها ملعب التنس في أرض الكلية.
كان فيليب واثقا ووسيما بشكل لافت للنظر، وعلاوة على ذلك، فهو من الدم الملكي حتى وإن كان بلا عرش، فيما كانت ابنة جورج جميلة ومنغلقة قليلا وجادة بعض الشيء، لكنها في النهاية كانت مغرمة جدا بفيليب.
تزوج الثنائي في عام 1947، وقضيا عامين شاعريين في مالطا، حيث كان لدى فيليب حبيبته إليزابيث وسفينة يقودها، لكن المرض ثم الوفاة المبكرة للملك جورج السادس أنهى كل ذلك.
تتويج الملكة إليزابيث نقطة التحول
كان يعرف فيليب ما يعنيه وفاة الملكة لحظة إخباره بالأمر. في نزل في كينيا، حيث كان يقوم بجولة في أفريقيا مع الأميرة إليزابيث، أخبر فيليب أولا بوفاة الملك. وقال فارسه مايك باركر: “بدا كما لو أن طنا من الحجارة قد سقط عليه”.
جلس لبعض الوقت على كرسي وغطى بالجريدة رأسه وصدره، إنه يعلم أن أميرته أصبحت الملكة. لقد تغير عالمه بشكل لا رجعة فيه.
كشفت تلك اللحظة، عندما أصبحت الأميرة ملكة، عن تناقض كبير آخر في حياة فيليب، فبعدما وُلد ونشأ في عالم يديره الرجال بالكامل تقريبا أصبحت حياته بين عشية وضحاها، ولعقود تالية، مكرسة لدعم زوجته الملكة.