حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,23 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3814

قلادتنا عمرها مائة عام

قلادتنا عمرها مائة عام

قلادتنا عمرها مائة عام

11-04-2021 08:55 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتورة ردينة بطارسة
التاريخ لا تصنعه المصادفه بل يصنعه الرجال العظام, وفي كل أمة نسب التاريخ البشري لها ،حفرت مجدها بأسماء قادتها ,وصمود شعبها في وجه المحن والأزمات .
كنت قد كتبت تحت عنوان "زمن الشاي " حكاية قصيرة يعرفها أهل الريف أكثر من أهل المدن ، تصف ببساطه إبريق من الشاي ،وضعوه على موقد من حطب ، فأصبحت كلما اشتدت حدة النار حول الإبريق كلما زات السخام حوله سوادا ، ولكن رائحة اللذة النفاثة القادمة من داخل الإبريق تدخلك في نشوة عارمة ، تنسيك لون السواد ، وهذا هو حالنا اليوم ، في الخارج حروب ودماء وثياب حداد سوداء وخونة بأقنعة شنعاء ، وفي داخل أردننا الغالي شاي المحبة والكرامة والعزة والشهامة يقدم لكل من يطرق باب البيت الهاشمي الكبير ، نعم إذا هو زمن يستحق أن أسميه حقا بزمن الشاي .
يقول توت عنخ امون ذاك الملك الفرعوني الشاب "القوة تفتح أجنحتها لمن يستحقها ...والموت يفتح جناحيه لكل جبان "،هم الفراعنه من كتبوا التاريخ قبل آلاف السنين ,ما زالوا حتى اليوم منبع للقوة والفخار لمصر العظيمة .نعم هي الشجاعة عنوان البطولة .
ها نحن هنا في أرض القداسة ,مهد الرسالات ، حصن السلام والأمان . لنا تاريخ مختلف ، عمره مائة عام , كتبه عظماء الأمة ، بنوا هاشم الأشراف حاملي وشاح عمداء ال البيت الكرام .
مائة عام مرت ومازال ثرى الأردن المقدس , عطش وإن إرتوى عشرات المرات بدماء أبناءه الأحرار ، أبناءه الذين ما توانوا يوما عن فداءه بالروح والدم .
شكلوا بإنضمامهم حول عرش آل هاشم الشامخ . قلادة رائعة الجمال ،متناسقة فسيفسائية ، نادرة في وصفها ،لايوجد مثيل لها على وجه البسيطة .
قلادتنا يا سادة، حجارها من رمل صحراء معان وخيوطها غزلتها حرائر الشام وسلسالها من جبال القوقاز ورائحتها من برتقال يافا ولمعانها من عيون المها في رم وملمسها عطر ونور من زيتون عجلون واربد ، تصميمها يشبه إلتفاف أعمدة الرومان في جرش ، فيها رونق أقرب إلى بياض حجارة عمان ، قاسية كصوان السلط والشوبك ولينة كطيب شيخ جليل من شيشان الزرقاء ، لها وهج يشبه نار ودلال بني حسن في المفرق ، وصنوان لمرجان العقبة جميل ، نقية كماء وادي موسى وصيتها وصل بقاع الأرض وعبيرها إنتشر فوحها حتى السماء .
قلادتنا هي وحدتنا الوطنية ، فيها بنينا حصون الأمان ، لايستطيع نذل ولا خائن إختراقها ، بهيه المنظر هي ولكنها تتحول في لحظة إلى حلقة من النار الأتون ، تحرق كل عين حاسد أو كائد أو مخرب إقترب من حباتها .
نحن أبناء عبدالله الأول وطلال والحسين الباني ،أبناء عبدالله أطال الله عمره ، قلادتنا التي أصفها هنا فيها الأصالة والوفاء والشجاعة ،فيها أيادي كثيرة تحمل الخير والكرم ،تزرع كل يوم بذرة من الإنجاز والعطاء والإبداع ، كلها جواهر من نشميات ونشامى ، ولكنها نفس القلادة المزينة الجميلة ، تتلاصق حجارتها لتطوق البيت الأردني الغالي ، تسيج بيد جيشها العربي الباسل وأجهزتها الأمنية أي فتيل فتنه أو رائحة خيانه ،تخنق كل نية غدر تمتد إلى الوطن .
اليوم وفي إحتفالنا بمئوية الدولة ، نقف على الواجهة بعنفوان وشجاعه ، يقودنا أبا الحسين إلى نصر مبين على وباء لعين خطف أحباء كثر ، ولكن جيشنا الأبيض الذي أقسم بالغالي والنفيس على مساعدة الناس يقف هناك في كل ركن طبي ، تقترب المعركة من ساعة الحسم ،لم تكن معركة باردة تلك التي نخوضها في مواجهة الجائحة ، كانت مخاض مع الوباء ينخر أجساد الضحايا من جهة ، ومخاض في وأد الفتن من جهة أخرى ، أراد الله لنا قتال في جبهتين ، وكانت الشجاعة والحنكة والحزم والحكمة أسلحة لا يمكن لعدو خسيس الوقوف قبالتها .
أدعوا العلي القدير أن يحفظ قلادتنا الأردنية الهاشمية ويجعل حجارتها تزداد عددا وبريقا إلى أبد الدهور .
كل عام وأردننا ونحن بألف خير،منتظرين المئوية الثانية لبناء الأردن الأغلى , مبتهلين الى رب المجد أن تأتي أعيادنا القادمة ،عيد القيامة وشهر رمضان المبارك ، وقد زالت عنا الغمة وانحسر الوباء اللعين .
كل عام وأنتم بألف خير سيدي حتى يبقى الأردن بخير .








طباعة
  • المشاهدات: 3814
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم