14-04-2021 01:36 AM
سرايا - سجل العام الماضي ارتفاعا بجرائم الانتحار مقارنة بالعام الذي سبقه، صعودا من 116 جريمة في العام 2019 الى 169 في العام 2020 وذلك بحسب ما جاء في التقرير الجنائي الاخير الصادر عن مديرية الأمن العام.
وبلغت نسبة الارتفاع في جرائم الانتحار 45.69 %، وكانت الإناث أكثر إقبالا بنسبة 62 %، وكانت نسبة مقارنة بالذكور.
وكان العام 2018 شهد تسجيل 142 حالة انتحار، وفي 2017 تم تسجيل 130 حالة، و 120 حالة في العام 2016 اما في العام 2015، فتم تسجيل 113.
وعزا التقرير، دوافع الانتحار الى أسباب مالية، وأمراض ومشاكل نفسية، وأخرى أخلاقية، وخلافات عائلية، وأسباب إنسانية، والفشل والإحباط، وخلافات شخصية.
وتختلف طرق الانتحار من شخص الى آخر، فهناك من يلجأ الى شنق نفسه، وآخر يقدم على حرق نفسه، وهناك من يتناول كميات كبيرة من الادوية، او مواد سامة مثل المبيد الحشري، او القفز من مرتفع.
أستاذ علم الاجتماع حسين الخزاعي يرى أن احد ابرز اسباب ارتفاع نسبة جرائم الانتحار هي جائحة كورونا، مشيرا الى ان التأثيرات النفسية للجائحة ادت إلى شعور الكثيرين باليأس والإحباط والقلق والخوف والوحدة.
وقال، ان هذه المشاعر تصبح عارمة ومستمرة، ما يؤدي إلى تفاقم الحالات النفسية، وحدوث الاكتئاب الشديد وبالتالي التفكير بالانتحار او الاقدام فعلا عليه.
وأشار الى أن فيروس كورونا يهاجم الجهاز العصبي، وتحديدا الدماغ، ما يؤدي إلى حالات نفسية وعصبية تترافق مع الإصابة وتبقى بعد انتهاء الإصابة، كما يؤثر على خلايا الدماغ، وقد يتلف بعضها، ويؤثر على النواقل العصبية الكيميائية في الدماغ.
واضاف الخزاعي، ان فيروس كورونا يؤثر على المجتمع بشكل عام، وتتطور حالات الرهاب والقلق والوسواس وزيادة الإدمان والانتحار.
من جانبه يقول الخبير الامني بشير الدعجة انه بالإضافة لتاثيرات جائحة كورونا، هناك اسباب اخرى قد تكون مرتبطة بالمخاوف المتعلقة بالعمل، او الخوف من الإفلاس، وارتفاع نسب البطالة.
وقال، ان النساء اكثر اقبالا على محاولات الانتحار وهو مؤشر على خطورة المشاكل التي تعاني منها النساء، خاصة فيما يتعلق بالعنف الأسري الذي يمارس ضدهن.
واضاف، العديد من المعنفات في الأردن يعانين من اضطرابات نفسية سيما الاكتئاب، ما يدفعهن إلى التفكير بالانتحار، وذلك لأن أغلبهن لا تتاح أمامهن فرص للنجاة من العنف لأسباب جذرية، ومنها ضعف استقلالهن المالي يسبب العنف الاقتصادي.