حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3501

واقع الصحافة العلمية في العالم العربي

واقع الصحافة العلمية في العالم العربي

واقع الصحافة العلمية في العالم العربي

14-04-2021 10:55 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : صالح مفلح الطراونه
حينما حصلت على عضوية الصحافة البيئية من بين 32392 صحفي على المستوى العالمي  وشاركت بدورة نظمها إتحاد الصحفيين العلميين من خلال جامعة كنكورديا  _ بكندا  كنت بغاية السعادة إذ سوف تتاح لي فرصة التعبير عن القضايا البيئية  والعلمية في وطني الذي أحب وأحترم وأقدر عالياً إننا نحتاج فترة طويلة من التعب لكي نقدم أنفسنا بهذا المجال سواء على الصعيد البيئي أو على صعيد الصحافة العلمية , بيد إن مثل هذه القناعات لابد وانها ترتكز لبعض المعطيات التي جعلتني أذهب بعيداً بأهمية أن نصنع شيء على أرض الوضع يبدل هذا الأمر بصورة جديده بعالمنا العربي فتقدمت لنقابة الصحفيين البيئيين العالمية بمقالاً تحت عنوان go green  وهذا المقال بالتأكيد يؤكد ما أسعى اليه جاهداً من أننا بالأردن نسعى جاهدين لبلورة مفهوم ان يساند الإعلام المحلي بعض الأقلام التي تكتب في هذا المضمار  فما كان منها إلا ان نشروا  أول مقال لي في مجال البيئة وقد كنت أستطلع القراء له كلما بقي يوم في صفحة النشر  وقد عزز لدي فكرة أننا قادرون على أن نصنع إعلاماً يواكب لغة التطور التي أصابت منظومة العالم  إذا ما توفرت النية  بذلك , والسؤال الهام  " أين نحن من كل هذا التطور  يا ترى ؟  سؤال راودني كثيراً وأنا الناشط في مجال البيئة والصحافة العلمية ترى ماذا عن واقع الصحافة العلمية بالوطن العربي  وهل نحن مؤهلون  للدخول في هذا المعترك الحيوي في بناء مقدرات الوطن بالجانب العلمي والأكاديمي الذي ينهض بكثير من القضايا العالقه بمجتمعنا العربي وتحديداً انا اتحدث  بصفة ابناء بلاد الشام التي نحن بالأردن نشكل جزء هاماً من تاريخها السياسي والنضالي على وجة التحديد .
 خاصتاً اذا ما علمنا إننا بالأردن نعاني من نقطتين أساسيتين بالغتا الأهمية
  اولاً : التصحر .

وثانياً : نقص حاد بالمياة الصالحة للشرب .

 وعلى إعتبار ان تلكُما النقطتين تُشكلان بعداً هام بالإستقرار كان لا بد من الدخول فيما سبق  " الصحافة البيئية  " والنشاط العلمي بإتحاد الصحفيين العلميين  " لأنهما سيشكلان رافداً مهم في قادم الأيام للمناقشة بمنتهى الموضوعية عنهما اذا ما اتيحت لي الفرصه بذلك , وحتى ندخل في صلب الموضوع المشار اليه فأننا بالأردن على وجة التحديد نمعن النظر بالمقالات التي تشكل حالة غريبة وقد لمست ذلك حينما نشرت ثلاثة مقالات  في مجال الصحافة العلمية يتحدثان عن  " علم الأعصاب واهميته  والذي نشر بتاريخ 16-1-2018 , ومقالاً تحت عنوان " الفيزيا الفلكية 1 والذي نشر بتاريخ 6-1-2018 وكذلك الفيزياء الفلكية 2 والذي نشر ايضاً  في 27/1/2018  مما شكلا بالنسبة لي أهمية في تطوير ماهية الفكر بإتجاة الصحافة العلمية واهميتها في طرح المواضيع التي تهم المجتمع والعالم وبطريقه قادره على بلورة كل هذا النقص الحاد بإحترام اهمية الصحافة العلمية بالوسط العربي .

وبالعوده الى واقع الصحافة العلمية في العالم العربي  فأننا نلاحظ حقيقه حراك متزايد يشهدة قطاع  العلم والتنكولوجيا والبحث العلمي في عالمنا العربي , والدليل على ذلك ظهور بعض المشاريع والخطط العملية التي بلورت عقد المؤتمرات العلمية الدولية في مجالات البحوث العلمية , مع التأكيد بأن هذا الجهد حقيقه لم يعد كافياً من حيث إن الصحافة تنشر خبراً من هنا او هناك يتحدث عن تغطية حدث علمي  إنها بهذا الجهد قد واكبت اهمية الصحافة العلمية المنشوده من حيث طرح القضايا ومعيشتها من قبل كل منظومة المجتمع  , للأسف الشديد ما زالت صحافتنا المحلية والعربية قاصرة ان تشكل مصدراً هام في تبني صحافة علمية قادرة ان تواكب  كل المستجدات وبالتاكيد هذا يعود لعدة أسباب  نستعرض منها ما يلي :

* غياب الدولة وهي  المعنية بتوفير البنا التحية لمثل هذه الصحافة التي لابد من تفعيلها بشكل جاد على أرض الواقع وبما يلبي الطموحات من خلال توفير المصادر سواء المالية او مقار البحوث ومؤسسات الصحافة العلمية  .

* عدم وجود الكوادر المؤهلة لبناء منظومة عمل صحفي متكامل في إطار الصحافة العلمية .

* النقص الحاد في التخصصات في مجال الإعلام  العلمي بالجامعات .

* غياب دور التواصل مع المؤسسات الرائدة في هذا المجال إلا بنشاط فردي لا يقدم او يؤخر من منظومة التطور المنشود في مجال الصحافة العلمية .

*  تعدد التخصصات والمجالات العلمية الجديده الغير مدروسه .

*  غياب الصحفي المتخصص في مجال الصحافة العلمية حيث بالغرب يوجد صحفي مثلاً متخصص في مجال " الذكاء الصناعي " او الروبوتات , او في شؤون البيئة أو في التقنيات المتناهية الصغر " أو في الصحة او في الغذاء أو في تقنية المعلومات .

لذلك انا أوكد تماماً إن الصحفي العلمي  بات يشكل عملة نادره  في الأوطان العربية وهم قلة القلة الذين ما زالوا يطرحون المتابعات العلمية المميزه  في هذا المجال .

للأسف المجتمعات العربية ما زلت قاصره ان تّعلم عن كل ما سبق وأهميته والمصيبة الكبرى اننا للأسف نستعمل تلك الأدوات ونجهل مدى  خطورتها واهميتها في نشر روح الإبداع لأبناءنا في سلك التعليم والصحة وعموم متطلبات الحياة .. وانا متأكد تماماً إن ذلك لنقص مفهوم واهمية الصحافة العلمية في حياتنا .

 نحن للأسف الشديد أقولها بمنتهى المراره إننا نُظهر هذا العِلم على إستحياء في وسائل الإعلام العربي  لأنه ما زال قاصراً على اللحاق بركب التقدم العلمي والتكنولوجي المتسارع بالعالم  ما زال مفهومنا للصحافة العلمية تقليدي ما زلنا محصورين بالعبد الأدبي والتاريخي والفنوان والتراث والشؤون السياسية والرياضية , وربما اذا ما تحدثنا عن الصحافة العلمية فأننا للأسف نقلب صفحات إعلامنا فنرى تقارير علمية مترجمه وليس من صنع أيدينا ومن ادوات بحوثنا ومكوننا المعرفي للقضايا العلمية .

ولنستعرض سجل الصحافة العلمية بالوطن العربي ولنبحث عمن هم قادرين على فهم الأنشطة والمجالات العلمية للمراكز البحثية فثمة نقص حاد ايضاً بثقتنا بوجود كفاءات تستطيع حوار العلماء والباحثين في مجال التخصص العلمي لأنها تحتاج بالأساس الى ركائز من المعرفة في هذا الإطار  لذلك للأسف لم تنجح الصحافة العلمية العربية في إداء دورها المطلوب وهو " نشر الوعي بين عامة الجمهور "

لقد بات من الضروي بمكان وبصورة عاجلة العمل على عقد دورات تدريبية لتنمية وتطوير مهارات الصحفيين العلميين , يؤسس لها من هم عاملون في مجال الصحافة العلمية حتى على أقل تقدير ان يكون لدينا معرفه حينما يكون هناك مؤتمراً على مستوى العالم في مجال الصحافة العلمية يتصدر المشهد العالمي بالأخبار , ان تكون هناك مراكز مواقع تشترك بتقنيات المتاحة لكي تضع كوادر الصحافة العلمية بما هو جديد في مجال

-الكتب العلمية

-النشرات العلمية

-المواقع العلمية على شبكة الأنترنت

وعلى رأس كل ذلك على كافة النقابات الصحفية والتي تشكل مصدر اساس البناء المعرفي لكل مؤسساتنا الإعلامية بالوطن العربي ايجاد صفحة متخصصه او نشره يومية في مجال الصحافة العلمية تواكب كل التطورات في هذا الإطار  على أن يتولى إدارتها من هم بارزون في هذا المجال من الصحافة العلمية .

بالختام الصحافة العربية تحتاح رؤية جديده  قادره أن تساهم في رفع دورها  وتأثيرها بالمجتمع ولن ياتي ذلك إلا من خلال مساهمة المنظومة بشكل عام في هذا التطوير واقصد هنا الجامعات  , مراكز البحوث  , المؤسسات  , الجمعيات العلمية , وهنا ليس فقط أن تساهم بنشر اخبار الصحافة العلمية وحسب بل تساهم في صناعة هذة الصحافة على أرض الواقع هناك فقط سوف ترى اهمية بناء جيل مدرك لحقيقه وواقع التطور العلمي بحياتنا وسوف يشكل البعد العلمي مثلما تشكله الثقافه والرياضه والسياسه من متابعه على ارض الواقع.











طباعة
  • المشاهدات: 3501
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
14-04-2021 10:55 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم