17-04-2021 09:25 AM
سرايا - تجول هذه الزاوية أسبوعيا في عالم الكتب، ملقية الضوء على أحدث الإصدارات عن دور
النشر المحلية.
«الجائحة»
يجمع الروائي والصحفي د.علي القحيص في روايته الصادرة مؤخراً «الجائحة»، بين شهادته
على التداعيات التي أثَّرت في المجتمعات العربية أثناء جائحة كورونا، وتشخيصه لطبيعة
الحياة الإنسانية والاجتماعية، التي لا تبقى على حال واحدة، وتتغير معالمها في صيرورة لا
يملك الإنسان أمامها إلا الانصياع والتسليم.
وجاءت الرواية الصادرة عن «الآن ناشرون وموزعون» في الأردن في 142 صفحة من القطع
المتوسط، وأهداها الكاتب إلى «الزمن الجميل الذي وافته المنية قبل وقوع جائحة كورونا»،
الأمر الذي يشير إلى جو العمل منذ اللقطة الأولى، ويوظف هذا النوع من العتبات النصية
في شدّ القارئ إليه وتحفيزه على استكشاف معالمه.
ويخوض بطل الرواية «صابر» مجموعة من الأحداث التي يفقد على أثرها أحد أصدقائه
بسبب الجائحة، ثم يتعرض لمكيدة يخسر بسببها عمله ومكان إقامته، ويضطر إلى
مغادرة البلد الذي عاش فيه سنوات طويلة من عمره. وتنعكس هذه الأحداث على الحالة
الوجدانية لصابر، إذ يبدأ بملاحظة التغيرات العميقة التي حصلت في حياته الشخصية
وانعكاساتها السلبية، فيقارن بين ماضيه الآمن الجميل مع أسرته وأولاده، وحاضره الذي
يشعر فيه بالوحدة، ويلاحظ انعكاس ذلك على مدينته التي فارقها منذ زمن طويل ثم
عاد إليها وقد فقدت روحها الطبيعية، ولم تعد تحمل سماتها القديمة.
دشّن الكاتب روايته بلغة رشيقة محايدة خدمت العمل الروائي وجعلته سهل الوصول إلى
القارئ وأقدر على الاشتباك معه، كما ظهرت خلالها تناصات عديدة عبر نصوص شعرية
تراثية لشعراء أعلام من أمثال المتنبي وجرير.
يذكر أنه صدر للقحيص مجموعة من الروايات من بينها: «الكليجا»، و«مضارب التيه»،
و«المسترجلات»، و«الحذاء رقم 10 ،«و«الفيس بوك»، و«جنرال ميدان التحرير».
«الجسر»
صدر حديثا عن دار الشروق للنشر والتوزيع رواية «الجسر» للكاتبة الروائية د.سحر خليفة.
الرواية بفكرتها، ومضمونها، وبعض مشاهدها، وشخصياتها المستعارة، مستوحاة من
عمليات وتجارب حقيقية قام بها، في فترة الستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينيات،
شابات وشباب آمنوا بالوطن والخلاص والحرية، فاستشهد البعض، وحُكم على البعض
بأحكام تمتد لمئة ومئتين وثلاثمئة سنة، وعاش البعض ليروا بأعينهم نتاج ما ضحوا
وعانوا من أجله.
جاءت الرواية في 292 صفحة من القطع المتوسط، لتذكرنا بمآثر هؤلاء الشباب، وتلك
المرحلة وألقها، وما عشناه وتمنيناه.
يذكر أن سحر خليفة نالت العديد من الجوائز العربية والعالمية منها: جائزة «ألبرتو
موارافيا» للأدب المترجم للإيطالية، وجائزة «سرفانتس» للأدب المترجم للإسبانية، وجائزة
«نجيب محفوظ»، وجائزة قاسم أمين لتحرير المرأة، وجائزة محمد زفزاف للرواية العربية،
وجائزة دبي الثقافية للإبداع، جائزة سيؤول للأدب المترجم للكورية.
صدر لخليفة في الرواية: لم نعد جواري لكم، الصبار، عبّاد الشمس، مذكرات امرأة غير
واقعية، باب الساحة، الميراث، صورة وأيقونة وعهد قديم، ربيع حار، أصلٌ وفصل، حبي
الأول، أرضٌ وسماء. وتُرجمت رواياتها إلى أكثر من خمس عشرة لغة.
«أغويت»
صدرت عن دار خطوط وظلال رواية «أغويت أبي» للكاتبة سهام أبو عواد.
كتب الشاعر محمد خضير عن الرواية: «هل يمكن أن يتحوّل الأمان إلى شَرَكٍ يغدو فيه
القاربُ بحرا؟ سؤال تجيب عنه الضحيّة (أوجينا) نيابة عن أولئك الذين غرقوا وهم يحسنون
الظنَّ بشفافية الماء. سهام أبو عواد في روايتها؛ وجَّهت بوصلة الضحيّة نحو الضمير
الذي اغتالته شرقيّة القانون، وحكمة القاع، فتجاوزت بذلك فكرة الرواية، وأحسبُها قضيّة
أفلتت مِن قيد الجدران.. وسكَنت فضاء الورق».
وكتب الشاعر والناقد د.راشد عيسى: «الرواية في العالم الآن مفتونة بمنجزها تكاد
تخطَف مِن الشعر سيادته الفنيّة عبر تحولاتها في فن تحطيم الشكل، وأحسب -بكثير
من الاطمئنان- أن رواية (أغويتُ أبي) تحقق إضافة نوعيّة جماليّة للمشهد الروائي العربي
مِن حيث سيماءات المعمار السردي الذكي، أما مِن حيث الرؤيا فالرواية تسجل قفزة
شجاعة في موضوعها (زنا المحارم)، حين يكون الأب مجرماً سِرياً يجتاح عذرية ابنته التي
تتحمّل بعد ذلك أعباء موتها في الحياة. فإذا كان قابيل قد تزوّج أخته ليستمر النوع
البشري، فما زال في واقعنا سلطة ذكورية تفعل ذلك بسرانيّة مسكوت عنها، إذن يمكن
إدراج هذه الرواية الجسورة الرشيقة في فضاء القضايا الأنثويّة التي تدافع عن الحقوق
الإنسانيّة للمرأة، على أن البنية السرديّة تبدو مشغولة بالشعريّة التعبيريّة الجديدة التي
تحمل مدارج الواقع إلى معارج التخييل في هسيس لغوي جذاب».