17-04-2021 10:00 PM
سرايا - هل سنحتاج إلى جرعة ثالثة ورابعة وخامسة من لقاح فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19″؟ وما مدى فعالية لقاح "كورونافاك" (CoronaVac) الصيني في منع الوفاة بكورونا؟ ولماذا على الشباب تلقي لقاح كورونا؟ الأجوبة في هذا التقرير.
نبدأ من أميركا، حيث قال ألبرت بورلا الرئيس التنفيذي لشركة "فايزر" (Pfizer) إن الأشخاص الذين تلقوا لقاح فايزر المضاد لكورونا -"على الأرجح"- سيحتاجون إلى جرعة ثالثة في غضون 6 أشهر إلى سنة، ثم لجرعة كل عام.
وأوضح بورلا قبل أمس الخميس -في تصريحات نقلتها شبكة "سي إن بي سي" (CNBC)- أن "هناك فرضية معقولة وهي أن جرعة ثالثة ستكون ضرورية على الأرجح، بين 6 أشهر و12 شهرا، وبعدها سيكون هناك تطعيم مرة كل سنة، لكن ما زال يجب التأكد من كل ذلك".
وأضاف أنه "من ناحية أخرى، ستلعب النسخ المتحورة (من فيروس كورونا) دورا رئيسيا". وتابع "من المهم جدا خفض عدد الأشخاص المعرضين للإصابة بالفيروس".
وكان تحالف "فايزر- بيونتك" (Pfizer- BioNTech) أعلن في فبراير/شباط الماضي أنه يدرس آثار جرعة ثالثة من لقاحه ضد المتحورات في دراسة سريرية.
وكانت فايزر ذكرت مطلع فبراير/شباط أنها تجري تجارب على جرعات تنشيطية، تحسبا للحاجة إليها.
وقالت شركة "مودرنا" (Moderna) الأميركية -التي تنتج لقاحا لكورونا- إنها أيضا تختبر جرعات تنشيطية من لقاحها.
ولقاح "فايزر-بيونتك" طورته شركة "فايزر" الأميركية وشريكتها "بيونتك" الألمانية، ويعمل على تقنية "الحمض النووي الريبوزي المرسال" (messenger RNA) أو "إم آر إن إيه" (mRNA)، وهو جزيء يخبر خلايانا بما يجب أن تصنعه.
ويتم حقن هذا اللقاح في الجسم، ويقوم بإدخال هذا الجزيء الذي يتحكم في آلية لتصنيع مستضد معين لفيروس كورونا "سنبلة" (spike)، وهو طرف مميز للغاية موجود على سطحه ويسمح له بالالتصاق بالخلايا البشرية لاختراقها. وسيتم بعد ذلك اكتشاف هذه السنبلة من قِبل الجهاز المناعي الذي سينتج الأجسام المضادة، وستبقى هذه الأجسام المضادة لفترة زمنية معينة.
أما لقاح "مودرنا" فيستخدم تقنية "الحمض النووي الريبوزي المرسال" نفسها التي يستخدمها لقاح "فايزر-بيونتك".
ما مدى فعالية لقاح كورونافاك الصيني في منع الوفاة بكورونا؟
أثبت لقاح "كورونافاك" الصيني فعالية بنسبة 67% في الوقاية من أعراض كوفيد-19، و80% في منع الوفاة، وفقا لنتائج ميدانية تم الكشف عنها أمس الجمعة من حملة التطعيم في تشيلي، ونقلتها وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال وزير الصحة التشيلي إنريكي باريس للصحفيين -أثناء إعلانه عن نتيجة شهرين من التطعيم في تشيلي بفبراير/شباط ومارس/آذار الماضيين"- هذه الأرقام تجلب راحة البال للبلاد".
وتم الحصول على النتائج من مقارنة بين الأشخاص الذين تم تطعيمهم وغير الملقحين، في حجم عينة يبلغ حوالي 10.5 مليون بالمجموع.
وشكل "كورونافاك" 86.9% من رصيد اللقاحات في تشيلي، بينما تلقى الباقي جرعات لقاح "فايزر".
وتم الكشف عن النتائج في وقت سجّلت تشيلي -كما هو الحال في معظم دول أميركا الجنوبية- ارتفاعا قياسيا في عدد الإصابات. وسجلت عددا قياسيا من الإصابات الجديدة المؤكدة بلغت أكثر من 9 آلاف في يوم واحد.
وأظهرت نتائج اختبارات كورونافاك في البرازيل فعالية بنسبة نحو 50% في منع الإصابات التي تظهر عليها الأعراض.
الشباب ولقاح كورونا
اختار عدد كبير من الشباب عدم تلقي لقاحات كورونا خوفا من تأثيراتها المحتملة على صحتهم؛ فهل هناك فعلا ما يبرر تلك المخاوف؟ وما تأثير عزوف الشباب عن حملات التطعيم على جهود احتواء الجائحة؟
في تقرير نشرته صحيفة "الإندبندنت" (Independent) البريطانية، يقول الكاتب شون أوغرادي إن البيانات الصحية في مختلف أنحاء العالم تُظهر أن معدلات الإصابات والوفيات -جراء فيروس كورونا بالنسبة لمن هم دون سن الـ40- متدن للغاية، خاصة أولئك الذين لا يعانون من أمراض مزمنة.
وبالنسبة لمعظم الشباب الذين أصيبوا بالفيروس، اقتصرت الأعراض على فقدان حاستي الشم والتذوق لفترة محدودة، مع بعض السعال والصداع.
إذن، ما فائدة اللقاح للشباب إذا كان الفيروس لا يشكل خطرا كبيرا؟ الإجابة هي ما أصبح يُعرف بـ"كوفيد طويل الأمد" (long Covid) أو "متلازمة ما بعد الإصابة بكوفيد-19″، وتعني الأعراض التي تبقى لفترة طويلة بعد الإصابة بالفيروس.
وهذه الحالة ليست واضحة المعالم إلى حد الآن من منظور علمي بسبب حداثة المرض، لكن ما هو واضح هو أنها يمكن أن تؤثر على الشباب وتغيّر حياتهم وتستمر معهم لفترة طويلة.
وقد تشمل التأثيرات بعيدة المدى مواجهة مشاكل في صعود الدرج أو صعوبات في التنفس؛ وقد يؤثر ذلك على الحياة العائلية والفرص في العمل، ويهدد جودة حياة الشاب ورفاهيته بشكل عام.
وقد نشرت "المجلة الطبية البريطانية" (BMJ) تقريرا عن دراسة شارك فيها مجموعة من مرضى كوفيد-19 يبلغ متوسط أعمارهم 44 عاما، ولا يعانون من أي مشاكل صحية أخرى.
الفيروس يتطور
وجدت الدراسة أن "الأعراض المُبلّغ عنها والأكثر شيوعا -بغض النظر عن الحالة التي دخل بها المريض المستشفى- هي التعب (98%)، وآلام العضلات (88%)، وضيق التنفس (87%)، والصداع (83%)".
وإلى جانب ذلك، كان هناك مؤشرات على قصور بسيط في عمل شرايين القلب لدى 32% من المرضى، وقصور في وظائف الرئتين (33%)، والكلى (12%)، والكبد (10%)، والبنكرياس (17%)، والطحال (6%).
ويؤكد الكاتب أن الأمر الذي يبعث على القلق بشأن الفيروس هو أنه يتطور ويتغير باستمرار للبقاء على قيد الحياة، ويبحث عن ضحايا جدد بأسرع ما يمكن حتى لا يندثر، وبالتالي قد يبدأ بالانتشار بين فئات عمرية أصغر سنا، وصولا إلى الأطفال.
ويعتقد الكاتب أن احتمال ظهور سلالة جديدة من الفيروس تستهدف الشباب -وهو أمر ممكن الحدوث من ناحية علمية- يجب أن يحفز الجيل على أخذ الاحتياطات اللازمة والحصول على اللقاح، حتى لو كانت اللقاحات أقل فعالية ضد الطفرات الجديدة.
وفي الحقيقة هناك معطيات تشير إلى أنه حتى الأطفال معرضون لخطر كورونا، فعلى سبيل المثال وفقا لتقرير لوكالة الصحافة الفرنسية فإنه في الهند يُعرب الأطباء عن قلقهم وخاصة حيال عدد المصابين الذين تقل أعمارهم عن 45 عاما ويعانون من أعراض أكثر حدة مقارنة بالعام الماضي.
وقال خوسراف باجان -الطبيب في المستشفى الوطني في بومباي- لوكالة الصحافة الفرنسية "إننا نجد أيضا أطفالا تقل أعمارهم عن 12 و15 عاما تظهر عليهم الأعراض. في العام الماضي لم تظهر الأعراض على أي طفل تقريبا".