18-04-2021 10:51 AM
سرايا - عشية انسحاب راؤول كاسترو، يركّز مندوبو الحزب الشيوعي الكوبي السبت والأحد على التحديات التي تواجه كوبا، بدءا بتجاوز أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها الجزيرة منذ ثلاثين عاما، وصولا إلى مواجهة عمليات "التخريب" عبر الإنترنت.
ويجتمع نحو 300 مندوب من كل مقاطعات البلاد التي يبلغ عدد سكانها 11,2 مليون نسمة، في هافانا لحضور هذا المؤتمر الذي يعقد في جلسات مغلقة. ويمثل هؤلاء المندوبين "أكثر من 700 ألف مناضل" من الحزب الواحد، حسب وسائل الإعلام الرسمية.
والمؤتمر الذي افتتح الجمعة، يشكّل هذا العام حدثا تاريخيا؛ لأنه سيشكل ختام ستة عقود من حكم الأخوين كاسترو اللذين حل محلهما الآن جيل جديد.
ويتوزّع المندوبون على ثلاث لجان عمل ستنظر الأولى في الاقتصاد والثانية في "النشاط الإيديولوجي والعمل على الجماهير". أما اللجنة الثالثة فستخصص أعمالها للحزب وسياسته لاختيار القادة.
لكن الموضوع الأكثر إلحاحا هو الاقتصاد مع انخفاض إجمالي الناتج المحلي بنسبة 11 % في 2020، في أسوأ تراجع له منذ 1993؛ بسبب الحظر الأميركي المطبق منذ 1962 وجائحة كوفيد-19.
وفي آخر خطاب له بصفته رئيسا للحزب، دعا راؤول كاسترو إلى "تنشيط عملية تحديث النموذج الاقتصادي والاجتماعي" الذي أطلقه في 2008 بانفتاح حذر على القطاع الخاص والاستثمارات الأجنبية.
ودان كاسترو "الرداءة والارتجال" و"البيرقراطية المفرطة" و"الفساد" في هذه الجزيرة التي تشهد نقصا متكررا في المواد الأساسية ، وعليها أن تستورد 80% مما تستهلكه؛ نظرا لعدم كفاية الإنتاج المحلي.
واعترف رئيس الوزراء مانويل ماريو الذي يرأس إحدى اللجان السبت أن "الهيكل الإنتاجي (للبلاد) غير قادر على تلبية احتياجات السكان"، مؤكدا أن "هذه القضية ليست أولية فقط، بل هي مسألة تتعلق بالأمن القومي".
"مؤكدة لكن بطيئة"
أكد راؤول كاسترو الجمعة، أن "هناك حدودا لا يمكن تجاوزها" في الانفتاح على القطاع الخاص "لأن نتائج ذلك غير قابلة لعكسها ، وستؤدي إلى أخطاء استراتيجية ، وإلى تدمير الاشتراكية بحد ذاتها ، وبالتالي تدمير السيادة والاستقلال الوطنيين".
وقال نورمان مكاي المحلل في مركز "وحدة المعلومات الاقتصادية" (إيكونوميست إنتليجنس يونيت) إن "إصلاحات التحرير الاقتصادي أمر مؤكد، لكن وتيرتها ستكون بطيئة جدا ؛ إذ إن الحكومة تتقدم بحذر تجنبا لتغييرات يمكن أن تقوض سيطرتها".
والموضوع الآخر المطروح للنقاش في الحزب هو الاتصالات عبر الإنترنت التي شجعت منذ دخولها إلى البلاد في 2018 مطالب المجتمع المدني، وسمحت بدعوات إلى التظاهر، وهو أمر غير مسبوق في كوبا.
وأدان نحو عشرين ناشطا وصحفيا مستقلا وفنانا السبت في تغريدات على تويتر منعتهم الشرطة من مغادرة منازلهم ، وهي طريقة تتبعها السلطات الكوبية بشكل عام لمنع أي تجمع.
من جهته، أدان راؤول كاسترو "التخريب" عبر شبكات التواصل الاجتماعي والأخبار الكاذبة التي يتم تداولها. وقال "بهذه الطريقة، يتم رسم صورة افتراضية لكوبا كمجتمع محتضر بلا مستقبل ، وعلى وشك الانهيار والانفجار الاجتماعي الذي تريده الولايات المتحدة، ونشرها في كل الاتجاهات".
ورأى كاسترو أن "هذه الظروف تتطلب تحولا عاجلا (...) على الصعيد الأيديولوجي".
ولقي راؤول كاسترو (89 عاما) ببزته العسكرية ترحيبا حارا عند وصوله الجمعة إلى قاعة المؤتمر الذي يفترض أن يتنازل في ختامه الاثنين عن منصب السكرتير الأول للحزب الشيوعي للرئيس ميغيل دياز كانيل، المدني البالغ من العمر 60 عاما.
وافتتح المؤتمر بعد ستين عاما تماما من اليوم التالي لإعلان فيدل كاسترو الطابع الاشتراكي للثورة الذي "لا رجعة عنه" منذ تبني الدستور الجديد في العام 2019.
بعد وفاة فيدل كاسترو في 2016 ،ومع تقاعد راوول كاسترو، طوت كوبا صفحة تاريخية للجزيرة وسكانها الذين لم يعرفوا سوى حكم الأخوين الثائرين.
أ ف ب