20-04-2021 01:40 PM
سرايا - يوجه الآباء والأمهات أطفالهم لمراكز تحفيظ القرآن الكريم، لحفظ القرآن وتعلم أحكامه وأمور دينهم، ليسهم ببناء شخصياتهم وصقلها وتقويتها، من خلال الانخراط بالعديد من البرامج والدورات والأنشطة التي تنظمها تلك المراكز.
وبالرغم من الظروف الاستثنائية السائدة بسبب انتشار فيروس كورونا والحجر، إلا أن بعض مراكز التحفيظ تقوم بإعطاء الدروس والمحاضرات لمرتاديها وطلبتها عبر الاتصال الالكتروني(عن بعد)، حيث يتواصل المعلمون مع طلبتهم، مع مراعاة أوقات الحصص المدرسية المقررة من وزارة التربية والتعليم.
يقول المهندس طارق زياد، الذي يرتاد مركز اليادودة لتحفيظ القران الكريم، إنه يرتاد المركز منذ 13 عاما، ويعده بيته الثاني، حيث يلتقي الصحبة الصالحة ويقضي الأوقات الطيبة، مشيرا الى ان هذه الأماكن تعتبر بيئة تحافظ على الأطفال والشباب من خطر السلوكيات الخاطئة.
وأضاف ان علم القران الكريم واسع وغزير، فالإنسان عندما يُبنى على تعلم القرآن وحفظه، منذ نعومة اظفاره، يؤثر على حياته ومستوى ذكائه وتركيزه وتحصيله العلمي، لافتا الى أن حفظ القرآن أسهم في جعله من المتفوقين بالثانوية العامة، مرورا به لكلية الهندسة.
وبين أنه تعلم أحكام التجويد وعلوم القرآن وبعض الدورات الشرعية المساندة لعلوم القرآن على يد علماء وأساتذة في المركز، بالإضافة إلى دورات في اللغة العربية والفقه، داعيا الجميع للتوجه إلى مراكز التحفيظ.
من جهتها، اشارت الصيدلانية نهى عينبوسي، إلى أنها استغرقت 3 سنوات لحفظ (سورة البقرة) وهي لوحدها، وعند ذهابها الى احد مراكز التحفيظ، وجدت ان عملية حفظ السور القرآنية لا تأخذ وقتا طويلا كما هو الحال عندما يكون الشخص لوحده.
وقالت انها بدأت في مركز التحفيظ منذ 16 عاما، من خلال الدورات والحفظ المتقطع، والمتصل 7 سنوات، واستهلت مشوارها بتعلم التجويد ليكون سبيلا في قراءة القرآن بالشكل الصحيح، إلى أن حصلت على الإيجاز، ومن ثم تحولت لقسم التحفيظ، الذي كان عبارة عن شحن كبير من الطاقة الإيمانية، للوصول إلى حفظ 15 جزءا من القرآن، وحلمها اليوم أن تحفظ القران كاملا.
وأكدت انها عندما أصيبت بفيروس كورونا، وجدت بقراءة القرآن المناعة الربانية للخلاص من الألم، وشحن نفسيتها بالطاقة الإيجابية التي مكنتها للتصدي لهذا الوباء والتغلب عليه سريعا.
وأشار مدير عام جمعية المحافظة على القران الكريم حسين العساف إلى أن ذكرى تأسيس الجمعية لهذا العام يتزامن مع الذكرى المئوية لتأسيس الدولة الأردنية، حيث ان للمناسبتين دلالة واضحة في بناء الإنسان عقلاً وروحاً وثقافة وانتماء وفي إعمار الأوطان.
وأضاف أن الجمعية تأسست في العشرين من نيسان 1991م، ويعود تأسيسها إلى ما استشعره ثلة من العلماء ورجالات الأردن، حول حاجة المجتمع الأردني الملحة لمؤسسة متخصصة تعنى بتعليم القرآن الكريم وتحفيظه ونشر ثقافته، وموردا يستقي منه الراغبون وطلاب العلم.
وأوضح أن الجمعية هي منارة لعلوم القرآن وحفظه والتخلق بأخلاقه، ونموذجاً أردنياً فاعلاً وفريداً لمؤسسات المجتمع المدني، وموئلاً مأموناً للعلماء وللعلم وطلابه.
وبيّن العساف أن الجمعية انتشرت في جميع أنحاء المملكة، وان لها 42 فرعاً إدارياً، يتبع لها 1050 مركزاً قرآنياً، لافتا إلى أن نتاج الجمعية من حفظة القرآن الكريم، يزيد عن عشرة آلاف حافظ وحافظة، إلى جانب العديد من الإنجازات في مجالات الإجازة القرآنية، ودورات التلاوة والتجويد، وأندية الطفل القرآنية، والمراكز القرآنية الدائمة.
وأوضح أن أبرز ما يميز أعمال الجمعية، التخصص والشمول، فمن حيث التخصص عكفت الجمعية وألزمت نفسها بالعمل مع القرآن الكريم تجويداً وتفسيراً وحفظاً وتخلقاً.
ولفت إلى أنه من ناحية الشمول، اهتمت الجمعية اهتماماً كبيراً بعلوم القرآن وبرامج التدبّر والتفسير والانتفاع بهدي القرآن، وتحقيق مقصد إنزاله وتفعيله في واقع الحياة، واستلهام السيرة النبوية، النموذج الزاهر، لتطبيق القرآن الكريم.
وقال العساف إن الجمعية أصدرت أكثر من 200 كتاب في الدراسات القرآنية وعلوم القرآن، عدا عن إصدارها القرآن الكريم مطبوعاً بطريقة “برايل”، وكتاب المنير في علم التجويد، وكتاب كلمات القرآن الكريم ، إضافة الى إصدارها تفسيرها المميز بلغة الإشارة للصم بالتعاون مع إحدى المؤسسات.
وثمن جهود العلماء الذين اخذوا على عاتقهم إدارة الجمعية والمعلمين والمعلمات والعاملين، إلى جانب دور المحسنين والمحسنات، الذين يرون اليوم ثمرة ما قدّموه أمام أعينهم من خلال هذه الجمعية، وكذلك الجهات الرسمية والأمنية، التي تسهم في إنجاح مسيرة هذه الجمعية، إلى جانب جهود وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية.
من جانبه، أكد الناطق الإعلامي باسم وزارة الأوقاف حسام الحياري، أن الوزارة تقوم بالإشراف على أنشطة الجمعيات والمراكز الإسلامية والتحقق من استكمالها لجميع المتطلبات الخاصة بترخيصها، كما تقوم بالإشراف على عملها ومدى تحقيقها للأهداف التي أنشئت لأجلها وذلك بموجب نظام المراكز الإسلامية المعمول به حالياً.