26-04-2021 09:18 AM
سرايا - تعد حدائق بابل المعلقة ثاني أقدم عجائب الدنيا القديمة ولم تعد موجودة حتى وقتنا الحاضر كما تعد أيضاً لغزاً يحير العلماء حول ما إذا كانت موجودة بالفعل في الماضي. سنتعرف في هذه المقالة إلى جدل العلماء حول حدائق بابل المعلقة.
موقع حدائق بابل المعلقة:
كانت حدائق بابل المعلقة الحدائق الأسطورية التي زينت عاصمة الحضارة البابلية التي بناها أحد أعظم ملوك البابليين نبؤخذ نصر الثاني في عام 562 قبل الميلاد ويوعم المؤرخون بأن حدائق بابل المعلقة تقع في نينوى عاصمة الإمبراطورية الآشورية أما البعض الآخر يعتقد بأنها مجرد نسج من الخيال القديم. أطلق عليها بالحدائق المعلقة لأنها شُيدت عالياً فوق الأرض على شرفات حجرية بعدة طوابق تعتمد على نهر الفرات كمصدر للري.
من بنى حدائق بابل المعلقة؟
بنى الملك البابلي نبؤخذ نصر الثاني حدائق بابل المعلقة في عام 562 قبل الميلاد إهداء إلى زوجته أميتيس التي كانت تشعر بالحنين إلى وطنها في الجزء الشمالي الغربي من إيران لكن لا توجد أي إشارة إلى ملكة بهذا الاسم في السجلات البابلية. يعتقد البعض خاصة العلماء الألمان بأن حدائق بابل المعلقة شُيدت على بعد 300 ميل شمال بابل في مدينة نينوى عاصمة الإمبراطورية الآشورية وأن الملك الآشوري سنحاريب هو من بنى هذه الحدائق وفقاً لترجمات للنصوص القديمة للملك سنحاريب التي تصف حدائقه "قصره منقطع النظير" و"أعجوبة لجميع الشعوب"، وهذا ما يزيد من غموض قصة حدائق بابل المعلقة.
قصة حدائق بابل المعلقة:
وصف الكاهن بيروسوس، الذي عاش في آواخر القرن الرابع قبل الميلاد، جمال حدائق بابل المعلقة وقصة بنائها حيث بناها نبؤخذ نصر الثاني تقريباً في عام 600 قبل الميلاد كهدية لزوجته أميتيس التي تشعر بالحنين إلى بلاد فارس موطنها الأصلي وأنها بدأت تشعر بالاكتئاب لأن بابل مدينة صحراوية جافة، وقد بنيت الحدائق على شكل طوابق تدعمها أعمدة من الطوب ووتم تعبئة كل طابق بالطين اللازم لنمو أشجار مع أحواض الورود والأزهار ليعطي منظراً بديعاً لا يمكن أن يتكرر في التاريخ مرة أخرى. وذُكرت حدائق بابل المعلقة كإحدى عجائب الدنيا السبع لكن حتى الآن لم يتم العثور على دليل أثري يؤكد أن هذه الحدائق كانت موجود بالفعل في الماضي، ومن ناحية أخرى، يقال أنها كانت موجودة ودُمرت بسبب الزلازل في وقت ما بعد القرن الأول الميلادي.
حدائق بابل المعلقة
وصف الخبير الجغرافي اليوناني من القرن الأول في كتابه الجغرافيا بأن حدائق بابل المعلقة عبارة عن مربع ضخم تتكون من 4 طوابق على كل جانب مدعومة بالكثير من الأعمدة والأقواس بالطوب الناري والأسفلت، وقد وضع في كل طابق براغي هيدروليكية مصممة لرفع مياه نهر الفرات إلى الأعلى دون انقطاع، وتقدر مساحتها نحو 14870 متر مربع ويتم توصيل المياه للحديقة من نهر الفرات عن طريق مضخات مائية بمساعدة العبيد وتتكون هذه المضخات من عجلتين فوق بعضهما متصلتان بسلسلة ضخمة. وتحيط بالحدائق 8 بوابات أشهرها بوابة عشتار الكبيرة كما يحيط بها خندق مائي كبير بالإضافة إلى أسوار سمكها 7 أمتار.
قام بعض العلماء بتخيل ووضع تصميم هندسي لحدائق بابل المعلقة منها تصميم عالم الآثار الألماني كولدوي في عام 1918 بناءً على معرفته بالحفريات في موقع الحدائق وتصميم أنتيك عالم تاريخ الحضارات الشرقية في عام 1726 وتصميم هندسي لمارتن فان هيمسكيرك وهو رسام بورتريه بناءً على قراءته لبعض الوثائق التاريخية في عام 1572/ ويوجد العديد من تصاميم حديثة توضح هندسة حدائق بابل المعلقة مثل:
حدائق بابل المعلقة
هل حدائق بابل المعلقة موجودة الآن؟
بدأت الحفريات الأثرية المنهجية في موقع بابل القديمة عام 1899م وقد وجدت بعض الهياكل القديمة وبوابة عشتار إلا أنهم لم يجدوا أي آثار لحدائق بابل المعلقة، وقد كشفت سلسلة أخرى من الحفريات بالقرب من نهر الفرات عن جزء من قصور أخرى للملك وجميع ميزات الري اللازمة للحدائق ولكن لا يعد دليلاً إيجابياً على وجود حدائق بابل المعلقة في الماضي، ولم تذكر أي السجلات البابلية عن حدائق بابا المعلقة وكل ما ذكرته هو إنجازات الملك نبؤخذ نصر الثاني ومشاريع البناء وصولاً إلى أسماء الشوارع في مملكة البابليين.
حدائق بابل المعلقة
كشقت الحفريات في مطلع القرن العشرين حول مدينة نينوى بالقرب من مدينة الموصل في العراق عن وجود أدلة نظام قنوات مائية منقوش عليها صورة الحديقة الخضراء مكتوب " سنجاريب ملك العالم... على مسافة كبيرة لي مجرى مائي يتجه إلى مدينة نينوى" توضح الدكتورة ستيفاني دالي، وهي باحثة في لغات بلاد ما بين النهرين، سبب وجود غموض في موقع الحدائق يمكن أن يكون بسبب الغزو الآشوري لبابل عام 689 قبل الميلاد وأعاد الملك سنحاريب تسمية مدينة نينوى ببابل الجديدة وكذلك أعاد تسمية بوابات المدينة لتصبح مداخل بابل، وتثبت الدكتورة دالي بأن السكان القدامى قد أخطاوا في تسمية حدائق بابل المعلقة بدلاً من حدائق نينوى المعلقة.
تعتبر بابل من أقدم الحضارات في التاريخ تقع بين نهر الدجلة ونهر الفرات في العراق وقد شهدت الكثير من الاحداث التاريخية خاصة مع المملكة الآشورية، وتتميز بالعديد من الآثار منها حدائق بابل المعلقة التي دور حولها مجادلات حول وجودها فعلياً وموقعها في العراق. تعد حدائق بابل المعلقة من أقدم عجائب الدنيا لروعة تصميمها حسب ما ذُكر في الوثائق التاريخية وقد قال عنها المؤرغ الإغريقي هيرودوت "إنها لا تضاهيها في عظمتها وسعتها مدينة أخرى"