حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,25 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3405

عربات «التوك توك» تجول في شوارع لبنان متحدية ارتفاع أسعار الوقود وصعوبات النقل

عربات «التوك توك» تجول في شوارع لبنان متحدية ارتفاع أسعار الوقود وصعوبات النقل

عربات «التوك توك» تجول في شوارع لبنان متحدية ارتفاع أسعار الوقود وصعوبات النقل

27-04-2021 09:13 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - كيفما التفتَّ في بيروت وضواحيها هذه الأيام، لا بد أن تصادف عربة «توك توك» أمامك. هذا المشهد لم يكن مألوفاً حتى الأمس القريب، إلا ان ظروفاً اقتصادية فرضته بقوة، فتحول إلى خـط دفاع معـيشي، ومصـدر للرزق.

ويُعرف «التوك التوك» بأنه وسيلة النقل الأهم في البلدان المكتظة، خصوصاً تلك التي تقع تحت خط الفقر سواءاً في آسيا او افريقيا، إلا أن لتلك العربة الصغيرة في لبنان دورٌ أبعد من ذلك، يعكس تحدياً للظروف المعيشية.

فإلى جانب اعتماده كوسيلة لنقل الركاب في بعض القرى البقاعية والشمالية، فإن «التوك توك» يُستخدم في معظم الأحيان مؤسسة تجارية متنقلة، كمطعم صغير متنقل، أو كُشك لبيع القهوة، لا سيما في ضواحي العاصمة بيروت الفقيرة.

ومنذ أكثر من عام، يعاني لبنان أزمة اقتصادية حادة، هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 ـ 1990) أدت إلى انهيار مالي، وزيادة نسبة الفقر والبطالة.

وجاءت هذه الوسيلة الأقل كلفة كحل «لأزمتنا الاقتصادية إلى حد كبير» حسبما يقول أحمد المصري، صاحب شركة لبيع عبوات المياه للمواطنين في بيروت، مشيرا إلى أن «وسيلة النقل هذه توفر البنزين كونها تعمل على الكهرباء، وتتفادى زحمة السير».

لكن المصري شكا من أن استمرار تدهور قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار قد يجعل «التوك توك» باهظ التكلفة، لأنه مستورد من الخارج، وبالتالي فإن سعر شرائه يُحتسب بالدولار أو ما يعادله بالليرة وفق سعر الصرف في السوق الموازية.

يبلغ سعر «التوك توك» نحو 1500 دولاراً كحد أدنى، لكنه قد يصل إلى 3500 دولار حسب حجمه وتجهيزاته. كما أنه يحتاج كل عام تقريباً إلى صيانة وقطع غيار، ومن بينها البطاريات التي يبلغ سعرها 350 دولاراً.

وعلى إثر الأزمة الاقتصادية، تدهورت قيمة العملة اللبنانية تدريجياً، حيث وصل سعر صرف الدولار الواحد نحو 12000 ليرة في السوق الموازية، بينما يبلغ سعره الرسمي حسب المصرف المركزي 1510 ليرات.

لا إيجار شهري ولا ضرائب مالية ولا فواتير كهرباء، هذه بعض ميزات «التوك توك». لذلك بات كثيرون يفضلون استخدامه كمطعم متنقل، بعكس المؤسسات التقليدية التي تحتاج إلى رأس مال كبير، حسب أديب قباني صاحب شركة متخصصة بتجهيزات عربات «التوك توك».

وقال قباني في مقابلة أمس أنه في ظل الصعوبات الاقتصادية التي تمر فيها البلاد بات «التوك توك» مصدر رزق كثير من العائلات اللبنانية، فهو يستخدم كمطعم صغير أو لبيع المثلجات أو الذرة المشوية وغيرها.

ومقارنة ببعض الدول الأخرى، فإن استخدام «التوك توك» في لبنان كوسيلة لنقل للركاب ما يزال على نطاق محدود، خصوصاً أن هذة الآليات ليس مرخصاً لها بعد لنقل الركاب، لكنها تستخدم أكثر في نقل البضائع.

وإذا كانت الإجراءات الوقائية في ظل جائحة كورونا قد حرمت المحتاجين من الإفطارات الجماعية، فإن «التوك توك» شكّل حلاً لذلك، من خلال إيصال الوجبات إلى منازل هؤلاء.

وقال فيصل تمراوي، وهو متطوع في جمعية «سيدرز» الخيرية، أنه «نظراً للإجراءات المفروضة في ظل كورونا قررنا هذا العام إيصال وجبات الإفطار إلى المحتاجين بواسطة عربات التوك توك».

وأضاف أن «التوك توك يعد وسيلة مناسبة جداً من الناحية الاقتصادية للتنقل وإيصال الوجبات لا سيما في شوارع العاصمة ومحيطها».

من جهته، قال محمد طبارة المسؤول في الجمعية نفسها «في السنوات السابقة كنا نقيم خيمة رمضانية لإفطار للمحتاجين، لكن في ظل كورونا استعضنا عن ذلك بـ»التوك توك» وهو مجهز لحفظ الأكل طازجاً... نوزع وجبات الإفطار بواسطة هذه العربات إلى منازل المواطنين المحتاجين خلال شهر رمضان، لا سيما في ظل هذه الظروف الصعبة».











طباعة
  • المشاهدات: 3405

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم