سرايا - شهدت الهجرة السرية بين الأراضي المغربية ومدينة سبتة حادثا مثيرا للغاية، الإثنين، بمحاولة أكثر من مئة شاب منهم قاصرون الدخول سباحة من شاطئ مدينة الفنيدق شمال المغرب إلى المدينة، ونجح العشرات بينما لقي البعض حتفهم غرقا.

ومنذ السبت الماضي الى غاية مساء اليوم الإثنين، قام أكثر من مئة شاب بالسباحة باتجاه سبتة (شمال المغرب- تحت سيطرة إسبانيا). ودخل يوم السبت الماضي قرابة ثلاثين، وتكرر المشهد أمس الأحد برقم أكبر، كما حاول آخرون اليوم الدخول إلى المدينة، وفق جريدة “ألفارو دي سيوتا”، ولكن البحرية المغربية حالت دون ذلك.

وبدا المشهد سورياليا، إذ تجمع شباب من بلدة الفنيدق المحاذية لسبتة أمام الشاطئ، وفجأة قفز العشرات منهم إلى البحر وبدوأ السباحة نحو سبتة، ليقطعوا بضعة مئات من الأمتار. وكان البحر في اليومين الماضيين، هائجا، ورغم ذلك غامر هؤلاء الشباب بأرواحهم للوصول الى سبتة. وجرى نشر صورة أحد الشباب الذين لقوا حتفهم غرقا، ويجري الحديث عن وجود غرقى آخرين دون تحديد الرقم.

وارتبط اقتصاد بلدة الفنيدق بالتهريب من سبتة، وبسبب إغلاق الحدود نتيجة جائحة فيروس كورونا منذ مارس/ آذار الماضي، وقرار المغرب إنهاء التهريب، تعيش هذه المدينة الصغيرة أزمة اقتصادية لا مثيل لها. وتحاول السلطات توفير فرص عمل للمتضررين لكن هذه الخطط لم تشمل الآلاف، مما يدفع الشباب إلى الهجرة إلى سبتة.

وتحولت الحادثة إلى حديث الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي في المغرب. ولم تصدر السلطات حتى الآن أي موقف رسمي من هذه الهجرة الجماعية الخطيرة لأنها تتم لأول مرة بشكل جماعي عبر السباحة. وكانت هناك محاولات من هذا النوع في الماضي، لكنها لم تتعد بضعة أشخاص وليس العشرات دفعة واحدة.