28-04-2021 11:28 AM
سرايا - انتهت قمة ريال مدريد الإسباني وتشيلسي الإنجليزي في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بالتعادل (1-1)، ليؤجل الفريقان الحسم للإياب.
الهدفان جاءا في الشوط الأول، بتوقيع كريستيان بوليسيتش (تشيلسي) ثم كريم بنزيمة (ريال مدريد)، فيما كان الشوط الثاني أقل إثارة.
وفي السطور التالية نقدم تحليلا فنيا لمباراة ريال مدريد ضد تشيلسي في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، التي فتحت الباب أمام كل الاحتمالات في الإياب.
مخاطرة زيدان
في المباريات القوية والمهمة، يفضّل الفرنسي زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد إجهاد الخصم عن طريق منحه الكرة منذ بداية المباراة، ليصبح بمثابة لقمة سائغة بعد شعوره بالإنهاك وعدم القدرة على التصرف.
ورغم نجاح تلك الخطة في أغلب المرات، فإن ريال مدريد كان مهددا بالتعرض لخسارة ثقيلة بسبب تلك المخاطرة غير المحسوبة لزيدان هذه المرة، حيث إن الطريقة التي يلعب بها تشيلسي (4-3-3) تجعله أفضل في خط الوسط والهجوم وأكثر امتلاكا للكرة بالفعل، أي أن الريال ترك الكرة لفريق يعرف تماما كيف يتصرف بها.
ريال مدريد لعب بخطة (3-5-2)، تتحول إلى (5-3-2) في الحالة الدفاعية، لكن هذه الاستراتيجية لم تفلح في كبح الهجوم السريع الذي شنه تشيلسي على أصحاب الأرض في الشوط الأول، خاصة في أول نصف ساعة.
وبجانب الهدف الذي سجله بوليسيتش في الدقيقة 14، فإن تشيلسي كان قريبا من هز الشباك في أكثر من مناسبة بعدما سيطر تماما على مجريات اللعب، بمباركة ريال مدريد.
كذلك فإن تشيلسي نجح خلال الشوط الأول في تحجيم خطورة ريال مدريد وإغلاق منافذ التمرير أمام لاعبيه، فضلا عن قدرته على تنويع اللعب، والوصول إلى مناطق ريال مدريد بأكثر من أسلوب، سواء التمريرات القصيرة السريعة أو الكرات الطويلة.
أمر آخر يجعل مخاطرة زيدان غير محسوبة، أن فريقه لم يتمكن من التسجيل أو حتى القيام بفرص خطيرة رغم سيطرته شبه التامة على الشوط الثاني، علما بأن هدفه الوحيد جاء بعد حالة من الارتباك أمام مرمى تشيلسي.
لكن بالحديث عن المخاطرات، فإن توماس توخيل، مدرب تشيلسي، قام بأمر مشابه لما فعله زيدان، ويبدو أنه آثر تأجيل الحسم إلى مباراة العودة في لندن، بدلا من حسم الأمور مبكرا.
ويمكن تبرير مخاطرة المدربين بأنهما يضعان في الحسبان موقفهما المحلي، حيث أن ريال مدريد ينافس على لقب الدوري الإسباني، فيما يسعى تشيلسي لضمان مركز مؤهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، ولهذا السبب يقومان بادخار جهود اللاعبين.
ثغرة مارسيلو
باستثناء إيدير ميليتاو، ظهر دفاع ريال مدريد بشكل هزيل ومخيب للغاية، وعانى أمام هجمات تشيلسي السريعة بسبب البطء والتمركز السيئ، لكن الحلقة الأضعف في الخط الخلفي والريال عموما كانت مارسيلو.
زيدان اعتمد على مارسيلو في ظل معاناة فيرلاند ميندي من الإصابة، لكن في وجود الظهير الأيسر البرازيلي بدا ريال مدريد ناقصا، فلم يظهر سواء في الدفاع أو الهجوم حتى خروجه في الدقيقة 77.
وكانت أغلب تمريرات مارسيلو وكراته العرضية بمثابة هدايا إلى تشيلسي، وكان هو اللاعب صاحب النسبة الأقل في دقة التمريرات (79%) بين التشكيلة الأساسية لريال مدريد.