حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,22 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 5146

تعرفوا على الأبواب السبعة لمدينة دمشق

تعرفوا على الأبواب السبعة لمدينة دمشق

تعرفوا على الأبواب السبعة لمدينة دمشق

28-04-2021 12:19 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - تعتبر دمشق القديمة الجزء التاريخي القديم من العاصمة السورية دمشق، والتي تعدّ واحدة من أقدم المدن في العالم، هذا بالإضافة إلى اعتبارها العاصمة الأقدم في العالم، وقد سجلت دمشق في عام 1979م على قائمة التراث العالمية.

تحاط مدينة دمشق بسور بنيت عليه سبعة أبواب، لحماية البيوت السكنية داخل السور، بحيث لا يمكن أن يصل أحد إلى المدينة إلّا عبر هذه الأبواب. يقول ابن عساكر، أن أبواب دمشق سميت على أسماء الكواكب السبعة، وقد جُعل على كلِّ باب صورة الكوكب الذي يمثله. ويعود تاريخ بناء هذه الأبواب للعهدين الإغريقي والروماني.

وجاء في (معجم البلدان) لياقوت الحموي أن أول حائط وضع في الأرض بعد الطوفان هو حائط (دمشق).

ويروي المؤرخ حسن البدري في كتابه (نزهة الإمام في محاسن الشام) وصفاً لأبواب دمشق القديمة وعلاقتها بالكواكب فيقول: "كانت صور الكواكب على هذه الأبواب، زحل على باب كيسان، والشمس على الباب الشرقي، والزهرة على باب توما، والقمر على باب الجنيق، وعطارد على باب الفراديس، وصورة المشتري على باب الجابية، أما المريخ فعلى الباب الصغير".

وأبواب سور دمشق كلّها على مرّ العصور لم تتجاوز العشرة أبواب، وهذه الأبواب هي: باب شرقي، باب توما، باب الجنيق، باب السلام ، باب الفراديس، باب الفرج، باب النصر، باب الجابية، باب الصغير، باب كيسان. ولكن على مر الزمن اختفت بعض هذه الأبواب وحلّت مكانها أبنية أو طرق أو أسواق.

في هذا المقال سنعرفكم على الأبواب السبعة القائمة إلى الآن.

1- باب توما
يقع في الجهة الشمالية الشرقية للمدينة القديمة قرب حي القصاع. وهو من الأبواب السبعة الأصلية، ويُنسب إلى عظماء الروم، اسمه الأصلي VENUS أي الزهرةُ إله الحب والجمال عند الرومان، وفي فترة انتشار المسيحية تبدَّل اسم الباب نسبةً للقديسِ توما.

وقد وجد على إحدى حجارة الباب نقش بالحروف اليونانية وهذا يعطي إشارة لاحتمال بناء الباب الأصلي من قبل اليونان قبل أن يقوم الرومان بإعادة بنائه، وبعد انتشار المسيحية قاموا بتسمية الباب على اسم القديس ثوما الرسول، أحد تلاميذ السيد المسيح عليه السلام، ومن ثم تهدّم الباب مع مرور الزمن، ومن هذا الباب دخل القائد شرحبيل بن حسنة عند الفتح الإسلامي لدمشق، وجرت عنده معارك عدّة، وفي عهد نور الدين رمّم الباب وأقيم عنده مسجد ومئذنة، وكان هذا الباب يعتبر أحد المنشآت العسكرية في الفترة الأيوبية حيث تعلوه كوى الدفاع المستطيلة.

وفي زمن الاحتلال الفرنسي لسورية في عشرينات وثلاثينات القرن العشرين أزيل المسجد ومن ثم المئذنة. والنقش الكتابي على العتبة العليا لباب توما والتي لم تزل موجودة الى يومنا هذا تؤرّخ لترميم الباب في العهد المملوكي .الارتفاعُ الحالي لهذا الباب 4.38 وعرضه 3.22متر وسماكته 7 متر، مُغطى بقبةٍ مدببةٍ متجهة نحو داخل المدينة.




2- باب الجابية
يقع في الجهة الغربية من المدينة القديمة عند مدخل سوق مدحت باشا حاليًا. يمثل كوكب المشتري يقع في الجهة الغربية من المدينة القديمة وهو من الأبواب السبعة الأصلية، بناه الرومان ونسبوه لكوكب المريخ، والغالب أن الباب سمي بهذا الاسم نسبة إلى تلّ الجابية بمنطقة حوران لأن الخارج منه يصل إليها. وقد صمم هذا الباب بثلاث فتحات، في الوسط بوابة كبيرة وعلى جانبيها بوابتان أصغر حجماً ويتصل بالباب الشرقي عبر الشارع المستقيم.

عند الفتح العربي الإسلامي لدمشق دخل منه القائد أبو عبيدة بن الجراح، وسدّت الفتحتان الوسطى والشمالية من الباب في عهد نور الدين، الذي أعاد ترميم الباب والسور المحيط به عام 560هـ/ 1165م. ثم تلته ترميمات أخرى أبرزها ترميم الملك شرف الدين عيسى ابن الملك العادل في زمن الدولة الأيوبية.


3- باب كيسان
يقع في الطرف الجنوبي الشرقي للمدينة القديمة قرب منطقة الصناعة وحارة اليهود سابقا ودوار حسن الخراط خارج سور المدينة القديمة. (تحول الباب إلى كنيسة)، اسمه الأصلي (ساترن) أي زُحل، نسبةً لإله الزراعةِ والزمنِ والعصرِ الذهبي، في المُعتقدِ اليوناني. وسمّي بباب قيصون أيضا ويقصد به الحد الأقصى من الزاوية الجنوبية الشرقية.

يعودُ بناؤه إلى زمنِ الأباطرةِ السورييّن سبتيموس سيفيروس وكاركلا في نهاية القرنِ الثاني وبداية الثالثِ الميلادي في العهد البيزنطي سمّي بـ (باب القديس بولس) تخليداً لحادثة تهريبه من فوق السور، في القرنِ الرابعِ الميلادي.

ويقول ابن عساكر في كتاب تاريخ دمشق: "سمّي بباب كيسان نسبة إلى كيسان مولى معاوية بن أبي سفيان".

وقد أغلقه السلطانُ نور الدين محمود بن زنكي وسدَّ البابَ بسببِ فتحِ بابِ الفرجِ، ثم جُدِّد وفُتحَ في العهدِ المملوكي عام 1364م.

وفي زمن الاحتلال الفرنسي لسورية عام 1925م تمّ إعادة ترميم الباب، وفي عام 1939م أنشئ داخله كنيسة حملت اسم القدّيس بولس الرسول، وذلك بتخطيطٍ من المهندس الفرنسي دولوري، تذكيراً بقصة هروب القديس بولس.




4- باب الجنيق
اسمه الأصلي باب القمرُ، وهذا البابُ أحدُ الأبواب السبعة الأصلية، ويقع في الجهة الشمالية من المدينة على سور المدينة الشمالي، بين باب الفراديس وباب توما.

أسماؤه الأخرى: القمر، سيلينا، مون، لونا، آرتيميس، باب الميلاد، الجنيق. أمّا كلمة جنيق فهي من غانيس باللغة اليونانية.

وقد ألغي منذ زمن بعيد، وكانت عنده كنيسة حوّلت الى جامع، ثم بني مكان الجامع بيوتاً سكنية فيما بعد، والمنطقة تُعرف اليوم بحارةِ الفرايين، ومع ذلك ما زالت بعض آثار هذا الباب على جدار السور ظاهرة للعيان ولاسيما القوس الذي كان يعلو الباب.

أما باب السلام الحالي المجاور لباب الجنيق فقد فُتح في عام 1172م، ورُمِّم في عهد السلطان الأيوبي الصالح نجم الدين أيوب عام 1243م كما أوضحت كتابةٌ موجودة على الباب.

ويلاحظ أن عدد أبواب مدينة دمشق في الجهة الشمالية أكثر منه في الجهات الأخرى، لعدم إمكان توقع هجوم من هذه الجهة وذلك بسبب الحماية التي توفرها فروع نهر بردى وقنوات المياه (بردى وفروعه العقرباني والدعياني) إضافة لصعوبة التضاريس الناتجة عن سفوح جبل قاسيون.

5- باب شرقي
يقع عند المدخل الشرقي لمدينة دمشق القديمة، أسماؤه الأخرى: باب شرقـي، الشمس، هليوس، سول . وهو الوحيد الذي يحتفظ بطراز عمارته الروماني. اسمه الأصلي باب الشمس، والبابُ مُؤلفٌ من ثلاثةَ مداخل يُستعمل الأوسطُ الكبيرُ منها لمرور المركبات.

ويُنسب إلى عظماء الروم، ويعتقد أنه بُني في عهدِ سبتيموس سيفيروس وكركلا في القرنِ الثاني والثالث الميلادي، وهو البابُ الوحيدُ المتبقي من تلك الفترة. ونسبوه لكوكب الشمس التي يمثلها الإله الإغريقي هيلوس أو سول عند الرومان.

يقول ابن عساكر: إن اليونان رسموا فوق قوس تاج الباب الشرقي نقشاً نافراً في الحجر على شكل صورة قرص الشمس، واستمر وجود هذه النقوش في العهد الروماني لأنهم كانوا يؤمنون بذلك.

ولهذا الباب أهمية كبيرة حيث أن في مدينة دمشق القديمة شارع رئيسي عريض يمتد من الغرب إلى الشرق ينحصر بين باب الجابية وباب شرقي واشتهر هذا الشارع بالشارع المستقيم طوله 1500 متراً، وكان يتألف من طريق واسع في الوسط يقابل فتحة الباب الوسطى، ورواقين جانبيين مسقوفين يقابلان الفتحتين الصغيرتين للبابين الشرقي والغربي، تحملها الأعمدة الكورنتية الجميلة تظهر بعضها من حين لآخر أثناء أعمال الحفر والبناء. وكان هذا الشارع الجميل مزيناً بالتماثيل، أدرك العرب أحدها، وهو عبارة عن عمود عليه تمثال رجل باسط ذراعيه، وآخر على رأسه مثل الكرة وفيها حديد، وكانت تقطع هذا الشارع أقواس النصر، ظهرت إحداها منذ أعوام، وكانت على عمق 450 سم من سطح الأرض الحالية نظراً لارتفاع سوية الشارع على مر العصور. وقد عمدت مديرية الأثار عام 1950 إلى ترميم هذه الآبدة ورفعها إلى مستوى الشارع، لأنها هامة وتحتفظ بإحدى فتحاتها كاملة وبعض الأعمدة التي تزينها. وتضم المنطقة المجاورة له العديد من الكنائس والمساجد، إضافة إلى العديد من المحلات التجارية المخصصة لبيع التحف والأنتيكات، ومنطقة باب توما، والأمين، والمنطقة الصناعية، هي من المناطق المجاورة للباب الشرقي، والمنطقة سميت باسمه (منطقة باب شرقي).


6– باب الفراديس (يعرف أيضًا بباب العمارة)
اسمه الأصلي: عطارد، ويمثله الإله هرمس HERMES إله التجارِ والنقود وحامي الطرق والقوافل، يُماثلهُ عندَ الرومان الإله ميركوري MERCURY . وهو أحد الأبواب السبعة الأصلية، ويقع في الجهة الشمالية من المدينة، أي في سور المدينة الشمالي، وحالياً يقع في سوق العمارة، والفراديس بلغة الروم تعني البساتين، وسمّي الباب بهذا الاسم نسبة إلى بساتين ومقبرة كانت قبالته خارج السور في جانبهِ الشمالي تُسمى الفراديس وهي جزءٌ من مقبرةِ الدحداح الموجودة حالياً. وعند الفتح الإسلامي لدمشق دخل منه القائد عمرو بن العاص، واليوم يُطلق العامة على هذا الباب اسم باب العمارة نسبة للحي الموجود فيه وهو مصفّح بالحديد ليومنا هذا، وعليه نقش كتابي غير واضح المعالم. وهو مازال موجودا في سوق العمارة، تحيط به المحال التجارية من جهته الخارجية، والمنازل من جهته الداخلية. وورد عن ابن عساكر، أن اليونانيون اتخذوا على هذا الباب صورة إنسان مطرق الرأس كالمتفكّر.





7– باب الصغير
يقع في الجهة الجنوبية لمدينة دمشق القديمة قرب حي الشاغور. بناه وجدده الرومان، ونسبه اليونان قبلهم لكوكب المشتري.

تم بناء الباب في البداية من قبل الآراميين، ثم تم تخصيصه لزيوس خلال العصر السلوقي. وخلال العصر الروماني كانت البوابة مخصصة لكوكب المشتري . تشير ستيفاني مولدر في كتاب يوثق ويحلل الأضرحة العلوية في العصور الوسطى في سوريا إلى أن "قبر سكينة بنت الحسين في مقبرة باب الصغير مذكور في المصادر العربية في العصور الوسطى منذ أواخر القرن الثاني عشر وما بعده، والنتائج المستندة إلى النص والمتعلقة بموقعها وهيكلها الأصلي ومراحل تطورها ومختلف رعاتها، تتناسب جيدًا مع الأدلة المعمارية الغنية الموثقة".

وعند الفتح العربي الإسلامي لدمشق دخل منه القائد يزيد بن أبي سفيان شقيق الخليفة معاوية بن أبي سفيان، وفي عهد نور الدين رمم الباب وأقيم عنده مسجد ومئذنة وباشورة، (الباشورة اسم أُطلق على تصميم خاص بمداخل الأسوار والقلاع، يقضي ببناء جدار يواجه الداخل مباشرة، ويفرض عليه الانعطاف يميناً أو يساراً بممرات ضيقة. والقصد من ذلك إعاقة تقدم المهاجمين واستحالة دكّ البوابات). ومن أبرز الترميمات التي طالت الباب والسور المحيط به ترميم الملك المعظم عيسى في زمن الدولة الأيوبية عام 623 هـ/ 1226م، ومنه اقتحم التتار دمشق بقيادة تيمورلنك عام 803هـ/1401م في العهد المملوكي، وقد سمي الباب بهذا الاسم لأنه أصغر أبوب المدينة.











طباعة
  • المشاهدات: 5146

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم