بقلم : فيصل تايه
الحملة الوطنية التي ستقودها وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة ، لتطعيم كافة منسوبي القطاعات التعليمية ضد فيروس كورونا ، وضمن حملة التطعيم التي من المفترض الانتهاء منها قبل بدء العام الدراسي المقبل ، يمكن ان نطلق عليها "اجتهاداً" حملة "المعلم القدوة" وتأخذ شعار "ابدأ خطوة .. انت القدوة .. خذ اللقاح" .

هذه الحملة تأتي تلبية لاهتمام ورغبة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين لعودة كافة القطاعات الى العمل وعلى رأسها القطاع التعليمي ، اضافة الى الضرورات الحتمية التي تتطلبها طبيعة الوضع الوبائي العام ، فالواقع ان رسالة جلالة "سيدنا" واضحة ومهمة ، اذ أشارت الى حرص جلالته على ضرورة الاطمئنان على كوادرنا التعليمية في المرحلة القادمة والتي ستحمل "بإذن الله" عودة امنه لأبنائنا الطلبة ، إلى جانب توفير بيئة عمل تعليمية مناسبة وصحية خالية من ايه معوقات وبائية ، اضافة للاستفادة من كل الامكانات المتاحة حالياً بما فيها "توفر اللقاح" الذي هو السبيل الوحيد للحماية ، وبما يضمن العودة إلى الحياة الطبيعية ، وحفظ مكتسباتنا التي كان المعلم وسيبقى جزء منها ، فهي أيضا تحمل الاصرار والعزيمة للمضي قدماً في مسيرتنا الوطنية ، فمن الأهمية بمكان "وخاصة في هذه الفترة" عدم الإصغاء للشائعات والأقاويل التي تثبط العزيمة ، ومن الضرورة بمكان أن تسود الإيجابية كافة مكونات مجتمعنا ، والسعي لنبقى يدا واحدة نحفز بعضنا ، فتلك مسؤولية الجميع للحفاظ على المواطن والوطن الآمن والمستقر .

لقد بدأت وزارة التربية والتعليم بالفعل وكخطوة أولى قبل المباشرة بتطعيم كافة الكوادر التعليمية ، الطلب من مديري المديريات والمدارس لإبلاغ جميع المعلمين المعنيين الراغبين بالمشاركة في تصحيح دفاتر إجابات امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة لعام ٢٠٢١ ، للتسجيل مباشرة على منصة تلقي لقاح فيروس كورونا ، حيث أكدت الوزارة ، ضرورة تسجيل المعلمين المعنيين على المنصة لأخذ المطعوم ، كنوع من التحفيز والتشجيع والحماية لكل منهم ممن يرغبون المشاركة في عملية التصحيح وممن لم يتلقوا جرعتي المطعوم ، فوزارة التربية والتعليم تعي تماماً ان هذه المبادرة هي جزء من المسؤوليته الوطنية لتطبيق الحماية الصحية داخل مقرات العمل للمعلمين العاملين في تصحيح الثانوية العامة ، وحفاظاً على سلامتهم وصحتهم ، وكجزء من الإجراءات التنفيذية والاحترازات التي يجب تطبيقها ، كي يبقى المعلم محمياً ومحصناً من الوباء ، فهو ثروتنا الحقيقية التي نحتاجها في كل الظروف والاحوال .

ان الضرورات الموجبة "لتطعيم" منسوبي القطاعات التعليمية هي حلقة من جهود وزارة التربية والتعليم لرعاية وحماية كوادرها خاصة التعليمية منها ، والتي تسهم في استمرارية العمل بأمان وطمأنينة ، لذلك فالمطلوب ان يسارع المعلمون بالتسجيل لتلقي المطعوم كجزء من تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية الموجبة ، حيث أن هناك جهوداً كبيرة تبذل لتوفير اللقاح ، وثمة تنسيق وتعاون مع الجهات الصحية على أعلى مستوى ، لذلك فالجميع سيلمس مسؤولية كبيرة ووعيا تاماً من قبل العديد من العاملين في القطاع التربوي الذين سيجدونها فرصتهم لتحصين أنفسهم واخذ اللقاح .

وأخيراً فإننا نعي تماما أن المعلمين على درجه عالية من الوعي والمسؤولية ، فهم وبالتأكيد حريصون على تلقي "اللقاح" لتخطي هذه الأزمة بشكل كلي ، وللمساهمة في تسريع رجوع الحياة الاجتماعية والوقوف الى جانب جهود الدولة في تصديها لهذه الجائحة ، فالوقاية تتمثل في اللقاح ، وأخذ اللقاح هو دعم لجهود الدولة في التخلص من جائحة كورونا ، والسيطرة على عدد حالات الإصابة بهذا الفيروس ، وهي الفرصة الحقيقية لعودة ابنائنا الطلبة للمدارس في العام الدراسي المقبل بشكل كامل ، وممارسة الأنشطة ، مع الاستمرار في المحافظة على الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار مرض كورونا .

حمانا الله وحفظنا وإياكم ووطننا من كل مكروه وشر، وصرف عنا الوباء والبلاء ومتعنا بالصحة والعطاء
والله المستعان
مع تحياتي