04-05-2021 11:04 AM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
لا احد َيجرؤُ ان يُزايدَ على كرمِ وشهامةِ ِِونخوةِ ِوعزَّةِ ِوبطولةِ العراقيين ، اهل ارض الرافدين واصحابها ، بمختلف مسمياتهم المذهبية والعرقية ، وعلى اختلاف وتفاوت طبقاتهم الاجتماعيه ، فكلهم سواء ، وكلهم العراق .
واهلُ العراق هم اصحاب ذلك النهر الذي لم يجري نهرٌ قَط منذ ان خُلقت الانهار على هذا الارض بما جرى به دجلة عندما القى التتار " المغول " به علوم الارض كلها آنذاك ، فحملها النهر ليكون شاهدا أبديا على حضارة العراق واهل العراق .
كنا نعرف اهل العراق منذ فجر ميلاد ابي الانبياء سيدنا ابراهيم عليه السلام يوم ان شَرُفَت بميلاده مدينة اُور من ارض العراق ،
وكنا نعرف ان نبوخذنصر من ملوك بابل هو من اهل العراق ، وكنا نعرف ان هارون الرشيد والمنصور هم اهل العراق ، وكنا نعرف ان صلاح الدين هو من اهل العراق ، وكنا نعرف ان ابو العتاهية من اهل العراق ، وكنا نعرف ان المتنبي من اهل العراق ، وكنا نعرف معروف الرصافي من اهل العراق ، وكنا نعرف محمد مهدي الجواهري من اهل العراق ، وكنا نعرف ان محمد القبانجي هو من اهل العراق ، وكنا نعرف ناظم الغزالي من اهل العراق ،
وكنا نعرف نخل العراق نخلة نخلة ، وكنا نعرف اسماء نخل العراق ، وكنا نعرف ان اصحاب هذا النخل هم وحدهم لهم العراق ، وكل عراقيٍّ كان له نخلة بارض العراق .
الى ان حدث ذلك الزلزال المدمر الذي ما
سَلِمَ منه عربي من المحيط الى الخليج ،
سواء من كان منهم في قلب وعين هذا الزلزال الى ابعدهم مكانًا عنه ، وكليهما ما زالا تحت وطأته وارتداداته ودماره .
وانفرط عقد دجلة والفرات مع الارض والناس وانفرط عقد الامن والامان الذي عاشه كل من كان له شرف العيش على تلكم الارض العظيمة،
لم تكن لأقفالِ البيوتِ اهمية ، ولم يكن يُلقى لها بال ، فكانت نادرة الاستعمال ، كل العراق كانت تنام بلا أقفَال .
تجويع ، ثم نزوح وهجرة وتشريد وتقتيل وترحيل ، كلها عَصَفَت بشعب العراق العظيم ، والناجون من كل هذا قليل .
واستُبدِلَ نخل العراق وتغيرت اسماء نخل العراق وجيء بزرعٍ عقيم ، لا زهرَ له ولا ثَمَر ، ولم تكن ألِفَته ارض العراق ،
وعوقِبَ دجلة والفرات على ما حملتا ذات يوم من خير ونور ، فاستبدلوا احيائها " البني والشبوط والجري " وجيء لهما بشر احياء البحار والانهار ، ثعابين ذات سموم واشرار .
وكُسِّرَتْ اقلام اطفال العراق ، وافسدوا مِدادَها
فاعوجَّ فيها الحرفُ واعوجَّ اللسان ،
وغُِّلقَت ابوابها ولم يَعُد بها انيس ، فالكل فيها خائفٌ متوجسٌ ، والكل فيها تائه مُرتابٌ ،،،
أجبني ايها العربي في شتَّى بقاع الارض
"إان كُنتَ تعرفُ ! بالله عليكَ بِلا نِفاق"
لِمَن اليوم العراق ؟؟
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
04-05-2021 11:04 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |