04-05-2021 12:05 PM
سرايا - اكتشفت بعثة أثرية مصرية، 110 مقابر أثرية نادرة في منطقة دلتا النيل، يعود تاريخ بعضها إلى عصر ما قبل الأسرات وممالك الفراعنة التي قامت قبل أكثر من 5000 سنة، والبعض الآخر يعود إلى فترة الهكسوس الذين عبروا سيناء وصولاً إلى مصر عام 1800 قبل الميلاد تقريباً.
وأوضح بيان صادر عن وزارة السياحة والآثار المصرية، إن المقابر المكتشفة يرجع تاريخها إلى ثلاثة مراحل حضارية مختلفة هي: حضارة مصر السفلى والمعروفة باسم "بوتو 1، 2"، وحضارة "نقادة III"، وعصر الانتقال الثاني المعروف بفترة الهكسوس.
وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، مصطفى وزيري، أنه من بين المقابر التي عُثر عليها: 68 مقبرة ترجع لمرحلة حضارة مصر السفلى، و5 مقابر من عصر "نقادة III"، و37 مقبرة من عصر الهكسوس، ولا تزال الحفائر مستمرة للكشف عن مزيد من أسرار المنطقة الأثرية، مؤكداً أن هذا الكشف يُعد إضافة تاريخية وأثرية مهمة للغاية.
ماذا وجدت البعثة الأثرية داخل الـ110 مقبرة؟
وقال رئيس قطاع الآثار المصرية في المجلس الأعلى للآثار، أيمن عشماوي، إن الـ68 مقبرة التي تعود لمرحلة حضارة مصر السفلى، عبارة عن حفائر ذات أشكال بيضاوية قطعت في طبقة الجزيرة الرملية بالمنطقة، ووضع بداخلها دفنات لأشخاص في وضع القرفصاء؛ حيث كانت أغلبها ترقد على جانبها الأسير وتتجه رأسها نحو الغرب.
كما تم الكشف عن بقايا دفنة لطفل رضيع داخل إناء من الفخار من فترة "بوتو 2" ووضع معه إناء صغير من الفخار كروي الشكل.
والمقابر الخمسة التي ترجع لفترة "نقادة III"، هي أيضاً عبارة عن حفر بيضاوية الشكل قطعت من طبقة الجزيرة الرمية، منها مقبرتين غطيت جوانبهما وقاعهما وسقفهما بطبقة من الطين.
وعثرت البعثة الأثرية داخل هذه الحفر على مجموعة من الآثاث الجنائزي المميز لهذه الفترة، وهي عبارة عن أواني أسطوانية وكمثرية الشكل، بالإضافة إلى صلايات صحن الكحل، زُين سطحها برسومات وأشكال هندسية، كما وجد عليها كتلة صغيرة من الظران كانت تستخدم لصحن الكحل.
أما المقابر الـ37 الخاصة بمرحلة عصر الانتقال الثاني "فترة الهكسوس"، بينها 31 مقبرة عبارة عن حفر شبه مستطيلة الشكل تتراوح أعماقها بين 20 و85 سم، وتتميز بأن جميع دفناتها في وضع ممدد والرأس يتجه نحو الغرب والوجه إلى الأعلى.
كما عُثر على تابوت من الفخار بداخله دفنة لطفل ومقبرتين لطفلين من الطوب اللبن على شكل بناء مستطيل موضوع بداخله دفنات الطفلين وبعض الآثاث الجنائزي؛ منها إناء فخاري صغير الحجم وحلق من الفضة، فضلاً عن بقايا دفنة لطفل رضيع داخل إناء كبير من الفخار.
كما عثرت البعثة أيضاً على مجموعة من الأفران والمواقد وبقايا أساسات مباني من الطوب اللبن والأواني الفخارية والتمائم خاصة الجهارين التي صنع البعض منها من الأحجار شبه الكريمة والحلي مثل الأقراط.
أهمية الكشف الأثري المصري
بدورها أوضحت عالمة الآثار في الجامعة الأمريكية في القاهرة، سليمة إكرام، إن الجبانة المكتشفة مؤخراً مثيرة للاهتمام بشكل كبير؛ لأنها تجمع بين أوائل فترات التاريخ المصري وفترة مهمة أخرى هي فترة الهكسوس.
وأضافت أن علماء الآثار يعكفون على فهم كيف عاش المصريون والهكسوس معاً، وإلى أي درجة أثر الهكسوس على التقاليد المصرية، بحسب تصريحها لموقع سكاي نيوز عربية.
وجدير بالذكر، أن الهكسوس هم قوم اختلف العلماء في تحديد أصولهم، فالبعض قال إنهم من وسط وشرق آسيا، وآخرون قالوا أنهم رعاة من البدو، وقد احتلوا مصر في زمن كانت فيه الحضارة الفرعونية تمر بمراحل ضعف عسكرية.
واستمر حكم الهكسوس لمصر فترة قال عنها مؤرخون إنها دامت 100 عام، وقال آخرون بل 300 عام، ولم تكن إقامتهم هادئة على الإطلاق، بل قوبلت بالكثير من الثورات والمقاومة من الشعب المصري، حتى تمكنوا من طردهم نهائياً من بلادهم على يد الملك أحمس الأول، مؤسس الأسرة الفرعونية الـ18، ولم تقم لهم في تاريخ البشرية قائمة بعد ذلك.
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا