05-05-2021 11:40 PM
سرايا - عبر سياسيون عن أهمية زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين إلى بروكسل والتي التقى فيها مسؤوليين من المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي وحلف الناتو.
وأكدوا في حديثهم الأربعاء، عمق الشراكة الاستراتيجية التي تربط الأردن بأوروبا، منذ عقود، والتي تتعزز بالثقة المتبادلة بين قيادات الطرفين.
وبينوا أن المواقف الأوروبية أقرب ما تكون إلى الأردن إزاء القضايا الإقليمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مشددين على أهمية تعزيز الموقفين خاصة في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة من أجل الحفاظ على حقوق الفلسطييين وتثبيت مواقف الشرعية الدولية.
ولفتوا إلى أن الزيارة تأتي في موعد هام، قبيل انعقاد القمة الأوروبية الأمريكية والتي ستكون ضمن أجندة الرئيس الأمريكي جو بايدن منتصف حزيران القادم.
** الطويل: شراكة متجدرة وعميقة منذ ربع قرن
الوزير الأسبق محمد سامر الطويل، أكد أن الشراكة الأردنية الأوروبية عميقة ومتجذرة منذ نحو ربع قرن، كان فيها الاتحاد الأوروبي من أبرز الداعمين للأردن من خلال دعم المشاريع وتقديمه للمنح والمساعدات المالية.
وبين الطويل أن ما هو مطلوب من الأوروبيين تجاه الأردن أكبر مما كان سابقا، خاصة في ظل ما تشهده الأردن من جائحة فيروس كورونا وتداعياتها على الاقتصاد خلال السنوات القادمة.
وأكد أن الأردن بحاجة للمساعدة من الناحية الصحية بتوفير مزيد من المطاعيم.
وأضاف أن التركيز على جذب الاستثمار مهم في الداخل الأردني للاستفادة من اتفاقيات الشراكة الموقعة وتعزيزها.
أما على الصعيد السياسي، فبين الطويل أن مواقف الاتحاد الأوروبي أقرب ما تكون إلى الأردن خاصة إزاء القضية الفلسطينية وسوريا والقضايا السياسية في المنطقة وبشكل متوازن.
وأشار إلى أن زيارة الملك هامة في ظل التغيير الكبير الذي تشهده المواقف الأمريكية بعد تسلم الديمقراطيين الرئاسة.
وختم حديثه بأن بايدن لا يمكنه الخروج عن إطار حزبه الديمقراطي وتوجهاته بالنسبة لقضايا الشرق الأوسط، وهي بالضرورة أكثر توازنا ومراعاة للوضع القانوني القائم من سلفه ترامب، متوقعا أن تشهد الفترة القادمة انحرافا كبيرا في المواقف الأمريكية تجاه قضايا الشرق الأوسط والتي بدأت فعليا بتسلم بايدن.
ولفت إلى ضرورة الاستفادة من الإدارة الجديدة ومواقفها بدعم الأوروبيين لتثبيت الحقوق الفلسطينية والتأكيد على الثوابت الأردنية الراسخة.
** بني عامر: زيارة هامة قبل قمة بادين في أوروبا
بدوره، قال مدير عام مركز الحياة الدكتور عامر بني عامر إن توقيت الزيارة يدلل على مدى عمق وقوة العلاقة التي تجمع الأردن بالاتحاد الأوروبي.
وأضاف بني عامر أن جلالة الملك من أوائل الزعماء الذين استقبلهم الاتحاد الأوروبي في ظل الظروف المحيطة والمتغيرات على المستوى الدولي.
وأكد أهمية الزيارة خاصة أنها تسبق لقاء القمة الأمريكية الأوروبية والتي سيكون فيها الرئيس الأمريكي بايدن حاضرا منتصف حزيران القادم ضمن سلسلة لقاءات يعقدها مع مسؤولين أوروبيين.
وشدد على أن الاهتمام الذي يوليه الاتحاد الأوروبي لجلالة الملك يبين مدى أهمية دور الأردن الذي يمكن أن يلعبه في المرحلة القادمة.
وتابع بأن العلاقة الأردنية الأوروبية في تعاظم مستمر ويتضح ذلك من خلال التوسع في حجم المساعدات الأوروبية إلى الأردن والمتوقعة خلال العامين القادمين، والتي تدلل بطبيعة الحال على الثقة الكبيرة التي يوليها الاتحاد الأوروبي للأردن وقيادته.
** عيادات: أوروبا معنية بدعم الأردن.. والمواقف تتطابق
من جانبه، قال رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية والباحث الدكتور زيد عيادات إن أوروبا لاعب أساسي في العلاقات الدولية، والدعم الأوروبي للأردن يعتبر من أساسيات دعمه الاقتصادي.
وأشار إلى أن هنالك تطابق وتشابه في ملفات ضمن أجندة السياسة الخارجية لكلا الأردن وأوروبا ونجاحها يخدم أهداف الطرفين.
وأضاف بخصوص الزيارة، أن جلالة الملك عندما يزور بروكسل له حضور قوي ومؤثر داخل أروقة الإعلام الغربي الأوروبي وفي مختلف مؤسسات صنع القرار، حيث يعتبر ممثلا للإسلام المعتدل والحداثة والديمقراطية والحريات العامة.
وأكد أن هنالك ملفات لابد مناقشتها بين الطرفين، في مختلف المجالات، أهمها؛ استمرار دعم أوروبا للأردن اقتصاديا خاصة بعد جائحة كورونا وما ستسببه من تداعيات، مشيرا إلى أن ذلك مهم على صعيد استقرار الموازنة والتنمية الاقتصادية وبالتالي الاستقرار الاجتماعي والسياسي.
وتابع أن القضية الفلسطينية أيضا مطروحة على الأجندة، كون الموقف الأوروبي والأردني متطابقان بدعوتهما إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، ويختلف جذريا، عن الموقف الذي كان سائدا أيام الإدارة الأمريكية السابقة.
وأضاف أن الأردن يحتاج للدعم الأوروبي من أجل الضغط على أمريكا وإسرائيل للعودة إلى المفاوضات والرجوع إلى قرارات الأمم المتحدة والمحافظة على حقوق اللاجئين والقدس.
وبين أن من ضمن الملفات التي طرحت على أجندة الطرفين؛ الاستقرار الإقليمي والنزاعات في المنطقة، وأهم هذه القضايا، الملف النووي الإيراني، حيث أن الموقف الأوروبي يتمايز عن الموقف الأمريكي والإسرائيلي بالدعوة إلى إشراك إيران بالمناقشات العامة التي تجري في فيينا من أجل العودة للاتفاق النووي، والموقف الأردني واضح برفضه للانتشار النووي وكذلك ضد التصعيد الذي يؤدي لزعزعزة الاستقرار في المنطقة وفتح المجال أمام التيارات المتشددة للانتشار من جديد.
وأكد أن الاستقرار الإقليمي وإنتاج نظام قادر على حل النزاعات بالطرق الدبلوماسية وإيجاد حلول دائمة وعادلة هي أولوية الطرفين، وذلك يعمم على النزاع في سوريا من خلال إعادة البناء وإنتاج دستور جديدة وإجراء انتخابات، وكذلك بتوفير بيئة آمنة ومستقرة في العراق وليبيا وإنهاء الحرب في اليمن.
وشدد على أن الاتحاد الاوروبي يعي جيدا مدى أهمية استضافة الأردن للاجئين، حيث يخدم بشكل مباشر المصالح الأوروبية، ويبعد تهديدات كبيرة لدوله، لذلك هو يسعى لحل المشكلات المتعلقة بهم وإعادتهم إلى بلدانهم وتوطينهم.
هلا اخبار