08-05-2021 03:30 PM
بقلم : سليمان جميل القضاة
عندما أُقارن وزارة الشباب بين الماضي والحاضر أشعر بغصة على ما هي عليه
اليوم وزارة الشباب التي كانت تسمى "بالمجلس الأعلى للشباب" في ذلك الحين، التي كانت الحاضنة الحقيقية التي ترفد الوطن بالنخب الشبابية التي لا مثيل لها
الوزارة التي كانت تزودنا بالمعرفة وتصنع منا جيلاً قوياً من خلال برامجها، كم أذكر تجربتي الأولى في معسكرات الحسين للعمل والبناء التي علمتنا معنى الوفاء للوطن ومعنى المواطنة الصالحة التي ترعرعنا عليها منذ نعومة أظافرنا.
لا أدري أين وزارة الشباب اليوم وماذا تفعل وما هي رؤيتها التي انحدرت مع مرور الزمن، لا أعلم أين الاستراتيجية الوطنية للشباب التي أُطلقت في عام ٢٠١٩ و مرت سنتين ولم نرى تطبيقاً فعلياً لها.
أين وزارة الشباب اليوم وأين استراتيجيتها؟
إن ما نشاهده من أخبار إعلامية وما يتم نشره على مختلف المواقع الإلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي وعلى الصفحات الرسمية للوزارة عن دورها نحو الشباب، نجد أنها غُمِست في إظهار الأشخاص أكثر من إظهار البرامج، غُمِست ببرامج المنظمات الدولية ولم يبقى للوزارة تلك الروح التي كانت تتحلى بها، حتى أصبح يعلم كل من له علاقة بالعمل الشبابي أن هذه البرامج لا تقدم أي شيء حقيقي للشباب، حتى ولو ظهر بعض الشباب في تلك المقابلات للحديث عنها فهي أنشطة مؤقته لا تقدم لهم ولا تؤخر، أنشطة تخلو من الاستدامة والتنمية الحقيقية، إلا إظهار المبالغة التي لا ترتبط بالطموح الذي يريده الشباب.
وكوني أحد ممثلي الشباب الذين عانوا وما زالو يعانون من العلاقة مع هذه الوزارة التي لا تريد أن تسمع إلا لشباب يتم اختيارهم حسب معاييرها التي تفتقر للموضوعية، مع أننا حاولنا تقديم كثير من الأفكار لكن لا حياة لمن تنادي، وعليه أطرح بعض الأسئلة لعلها تصل إلى من يهمه الأمر:
أين هي وزارة الشباب في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها الوطن؟
و أين برامجها الحقيقية الموجهه للشباب؟
ماذا قدمت الوزارة خلال جائحة كورونا لشريحة الشباب، الشريحة الأكبر على مستوى الوطن؟ سوى التركيز على بعض العروض الإعلامية التي يعدها صانع الأفلام في الوزارة.
كيف يتم الاستثمار في الشباب؟
بالرغم أن الوزارة تمتلك الإمكانيات الكبيرة من المباني والمدن الرياضية والمنشآت الأخرى الخاوية على عروشها.
ما هي المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي نفذتها وزارة الشباب لرفع قدرات الشباب؟
وما هو مقدار الدعم المالي المقدم والمرصود لتلك المشاريع في ميزانيتها؟
كل هذه الأسئلة تدور في أذهان الشباب لنضعها أمام المسؤولين في الدولة الأردنية.
فقد شبعنا من الشعارات والمبادرات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تقدم أي شيء وهنا نُذّكِر هذه الوزارة بضرورة تنفيذ توجيهات جلالة الملك المعظم وولي عهده الأمين للحكومة، وعليها الاهتمام بفرسان التغيير ليكونو شركاء فاعلين في خدمة الوطن.
أتمنى أن تعود وزارة الشباب لسابق عهدها و تعود لما تعودنا عليه من برامج ومن إستدامه لهذه البرامج لتنعكس على الشباب و قدراتهم.