10-05-2021 01:12 PM
بقلم : صالح مفلح الطراونه
ما كانت بلاد الشام يوماً الا طعاماً للناس ،فقمحها ملأ البلاد عدلاً حين كانت ارضُها معراجاً للسماء ، وكانت سهولها للكرامه واليرموك وحطين ومؤته ملاذ الشهداء الأبرار الذين كتبوا فجر الحرية لحركة التاريخ حين تنادت القوم فقالت ...
اردت الخيل فارساً ...
فقلت إن يكُ الفارس قد أخلا مكانه ...
فما كان وقافاً ولا طائش اليد....
فصالت هذه الأرض وزرعت حقول القمح كما زرع كل اهلها بدءاً من أول شهداء كرامة الدم دون إحسان او صدقة على قائمة الوجود او منه لروحه الطاهرة حين سكنت فلسطين انه كايد المفلح العبيدات يسقي الأرض وملحها عنفوان الكبرياء الأردني الذي لا يمكن لأحد ان يزاود على عروبته منذ أن جاء شريف مكه الى هذه الأرض وصوته يلج كما تلج الخيول في بيدأ الرماح تدافع عن هويتها وعمقها وتاريخها الحافل في كل ميادين الوفاء للأمه ، نحن الذين زرعوا الكرامة نصر الأمه حين سقطت أراضيها فضاعت امجاد التاريخ إلا من يوم الكرامة زرعنا روح الفداء فصعد الجندي يقاتل مكان الآخر لكي لا تسقط الراية في ذراع جندي بحجم " مصطفى جدعان الخرشه " احد أبطال معركة اللطرون في حرب ال٦٧ حين دمر اربع دبابات وأصيب بثماني رصاصات وبقي صامد.
على هامش الإحسان نحن ما زلنا قادرين على زراعة الأرض مهما طال الشقاء والجفاف ...
وسينبت الزرع يوماً....
وسيجني القابضين على جمر النكران لنا ما صنعوا ....
فما زالت روابينا على قلة مائها أنهار ...
وما زالت صحارينا على قلة الخزامى فيها إلا إن لها عروق مهما طالت سنوات الجفاف...سيخرج من عودها الصفّار....