حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 2741

إرادتي هي البستاني

إرادتي هي البستاني

إرادتي هي البستاني

14-05-2021 11:14 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. مرام أبو النادي
في هذه الفترة الزمنية التي تتدافع فيها الأحداث بشراسة، قد تتسرب من إدراكنا فلا تستطيع عقولنا تدبّرها؛ فنشعر أحيانًا بالتيه و الضياع!! ؛ فأولويات الحياة بين الفرح الذي بتنا نخطفه كاللصوص قبل أن يتلاشى ويتبدّد كفقاعة طفل صغير يلهو بلعبة نفخ الصابون بأداتها البلاستيكية ، وبين الألم الثقيل الذي يقبع على قلوبنا كجبل جليدي صعب الذوبان؛ لأن باطنه مغروس في الأنفاس ..
بين لحظات الفرح الخاطفة و لحظات الألم الثقيلة كاد سلم ماسلو يتخبط!! فما نعيشه بين تلك اللحظات يكاد يعصف بترتيب سلم إبراهام ماسلو الشهير الذي اعتمدنا عليه في تفسير السلوكات البشرية ضمن إولويات تبدأ بالمتطلبات البيولوجية و التي تنتهي بالوصول إلى الحكمة مرورا بالحاجة إلى الأمن و الانتماء و الحب.. وبعدها تقدير الذات..
كنا قد عشنا روحانيات بأيام معدودات-أيام الشهر الفضيل- وقد سمت بأنفسنا لنصل إلى تجليات بنفحات إيمانية غمرتنا بحالة من الفرح و التي سرعان ما تحولت إلى حالة من الانتفاض بسبب التنكيل بالمصلين في المسجد الأقصى و حرمانهم من أداء شعائرهم؛ لتهويد آخر حيّ من أحياء القدس – الشيخ جرّاح- جرت الاشتباكات بين المقدسيين المرابطين في المسجد الأقصى المحاطين بهالة إيمانية وبين قوى الاحتلال الغاشم و الذي استباح المنطقة المقدسة للمستوطنين المتراقصين في أواخر الأيام الرمضانية.. إصابات و اعتقالات للمقدسيين؛ و أعتقد أن أولوية المشاعر هي للحزن و الشفقة؛ لكن أولوية الفرح و الفخر حلّت مكانها .. احتار ماسلو بأولويات هرمه .. فالخوف ينتظر ظهوره لكن قلوب المقدسيين لا تترك للحزن مكانًا .. وحدة المبدأ جعلت الشهداء يرتقون حماية لأولى القبلتين .. لكن الابتسامة تعلو وجوه الشهداء.. لا بد أن إرادة الحياة أقوى من إرادة الموت ... هذا ما يجعلنا نرى وحدة الصف العربي في مشاعره فلا مكان للحزن بل انقلبت مشاعر الحزن فخرا وفرحا بل و رغبة للذود عن حمى فلسطين .. وليام شكسبير قالها : إن جسدي بستان و إرادتي هي البستانيّ.. شبابنا العربي الشريف عموما و الفلسطيني خصوصا هو البستاني المقتدر على رعاية جسده .. فالجراح و الدماء هي أزهارهم التي يزين كل واحد منهم كل جزء مصاب في جسده؛ لأن النهاية و إن طالت ستكون لصاحب الحق و صاحب البستان .. لأن القدس عربية و ستبقى عربية .
عيد فطرنا السعيد ... سيظل سعيدا مباركًا؛ لأن بركات الله و رحمته فوق إي إرادة لمغتصب غاشم .. عيدنا في نصرنا و النصر دروبه طويلة .. نصرنا في وحدتنا و وحدة صفنا العربي .. نصرنا في إيماننا و ثقتنا بوصاية الهاشميين على المقدسات الإسلامية .. وصاية متوارثة لها دورها في كل زمان خلال عمر دولتنا الأردنية الحديثة؛ أومن بأن دورها قد آن؛ لكن لنؤمن بوحدة صفنا و تركيز نظرنا نحو هدفنا ... وسيبقى عيد فطرنا سعيدا إلى يوم الدين.








طباعة
  • المشاهدات: 2741
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم