حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,22 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 13144

تسونامي كورونا الهند يصل إلى نيبال المجاورة .. "تفاصيل"

تسونامي كورونا الهند يصل إلى نيبال المجاورة .. "تفاصيل"

تسونامي كورونا الهند يصل إلى نيبال المجاورة  .. "تفاصيل"

15-05-2021 01:01 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - كان معدل الإصابة بفيروس كورونا قد استقر قبل شهر واحد فقط في نيبال، بعد انخفاضه منذ الارتفاع الحاد في الخريف في جميع أنحاء البلاد عند حوالي 100 حالة يوميًا، وأمل العديد من الناس أن يكون الأسوأ قد مر.

إلا أنه مع مواجهة برامج اللقاحات للعقبات وعودة آلاف العمال من الهند المجاورة التي ضربها الوباء بشدة إلى نيبال، قفز عدد الحالات إلى أكثر من 2000 حالة يوميًا في أواخر أبريل، وبحلول الأسبوع الماضي، ارتفع معدل الإصابة إلى أكثر من 8000 حالة في اليوم.

ووفقا لصحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية، تسببت هذه الزيادة في الحالات إلى زيادة العبء على المستشفيات بسرعة واستنفدت الإمدادات الطبية في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 30 مليون نسمة.

ومع وصول تسونامي كورونا من الهند إلى نيبال، أصبحت مجموعات دعم كورونا الإلكترونية المليئة بمنشورات الناس الذين يطلبون المعلومات والنصائح والعزاء، شريان حياة طبيًا وعاطفيًا لسكان خائفين ومعزولين، بدون أماكن أخرى يلجأون إليها.

وقال أنوب سوبيدي، مدير مستشفى الطب والجراحة المتقدم في كاتماندو عاصمة نيبال، في مقابلة هاتفية يوم الأربعاء: ”لم نتمكن من قبول حتى المرضى ذوي الحالة الحرجة“، موضحا أن الموظفين لا يمكنهم فعل أكثر من وصف منشطات المناعة ومسكنات الألم.

وفي الأسبوع الماضي، قال مسؤولو الصحة إنه تم طلب 20 ألف أسطوانة أكسجين من الخارج، ولكن العديد من المستشفيات الخاصة أعلنت أنه بسبب نقص الأكسجين، لا يمكنها استقبال أي مرضى آخرين.

وحذرت حكومة رئيس الوزراء ”خادجا براساد أولي“ هذا الأسبوع من أن الإصابات الجديدة قد تستمر في الارتفاع بينما ينهار النظام الطبي في البلاد تحت وطأة الضغط. وفي صحيفة ”الغارديان“ البريطانية، وصف أولي يوم الاثنين والوباء بأنه ”عبء ثقيل“ وطلب المساعدة الدولية.

وردد سمير كومار أديكاري، المتحدث باسم وزارة الصحة في نيبال تحذير ”أولي“ يوم الخميس، قائلاً إن الوضع ”خارج عن السيطرة حاليًا“ وأن المستشفيات تواجه ”أزمة عميقة“ من المرجح أن تزداد سوءًا في الأسابيع المقبلة.

وفي واشنطن يوم الأربعاء، أعرب العديد من أعضاء الكونجرس الأمريكي عن قلقهم بشأن الوضع، وقال مسؤول في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إن نيبال أصبحت الآن ”أولوية“ بالنسبة للمساعدات المتعلقة بفيروس كورونا، على الرغم من عدم وجود مؤشر عام على مدى سرعة تحقيق ذلك.

ومن جانبها فرضت حكومة نيبال إغلاقًا على مستوى البلاد، وحظرت جميع الرحلات الجوية الدولية وأعلنت قيودًا صارمة على حجم التجمعات العامة، ولكن الإغلاق جاء بعد عودة آلاف العمال المهاجرين من الهند التي تعاني من أعلى مستويات الإصابة بفيروس كورونا والوفاة في العالم.

ولم تنجح سلسلة الإجراءات في تعزيز ثقة الجمهور في الحكومة، والتي أفسدتها الخصومات الحزبية، واتُهمت بأنها لم تكن مستعد للموجة الجديدة.

وفي يوم الاثنين خسر أولي تصويتا برلمانيا على الثقة ويعمل الآن في منصب مؤقت بينما تتنافس عدة أحزاب على السلطة.

وحتى الآن ظل العدد الإجمالي للوفيات منخفضًا، حيث يبلغ حوالي 4200، ومنذ أن بدأ الوباء، أصيب أكثر من 422000 نيبالي وتعافى حوالي 316000، لكن مع نفاد الأكسجين والإمدادات والأدوية والأسرة في المستشفيات، قال المسؤولون إن معدل الوفيات قد يرتفع أيضًا.

هذا ووصل الفيروس إلى معسكر قاعدة إيفرست، ويحاول المتسلقون الآن منع انتشاره وسط موسم التسلق.

وقال سوبيدي، مدير المستشفى، إنه ما لم تبدأ الحكومة في إنشاء مصانع إنتاج الأكسجين قريبًا، ستكون المرافق الصحية ”بمثابة من يحاول مسح الأرضية اثناء تدفق المياه من الصنبور، وهذا الوضع سيزداد سوءا في الأسابيع المقبلة ”.

وفي إحدى الليالي هذا الأسبوع، كانت غرفة الطوارئ في مستشفى بير بالعاصمة مكتظة بالناس الذين ينتظرون بفارغ الصبر العلاج، وكان كل سرير مشغولاً، وتكدس المرضى والزوار على الأرض، وكانوا مستعدين للاستيلاء على أي سرير شاغر.

وأعلن المستشفى أنه لا يستطيع توفير الأكسجين، وأتى بعض الزوار باسطوانات اكسجين من الخارج، بينما تشبث آخرون بالهواتف المحمولة على أمل تحديد مصدر الأكسجين، وحاول أحد الرجال يائسا العثور على مختبر من شأنه أن يعطي والده المريض اختبارًا طارئًا لفيروس كورونا.

وانحنى رجل مسن على الأرض من الألم لعدة دقائق حتى أحضر له أحد الحراس كرسيًا متحركًا.

وقالت نانو باتاري (54 عاما)، وهي معلمة في العاصمة، إن والدها أصيب بالفيروس ويعاني من حمى وضعف وصعوبات في التنفس، لكن تم رفضه في عدة مستشفيات في الأسبوع الماضي، وشرحت: ”وجدنا سريرًا في أحد المستشفيات، ولكن لم نجد أكسجين“.

كما أن معدل التطعيم في البلاد منخفض جدًا؛ حيث تم تطعيم حوالي 7.2 % من السكان فقط بجرعة واحدة، وتسعى الحكومة يائسة لتأمين تبرعات لقاحات دولية، لكنها قد تكون قد تأخرت في عملية الوقاية لإحداث فرق كبير في المستقبل القريب.

ويزعم الكثيرون في نيبال أن الحكومة تخلت عن حذرها بعد انحسار الموجة الأولى من فيروس كورونا، وخلال فترة الهدوء، بدأ الناس في حضور المناسبات الدينية الجماعية وحفلات الزفاف، وسافر بعض المسؤولين إلى الهند لحضور مهرجان هندوسي كبير، أقيم على مراحل بين يناير وأبريل، والذي اتضح لاحقا أنه ساهم في نشر الفيروس.

وأثناء طلبه للمساعدة هذا الأسبوع، كانت نبرة أولي مقلقة، وقال إن حكومته تبذل قصارى جهدها ”لإنقاذ الناس من هذا العدو الفتاك“ وإنها في حاجة ماسة للقاح والأكسجين والمعدات، وذلك على عكس أسلوبه قبل اندلاع الأزمة، حيث كان يقول إن الناس يمكن أن يقاوموا الفيروس عن طريق الغرغرة بأوراق الجوافة.

هذا وتعرضت حكومته لانتقادات لسماحها بمواصلة الرحلات الجبلية العالية، وإبقاء قاعدة جبال الهيمالايا، وهي نقطة جذب سياحية مفتوحة.

وقال الخبراء إن الوضع سيء بشكل خاص في المناطق الريفية المجاورة للحدود الهندية، حيث تعتبر المرافق الصحية محدودة ومعدلات التطعيم منخفضة للغاية.

هذا وتقدم شبكة من المجموعات الإنسانية بعض المساعدات الطارئة، ولكن كانشان جها، مدير إحدى المجموعات، وصف الظروف بأنها ”مفجعة“.

وقال جها في مقابلة عبر الهاتف: ”هناك الكثير من الحالات التي لم يتم الإبلاغ عنها في البلدات الحدودية، ولا تستطيع المستشفيات التعامل مع التدفق الكثيف للمرضى، ويمكن للأثرياء في العاصمة الإخلاء إذا لزم الأمر، ولكن للفقراء ليس لديهم مكان يذهبون إليه، والعائلات المصابة عالقة في عزلة منزلية ”.

وأنشأت السيدة سوزوبنا رمال (31 عامًا)، مجموعة دعم لمرضى كوفيد -19 على فيسبوك بعد أن تعافت هي وزوجها من حالات خفيفة العام الماضي، ووجدت أنه لا يزال هناك الكثير من وصمة العار الاجتماعية حول مناقشة المرض وأرادت إعطاء الناس مكانًا للتعبير عن مخاوفهم.

واليوم، يضم الموقع 2.8 مليون عضو وهو مليء بالاستفسارات والاقتراحات ومشاركات العزاء ومقاطع الفيديو من الأطباء الذين يشرحون كيفية تحسين التنفس أو تجنب العلاجات المشبوهة.











طباعة
  • المشاهدات: 13144

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم