سرايا - أحمد الجراح - تغيب وزير الصحة الدكتور فراس الهواري عن المشهد خلال إجازة عيد الفطر، كأيِّ موظف عادي ترفع عنه المسؤلية خلال الإجازات والعطل الرسمية.

ويبدو أن الهواري اطمأن لانخفاض عدد الإصابات بفيروس كورونا، وقرر أن يأخذ استراحة محارب، حتى يعود لخوض المعركة القادمة مع الموجة الثالثة التي قال أن وزارته بجميع كوادرها تتجهز لها من خلال رفع قدرة القطاع الصحي والكوادر الطبية.
ولكن هناك مناصب في الدولة لا ينطبق عليها بعض الأمثال الشعبية بل تندرج تحت الحِكَم، تبعا لحساسيتها كونها ترتبط بصحة الإنسان وحياته، فلا ينفع خلالها الاستظلال والراحة والاستجمام والتغيب؛ لأن رأس "الحربة" في هكذا مناصب هي التي تشطر وتشق الطريق المعبد بالأمان والسلامة للمواطنين.

ونأخذ على "وزير الصحة" تغيبه عن المشهد خلال إجازة العيد، وعدم إجراءه أي زيارة تفقدية للمستشفيات الحكومية ومنها الميدانية وللمراكز الصحية، للوقوف على سير الإجراءات التجهيزية للقطاع والكوادر لاستقبال أي طارئ، خصوصا مع تقليص ساعات الحظر، وعودة الناس للاختلاط من جديد مع تواجد سلالة جديدة لم يعرف للآن مدى خطورتها، وحجم انتشارها، وجميعنا يعلم أن الانخفاض المفاجئ في عدد الإصابات يرتبط ارتباطا وثيقا بانخفاض عدد الفحوصات على مستوى المملكة.

وكان خير دليل على حساسية هذا المنصب تحديدا في الوقت الراهن، ما حدث في مستشفى السلط الحكومي الذي راح ضحيته 7 مواطنين من مصابي كورونا، علما بأن الإهمال وتغيب الرقابة قد يودي بحياة الناس، وليس شرطا أن يكونوا من مصابي كورونا، بل ربما بالخدمات الرديئة ونقص في المواد والكوادر الطبية المتخصصة.

وختاماً نتمنى على وزير الصحة أن يشعرنا كمواطنين بأنه على قدر المسؤولية من خلال الأفعال لا الأقوال، حتى نطمأن على أنفسنا وأبنائنا وأحبائنا، بأن القطاع الصحي يقوده ربان ماهر يخشى على سفينته من أضعف الأمواج، ويعلم كيف يخوض معاركه مع الأمواج العاتية، حتى يرسينا على بر الأمان، ونذكره بأن ربان السفينة محرم عليه ما هو محلل على بحارته .

• إقرأ أيضاً : وزارة الصحة الفلسطينية: ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 87 شهيدا بينهم 18 طفلا
• إقرأ أيضاً : منظمة الصحة العالمية تحسم الفرق بين اختبارات فحص (الكورونا)
• إقرأ أيضاً : الصحة تدعو لعدم التقبيل والمصافحة بالعيد