16-05-2021 04:50 PM
سرايا - أكد رئيس مجلس النواب المحامي عبد المنعم العودات، أهمية وحدة الصف الفلسطيني وإعادة صياغة مواقف جميع القوى الفلسطينية، من أجل تدعيم صمود الشعب الفلسطيني بمواجهة الاحتلال وذلك بناءً على المعطيات التي فرضت نفسها على مجمل الأحداث في الأيام الأخيرة.
وأضاف العودات في مقابلة مع تلفزيون فلسطين، نوجه أصدق مشاعر التضامن الأخوي لأهلنا في فلسطين، وأحيي صمودهم ونضالهم في وجه الاحتلال والقمع الإسرائيلي، وأنا على يقين أن هذا الاحتلال البغيض سينتهي، وأن الشعب الفلسطيني الشقيق سيقيم دولته المستقلة على أرضه وأن القدس ستكون عاصمة الدولة الفلسطينية بإذن الله .
وتابع العودات: تعرفون الأردن وسلطاته التشريعية والتنفيذية والقضائية لا تتعامل مع القضية الفلسطينية على أنها ضمن السياسة الخارجية للدولة، وإنما هي جزء لا يتجزأ من وحدة الهدف والمصير المشترك، ولستُ بحاجة إلى شرح مسألة راسخة في ضمير ووجدان الأردنيين والفلسطينيين على حد سواء، لافتاً الى أن مجلس النواب بطبيعة الحال يعبر عن إرادة الشعب الأردني الذي رأيتم كيف يتضامن في جميع مدن وقرى وبوادي ومخيمات المملكة ، مع توأمه الفلسطيني، ولا شك أن الفعاليات التي أقيمت على الحدود المشتركة، وحملات التبرع من خلال الهيئة الخيرية الهاشمية والإمدادات العاجلة للمستشفيات الميدانية هي نوع من التعبير الدائم عن طبيعة العلاقة التي تجمع وستجمع بيننا دائما بإذن الله.
وأكد العودات أن هنالك موقف واضح لمجلس النواب يتمسك به في كل المحافل البرلمانية العربية والإسلامية والدولية، وغيرها من التجمعات البرلمانية على مستوى المجموعات والقارات، يقوم على أن إسرائيل يجب أن تغادر جميع الأراضي التي احتلتها عام 1967 وفق القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، وأن عليها احترام الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ذات العلاقة بمسؤوليات الدولة القائمة بالاحتلال، والتي يتوجب عليها كذلك عدم اتخاذ إجراءات من جانب واحد فيما يخص مصير تلك الأراضي.
وقال إن الفكرة التي ننطلق منها تقوم أيضا على تحميل المجتمع الدولي المسؤولية على تغاضيه عن تحدي إسرائيل لإرادته، وكل ما ترتكبه من جرائم ضد الشعب الفلسطيني، وما تمارسه من تهديد لأمن واستقرار المنطقة كلها .
وشدد على أننا وأخواننا في دولة فلسطين على توافق تام حول كيفية التحرك تجاه المجموعات البرلمانية، وندفع في اتجاه تحميل المجالس البرلمانية واجباتها لتشجيع الحكومات على اتخاذ مواقف حازمة للضغط على الجانب الإسرائيلي المعتدي، وفرض الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بقوة القانون الدولي، لافتاً الى أن المجلس قام بتكثيف هذه الجهود منذ بداية أحداث المسجد الأقصى المبارك ومحيط الحرم القدسي الشريف ، وحي الشيخ جراح ، وحذر من أن الممارسات الهمجية للمستوطنين والمنظمات اليهودية وسلطات الاحتلال ستواجه حتما من الشعب الفلسطيني، ويمكن أن تتطور إلى الحالة التي نشهدها اليوم، وإلى أبعد من ذلك إذا استمرت هذه الممارسات، و على إسرائيل أن تدرك أنها مهما بلغت من قوة فسوف تخرج من الأراضي الفلسطينية في نهاية المطاف.
وحول التحرك في الاتحاد البرلماني العربي، قال العودات: نتابع من خلال لجنة خاصة - في حالة انعقاد دائم – كل التطورات وتوجد لدينا قناعة بضرورة التحرك بصورة مختلفة عن الماضي ، وأنا قلت في الاجتماع الطارئ إنه ليس المطلوب اصدار بيانات التنديد بالعدوان الاسرائيلي، وبيانات التعاطف مع الشعب الفلسطيني، ولكن المطلوب هو استخلاص موقف حاسم يفصل بين سنوات طويلة من التسويف والمماطلة والتزوير، وبين مرحلة جديدة من صراع يفتعله الكيان الصهيوني، ويتحدى بطبيعته الشيطانية والعدوانية والاستيطانية الأمتين العربية والإسلامية، بما يستوجب تفعيل كل عناصر الردع الصارم لهذا الكيان.
وحول الموقف الأردني، قال العودات: بالنسبة لدور الأردن في مجريات الوضع الراهن أريد أن أوضح بعض الحقائق الهامة التي أرجو أن تكون راسخة في وعي الشعبين الفلسطيني والأردني بشكل خاص، فجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين رفض صفقة القرن جملة وتفصيلا، ووقف في وجه الإدارة الأمريكية السابقة حين اتخذ ترامب قرار ضم القدس، ونقل السفارة الأمريكية إليها، وربما يكون الوحيد الذي قال لهم إن هذا النوع من التعامل مع القضية الفلسطينية هو خطأ تاريخي وقانوني، سيدفع المتطرفين اليهود إلى الاعتقاد بأن بإمكانهم الاستيلاء على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وأن هذه الحماقة ستعزز لدى المنظمات اليهودية فكرة إقامة الهيكل المزعوم، وأن ذلك سيدفع الجميع إلى صراع من نوع جديد.
وتابع العودات إن التركيز الآن في وسائل الإعلام على موضوع الاتصالات مع ما يسمونه طرفي النزاع من أجل التهدئة، وتعرفون أن جلالة الملك أرسل قبل عدة أيام وزير الخارجية السيد أيمن الصفدي للتباحث مع الإدارة الأمريكية على أمل أن يتطور موقفها في اتجاه حل الدولتين الذي يمنح الشعب الفلسطيني دولته بعاصمتها القدس، وليس حصر الجهود في تسوية وضع يمكن أن يتجدد بين حين وحين آخر.
وختم العودات بالقول إن البرلمان والحكومة وجميع القوى الوطنية والحزبية والنقابية والشبابية الأردنية في حالة انسجام تام مع المواقف والجهود التي يبذلها جلالة الملك لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.