17-05-2021 10:10 AM
بقلم : المحامي معتصم أحمد بن طريف
وصل هادي عمرو مبعوث بايدن إلى تل أبيب! ماذا يحمل معه مندوب بايدن؟؟ وقبل وصوله بساعات تقدم النت ياهو بالشكر لرئيس بايدن على موقفه من الوقوف مع إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها ! ! هل يخالف هادي عمرو رأي من بعثه بالقول بأن إسرائيل تعسفت في إستخدام حقها في الدفاع عن النفس؟ ؟ ؟ أم سا يؤكد على موقف الولايات المتحدة في دعم إسرائيل في ظلمها وإطلاق يدها في العدوان ؟ ؟ على ماذا يفاوض هادي ؟ ؟ على وقف إطلاق النار أولا ؟ ؟
الإجابة على هذه النقاط تكمن على النحو التالي من وجهة نظر هادي (الديمقراطية الأمريكية المزيفة ): لن يتم التطرق لمعظم هذه النقاط وعلي حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية الظالمة تحمل المسؤولية في مسألة التصعيد ووقف الاعتداءات على الإسرائيليين الأبرياء! !
موضوع الشيخ جراح وتهجير ساكنيه العرب من الجزء الشرقي في المدينة المقدسة؟ رأي هادي هو ما يراه البيت الأبيض من وجهة نظر الديمقراطية الأمريكية المزيفة بالقول ( إن القدس الشرقية كانت وما زالت قضية مطروحة للنقاش بين الطرفين )
موضوع وقف الاعتداءات على الأماكن المقدسة في القدس؟ ؟ الرأي الأمريكي (البايدني) الديمقراطي على لسان (الهادي عمرو ) المسلم وهو ما عبرت عنه الولايات المتحدة في مجلس الأمن قبل أسبوع بقولها (أن الولايات المتحدة تر ى أنه من غير المناسب توجيه رسالة عامة في هذه المرحلة) .
أطراف المفاوضات
1. الجانب الفلسطيني: على هادي أن يعرف مع من يتفاوض من الجانب الفلسطيني ؟ ؟ مع السلطة الفلسطينية ؟ ؟ أم مع الفصائل الفلسطينية المقاومة في غزة حماس والجهاد الإسلامي؟ ؟ ؟ أم مع الشعب الفلسطيني الغاضب ؟ ؟ ومن هو صاحب القرار على الأرض الفلسطينية وفي يده مفاتيح التهدئة في الداخل؟ ؟ ؟ لذا على هادي أن يحاور المكون الفلسطيني الرسمي والمقاوم والشعبي ! ! سواءً اعترفت الولايات المتحدة بالمقاومة أو لم تعترف، خاصة في هذا الوقت الذي اتحد فيه المكون الفلسطيني بأطيافه المختلفة (المقاومة السلمية أو المسلحة ) أمام الاعتداءات الإسرائيلية والدعم الأمريكي الواضح.
وبما أن (هادي يحمل وجهة النظر الامريكصهيونية فلا يمكنه تجاوز أحدا من المكونات الفلسطينية إذا أرد حلاً مؤقتاً للوضع الحالي! !
2. الجانب العربي : على هادي عمرو، مساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية مندوب بايدن أن يعرف من سيتفاوض من الجانب العربي ؟ ؟ وهل فعلا تملك هذه الدول مفاتيح تهدئة وحل؟ ؟ لذا على المفاوض الأمريكي أن يعرف أن يوجه بوصلته، وذلك لأن موقف المفاوض العربي الرسمي أصبح أكثر تعقيدا بعد فقدانه لمصداقيته أمام شعوبهم وذلك بفعل التعنت الصهيوني وعدم التزامه بوعوده والتجاهل الأمريكي لهذه الوعود الصهيونية، لذا على المندوب الأمريكي أن يتوجه للدول العربية التي تمتلك مفاتيح تهدئة والأكثر تأثرا وتأثيرا بالقضية الفلسطينية وأول هذه الدول هي المملكة الأردنية الهاشمية فهي صاحبة الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، كما انها الأكثر اطلاعا ومعرفة بقضية الشيخ جراح بما تمتلكه من وثائق رسمية في هذا الشأن، والمملكة الأردنية الهاشمية المعروفة بسياستها المتزنة والحكيمة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، تملك حلول عملية على ارض الواقع وهو ما عبر عنه الملك عبد الله الثاني بقوله يجب عدم ترك الصراع الفلسطيني الإسرائيلي دون حل شامل وعادل يلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
اما الرأي العربي في الدول العربية المجاورة للكيان الصهيوني فهذه الدول تشهد شوارعها وحدودها غضب شعبي على هذه الانتهاكات واعتداءات الإسرائيلية والموقف الأميركي الدعم له لذا على المفاوض الأمريكي ذو الأصول العربية أن ينقل وجهة النظر العربية الشعبية بهذا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعدالة ولو نسبية إذا أردت الولايات المتحدة أن تكون فعلاً محايدة وساعية للسلام في العالم، ولذا على المفاوض العربي الرسمي العمل على تغير أسلوبه التفاوضي وتوضيح وجهة نظر شعوبهم التي وصلت إلى حدود الكيان الصهيوني الغاشم الذي أصبح خطره يهدد الدول –العربية- المحاددة له وعلي الأمريكي أن ينقل ذلك بحيادية وأن يضع العالم امام مسؤوليته الدولية
واذا لم يتم ذلك فإن هذه الزيارة للمبعوث الأمريكي (البايدني) ستكون كغيرها من الزيارات السابقة لم تأتي بفائدة للعرب بقدر ما هي رسائل طمأنة ودعم للاعتداءات الصهيونية وتحجيم زائد لموقف المفاوض العربي الرسمي.