19-05-2021 11:22 AM
سرايا - أحمد الجراح - روت هديل كامل دور المرأة في إنشاء الجيل الغزّاوي الذي أبهر العالم في صبره وصلابته، وصموده أمام المحتل الغاشم الذي اندحر بسلاحه المتقدم أمام شعب القطاع، بصورة طبعت في أذهان الناظرين، وفي صفحات التاريخ.
وقالت هديل لسرايا عبر حسابها الخاص على "فيس بوك" أن ليلة البارحة، التاسعة للعدوان" كانت الأكثر وحشية في القصف العشوائي للمدنيين في غزة، خصوصا المناطق الأكثر ازدحاما بالمباني والسكان، سعيا من الاحتلال للضغط على المقاومة من خلال حصد العدد الأكبر من أرواح المواطنين؛ من أجل التراجع أو وقف الرشقات الصاروخية التي أحرجت الاحتلال أمام العالم.
وفي كلمات تصدح بالعزة والكرامة والقوة، أكدت هديل أن المرأة الغزاوية تلعب دورا كبيرا خلال الحروب المتكررة على غزة، حيث تعتبر المرأة في القطاع المصنع الأول لتخريج رجال المقاومة الباسلة، والدرع الأول في التصدي للاحتلال من خلال التربية والإنشاء من المهد للحد، وارتداء ثوب الشهادة، حيث تنتهج كل امرأة غزاوية خلال مشاوار تربيتها لطفلها نهجا قاسيا، يخرّج خلاله رجالا يتسموا بالصلابة والقوة.
وأول ما يتم تلقينه للطفل خلال هذا المشوار الممتلئ بالمخاطر والتضحيات القرآن الكريم وتحديدا قوله تعالى"وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)"، لينشأ الطفل على مبدأ حب الموت، وأن الشهادة حياة، يمنحها الله للصابرين، في صورة مغايرة للطرف المعتدي الذي تجدنهم أحرص الناس على الحياة.
وأردفت هديل لسرايا بأن ما يشهد العالم في غزة، الرقعة الأرضية المحاصرة منذ أكثر من 15 عاماً، من ثقافة وعلم وتطور تكنلوجي في الصناعة الحربية التي برزت حديثا، إضافة للتطور في أساليب الزراعة، وتحديدا ما يشهده من "صمود" نتاج تربية نشأت تحت النار وفي النار، كان للمرأة الدور الأبرز فيها.
وسردت هديل أيضا دور المرأة خلال فترة الحرب، وقالت "إن دوري كامرأة تحت وطأة الصواريخ التي لا تراعي طفلا ولا شيخا ولا مريضا ولا شجرة؛ أن أشغل الأطفال خلال القصف بأشياء ذات منفعة، فليلة الأمس طلبت من بناتي الـ3 أن يسبحن الله ويكبرنه ألف مرة، ثم على أضواء الشموع راجعت معهن كامل دروسهن، للمرة السادسة خلال فترة العدوان، ثم رحت أقص عليهن قصص الشهداء الذين قدموا حياتهم فداء لفلسطين، منهم والدي وعمي، مفصلا لهن كيف "جدتي" استقبلت جثامينهم خلال حرب الـ2012، بالزغاريد والورد"
وأضافت هديل "خلال زيارتي لجارتي الأرملة ليلة أمس، بعد انفجارات عديدة دوت في المنطقة، وجدتها مع أبنيها أيضا على نور الشموع، وكانت توبخ ابنها الأصغر بعد أن هرب إلى تحت سلم المبنى خوفا من صوت الانفجارات، حيث قالت له: الرجل الي بتهزه أصوات المدافع والصواريخ مكانه مش بغزة، وربتت على كتفه وقالت له "يا يمه ابن الشهيد مشروع شهيد".
وختمت هديل لسرايا، إن نهج الأمهات في التربية ينقل تلقائيا للإناث، فالمشروع التربوي في صناعة المقاومة، وإخراج جيل الصمود مستمر، حتى نهاية الاحتلال .
ملاحظة.. الاسم مستعار بناء على رغبة المصدر