23-05-2021 12:34 AM
سرايا - مع اقتراب عدد المسجلين على منصة تلقي اللقاح من المليوني شخص، ما تزال هنالك العديد من التساؤلات تشغل الرأي العام، وأكثرها حول ضرورة إجراء فحص الأجسام المضادة قبيل الحصول على لقاح فيروس كورونا المستجد بأنواعه المختلفة.
وفي الوقت الذي تتباين فيه آراء خبراء بين مؤيد لضرورة إجراء الفحص لتفادي ما قد يشكل خطورة على متلقي المطعوم، وآخر يؤكد عدم وجود برتوكول طبي يتطلب ذلك، يبقى السؤال: هل الفحص يأتي لغايات بحثية أم تشخيصية؟
الجدل القائم حول فحص الأجسام المضادة وعلاقته بأخذ اللقاح يضع المواطن من جديد أمام قلق وحيرة بضرورة إجراء هذا الفحص وما إذا كان عدم إجرائه قد يكون سببا في حدوث مضاعفات ما بعد أخذ اللقاح وخطورة ذلك على الصحة.
إرجاع تباين مضاعفات أخذ اللقاحات بأنواعها المختلفة من شخص إلى آخر، تبعا لنتائج فحص الأجسام المضادة ونسبتها في الجسم، آثار تساؤلات كبيرة، وخبراء أكدوا بدورهم لـ “الغد” عدم وجود بروتركول طبي يتطلب إجراء فحص الأجسام المضادة قبل أخذ اللقاح وعدم اعتبار منظمة الصحة العالمية هذا الفحص ضروريا في هذه الحالة.
استشاري الأمراض التنفسية والصدرية، خبير الأوبئة الدكتور محمد الطراونة، يبين وجود الكثير من الآراء العلمية المطروحة حول الأجسام المضادة، مشيرا إلى ان الاستجابة المناعية تتكون من خلال الخلايا البائية والتائية في الجسم وفحص الأجسام المضادة وحده ليس سببا رئيسيا في تكوين مناعة للجسم.
ويضيف “الأجسام المضادة ليست وحدها التي تبين الاستجابة المناعية ولكنها تشير إلى بعض الآثار التي تتركها الإصابة بفيروس كورونا في الجسم”، لافتا إلى أنه لايوجد بروتوكول لفحص الراغبين في أخذ اللقاح، إنما إعلانات ترويجية، مؤكدا أن هذا الفحص وجد لغايات الدراسات والبحث العلمي وليس تشخيص الحالة.
ويأسف الطراونة لتناقض التصريحات ما يجعل المواطن يعيش حالة إرباك وعدم تيقن، مبينا أن ثقة الجماهير باللقاح تأتي بالتثقيف وليس بالتخويف.
طبيب المجتمع ومدير الصحة العامة والبيئة في وزارة الصحة سابقا وخبير الوبائيات الدكتور عبد الرحمن المعاني، يؤكد أنه لا حاجة لإجراء فحص الأجسام المضادة قبل تلقي أي نوع من المطاعيم.
ويعزو المعاني ذلك لعدة أسباب، الأول عند الإصابة بفيروس كورونا يمكن أن تتولد أجسام مضادة، ولكنها لا تستمر لفترات طويلة، لذلك لا ضرر بالتطعيم بأي نوع من المطاعيم من دون اللجوء لإجراء فحص أجسام مضادة.
والعرف الآن، بحسب المعاني، إعطاء المطعوم بعد شهرين الى ثلاثة شهور من الإصابة كما وفي كثير من الاحيان لا يتولد اجسام مضادة لذلك، لا بد من أخذ المطعوم وعلى جرعتين.
ويتابع “كثير من الحالات يصاب فيها الشخص ويشفى من دون أن يعرف ويلجأ لتلقي اللقاح، مؤكدا أن أخذ المطعوم لا بد منه ويجب على الجميع التسجيل على المنصة، والآثار الجانبية بعد تلقيه تبقى بنسب قليلة وقد لا تتجاوز مدة 48 ساعة. ويجد المعاني التوجه الحكومي لإلزامية المطعوم أمرا منطقيا من ناحية علمية، خصوصا بالأماكن التي تتطلب تعاملا يوميا مع المواطنين، وذلك توجه سليم سيساهم من الانتهاء من الوباء وتبعاته.
رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى الجليلة للأطفال، استشاري الأمراض السارية والتحكم والسيطرة بالأمراض الوبائية الدكتور وليد أبوحمور يبين أن نتيجة فحص الأجسام المضادة ليست مقياسا دقيقا لمستوى مناعة الجسم ضد فيروس كورونا.
ويوضح أبوحمور، أنه لا داعي لإجراء فحص الأجسام المضادة ما دام تم تلقي جرعتي اللقاح وبأوقات مناسبة، لأسباب أهمها أن دقة نتيجة فحص الأجسام المضادة تختلف من شخص إلى آخر، كما أن حساسية الفحص تختلف.
ويشير بدوره إلى أن الجهاز المناعي في جسم الانسان يتكون من جزءين وهو humeral anti body والمناعة الخلوية، إلا أن فحص الأجسام المضادة لا يقوم إلا بفحص جزء واحد من الجهاز المناعي وهو humeral anti body، وهذا لا يكفي.
وكان عضو مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الانسان، الدكتور ابراهيم البدور أكد في تصريح صحفي سابق أن فحص الأجسام المضادة ضروري قبل إعطاء مطعوم كورونا، حيث إذا كان الشخص قد أصيب سابقا وتكوّن عنده أجسام مضادة ضد الفيروس فيكون قد أخذ مناعه ضد هذا الفيروس ولا يحتاج الى المطعوم حينها.
وأكد وجوب عمل فحص الأجسام المضاده لأي شخص قبل إعطائه المطعوم لتوفير المطاعيم وتوجيه المطعوم للفئات التي لم تصب بعد ولا تحمل أجساما مضادة أصلاً لحمايتهم من الإصابة، على أن تكون الأولوية لمقدمي الخدمة الطبية وكبار السن.
أمين عام وزارة الصحة لشؤون الأوبئة والأمراض السارية الدكتور عادل البلبيسي، قال قبل أيام إن حوالي مليون جرعة من لقاح كورونا ستصل إلى المملكة قبل نهاية الشهر الحالي.
وأكد أن مخزون المطاعيم في وزارة الصحة جيد جدا، مبينا أن عدد المسجلين على منصة تلقي اللقاح اقترب من المليوني شخص.
ولفت البلبيسي إلى أن زيادة أعداد متلقي اللقاح في الأردن، يقلل من خطر حدوث موجة كورونا ثالثة، فضلا عن استمرار التزام الأفراد بالإجراءات الوقائية، وتجهيز المستشفيات وزيادة عدد الكوادر العاملة فيها.
الغد