25-05-2021 10:09 AM
بقلم : نايف المصاروة
المثل في اللغة : اسم، جمعها أمثال.
يظهر في بعض المعاجم، كلسان العرب والقاموس المحيط، أنّ للفظ “المثل” معانى مختلفة، كالنظير والصفة والعبرة، وما يجعل مثالاً لغيره يُحذا عليه إلى غير ذلك من المعانى.
وقال الفيروز آبادي: المِثْل ـ بالكسر والتحريك ـ الشبه، والمَثَلُ ـ محرّكة ـ الحجة، والصفة.
والمثال: المقدار والقصاص، إلى غير ذلك من المعانى.
المَثَلَ في الاصطلاح، هو قسم من الحكم، يرد في واقعة لمناسبة اقتضت وروده فيها، ثمّ يتداولها الناس في غير واحد من الوقائع التي تشابهها، دون أدنى تغيير لما فيه من وجازة وغرابة ودقة في التصوير.
فالكلمة الحكيمة على قسمين: سائر منتشر بين الناس ودارج على الاَلسن فهو المثل، وإلا فهي كلمة حكيمة لها قيمتها الخاصة وإن لم تكن سائرة، كقول (الجار قبل الدار والرفيق قبل الطريق) ضرب مثلاً غاية في بابه من جميع النواحي هو مثلٌ في الأخلاق العالية.
وللعرب وكل اهل التحارب والحكمة، أمثال جيدة خلفوها لنا تدل على عقليتهم، كما في الشعر والقصص.
اعظم الأمثال واصدقها وأحكمها، ما ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية، فقد جاء في القرآن الكريم العديد من الامثال بصيغة التشبيه، بين أهل الايمان والكفر، وتشبيه الانفاق بالغرس الطيب، وما يهمني هنا ما ورد من امثال عن بني اسرائيل، فقال تعالى.. (مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوۡرَىٰةَ ثُمَّ لَمۡ يَحۡمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلۡحِمَارِ يَحۡمِلُ أَسۡفَارَۢاۚ بِئۡسَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ) ﴿٥﴾ سورة الجمعة.
قال الطبري في تفسيره، عن ابن عباس، قوله: والأسفار: الكتب ، فجعل الله مثل الذي يقرأ الكتاب ولا يتبع ما فيه، كمثل الحمار يحمل كتبا ، لا يدري ما فيها ، ثم قال: (بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ) ... الآية.
بني اسرائيل يقولون زورا وكذبا، أنهم خير أهل الارض وأشرافها، ولكن واقعهم خلاف ذلك، فهم أكفر وأحقر وارذل اهل الارض قاطبة، وفي القرآن كثير من البيان الرباني، عن ظلمهم وضلالهم، فهم شر الخلق لقتلهم للأنبياء والمرسلين، وهم نقضة العهود والمواثيق، وهم أهل الكذب والزور والتدليس، وهم دعاة العهر والفجور والرذيلة، وهم أعداء الحق والسلام والفضيلة.
والاشد ظلما وضلالا من بني إسرائيل، هو او هم الذين يتبعونهم او يتقربون اليهم، بحجج النماء الصناعي او الاقتصادي، كبعض العرب والأعراب بشكل خاص، ممن أوغلوا في التطبيع وكل العلاقات، وباعوا دينهم بدنياهم، والاشد خسارة من باع دينه بدنيا غيره، لهاثا وراء السراب زائل، فيهم وفي غيرهم من المارقين، قال سبحانه ( مَثَلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡلِيَآءَ كَمَثَلِ ٱلۡعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتۡ بَيۡتٗاۖ وَإِنَّ أَوۡهَنَ ٱلۡبُيُوتِ لَبَيۡتُ ٱلۡعَنكَبُوتِۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ) ﴿٤١﴾ العنكبوت.
وهنا أسال مجددا، إذا كان المسلم يعلم ويقرأ قول الله تعالى ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَةٗ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۖ.. الآية 82 المائدة، ومع ذلك يسارع ليقيم امعهم كل العلاقات، بل ويشد من أزرهم، فيستمثر معهم المليارات من الدولارات ، في صناعاتهم وتجاراتهم، وكل شؤون عهرهم وغيهم، أليس في ذلك عونا للصهاينة على الغي والبغي؟
اليس تفضيل اليهود على اهل الايمان، خروجا عن دوائر الإيمان والإسلام؟
من المؤلم والمخجل ،أن وصل الأمر عند بعض العرب الى المجاهرة بالغلو والمحبة للصهاينة، كتكرار تعزيتهم وومؤازرتهم، وبدلا من مقاطعتهم لإضعافهم، يتم الدخول معهم في تدريبات عسكرية، وتبادل للمعلومات الامنية، وشراء منتجاتهم وصناعاتهم، فقد نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية ، تحقيقاً مطوّلاً كشفت فيه عن إبرام الإمارات صفقة ضخمة مع إسرائيل بقيمة ثلاثة مليارات دولار ، لتزوّدها اسرائيل بقدرات استخباراتية متقدمة تشمل طائرتَي تجسس حديثتين.
وإن الطائرة التي تسلمتها الإمارات، بدأت بالقيام بالفعل بطلعات جوية، تمهيداً لتسليمها رسمياً لجيش الإمارات.
السؤال... إذا كان المنتج والبائع هم اليهود، فعلى من سيكون التجسس؟
سبحان الله.. اليس حال هولاء الأعراب، كحال الجنادب والفراش، التي عناها النبي عليه الصلاة والسلام بقوله التمثيلي ، ( مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا فجعل الجنادبُ والفراش يقعن فيها وهو يذبهنّ عنها، وأنا آخذ بحَجُزِكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي )!
فلماذا هذا التفلت من الايمان الى شبهات الكفر ؟
ولماذا هذا الهاث خلف سراب الصهاينة؟
واين هم من وحدة الامة التي هي عنوان قوتها ومنعتها؟
اما علموا أن الاتحاد قوة والتفرق ضعف؟
اما علموا أن الامة كلها، كالجسد الواحد، وكالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا؟
وأين هي الرحمة على اخوك العربي المسلم، وانت تراه يسحق ويقصف من قبل العدو، وتقف متفرجا ولا تعينه؟
بل كيف تقبل على نفسك، أن تكون عونا للعدو عليه ؟
اما سمعت او سمعتم بقول النبي عليه الصلاة والسلام '' وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَكْذِبُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا، وَيُشِيرُ إلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وأين حظ إخواننا منا؟
يقول التابعي يحيى بن معاذ في تنبيه الغافلين '' ليكن حظُ المؤمنِ منك إحدى ثلاثًا:إن لم تنفعهُ فلا تضره، وإن لم تفرحهُ فلا تغمه، وإن لم تمدحهُ فلا تذمه '' .
سبحان الله القيوم الباقي، قبل سنوات وعندما أغار الصهاينة على فلسطين وغزة، تعاضد العرب في النصرة والإغاثة، وكان الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله على قيد الحياة، سارع الى نصرة إخوانه سياسيا وإقتصاديا، واسهم بسخاء بإعادة اعمار جنين وغزة، ولا يزال اهل فلسطين يذكرونه بخير، حتى انه لا يزال هناك حي في غزة يسمى، بحي'' الشيخ زايد''، وقد تعرض الحي للقصف في العدوان الصهيوني الاخير على غزة.
وهنا اسأل لماذا تتغيب بعض الدول العربية عن اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث ما يجري في فلسطين، ولا تحضر مندوبتها إلا متأخرة ؟
ولماذا تنشط شركات عقارية امارتية ، في شراء عقارات من أهلها في القدس بحجة دعم الصمود، ثم يتم بيعها للمستوطنين؟
وهذا ليس قولي او بهتان، بل هو ما اعلنه الشيخ كمال الخطيب» نائب رئيس «الحركة الإسلامية»، في مقابلة تلفزيونية مع قناة «القدس» قبل عامين، وقال إنهم «خدعوا أصحاب المنازل وأخبروهم بأن المشترين مستثمرون اماراتيون إ
وأنا اقارن بين الرجال ومواقفها، تذكرت المثل الشعبي ''
النار تعقب رماد'' ومعنى المثل، أي أن النار تبدأ قوية متوهجة، ثم تخمد شيئا فشيئا، ولا تترك وراءها إلا الرماد.
والمثل يطلق على من يطير ذكره ويعلو أمره، ثم يموت ولا تجد من أولاده من يشبهه أو يواصل مسيرته، وإنما يعرفهم الناس فقط لشهرة أبيهم أو جدهم.
يقول الشاعر: الناس صنفان موتى في حياتهم، وآخرون ببطن الأرض أحياء.
وتقول البدو : ياما لحود من الرجاجيل ملي،،، وياما هفايا عايشة في ذراها.
ترى لو عاد بعض الأموات ، ورأى وشاهد مظاهر العهر والرذيلة في بلاده ماذا سيكون قوله لبعض ابناءه؟
ولو عاد وعلم أن بعضا من بلاده اصبحت الوجهة الاولى للبغاء في العالم، كيف سيكون حاله ؟
وهذا ليس قولي وإنما ما نشرته صحيفة القدس العربي
في 21 - ديسمبر - 2020، عن قناة عبرية، قولها '' دبي عاصمة “البغاء” في العالم وفيها تزدهر “سياحة الزنا” الإسرائيلية.
وكشفت صحيفة The Times البريطانية في 30 أبريل/نيسان 2021، خبرا عن الغاء قانون معاقبة النساء في حالة الحمل خارج إطار الزواج في الامارات.
وعمَّمت الحكومة الإماراتية، في بيان لها، أعلنت فيه عن تغيير سياستها المتعلقة بالأطفال المولودين خارج إطار الزواج.
ويسمح للآباء غير المتزوجين في هذه الحالة بالحصول على استمارة تُتيح التقدُّم بطلب للحصول على شهادة ميلاد للطفل خارج إطار الزواج.
كما تم إلغاء تجريم الكحوليات والانتحار، بالإضافة إلى السماح بالسكن المشترك بين الشركاء غير المتزوجين وممارسة الجنس دون زواج.
والادهى هو التغير من الإسلام الى العلمانية، وهو ما اكده يوسف العتيبة، سفير الإمارات في الولايات المتحدة، والذي صرح مؤخراً عن تحول بلاده إلى دولة علمانية، قائلاً: إن “طريق بلاده إلى المستقبل يتضمن فصل الدين عن الدولة”.
ختاما.. اعود للعنوان ،فأقول.. وقصته معروفة، لكن المعنى إذا ذهب الحياء، فتكون المصيبة، ويكون الخوف من وعلى من فقد حياءه، وأضيف أن الحياء شعبة من شعب الإيمان،وأسال عند الخاتمة.. لماذا نفقد حياءنا، ونترك أمتنا، ونتبع أعداءنا؟
مو عيب...مشان عيون من نفجر ونعيب ؟