25-05-2021 10:20 AM
بقلم : د. رائد بطيحة
ذكرى الاستقلال ليست ذكرى تمر على عجل، فما زالت كتب التاريخ تروي عن الاردن ؛ الارض المباركةِ ، اروع القصص والعبرِ ، فموسى النبي عليه السلام على جبل نيبو في مأدبا التاريخ قد وقفَ ، وفي نهرا الاردنِ ؛ النهر المقدس فيه المسيح عليه السلام قد عُمدَ ، وعلى ثرى ترابه الطهور مشى الأنبياء عليهم افضل الصلاة و اتم السلام ؛ شعيب وصالح وابراهيم والعبد الصالح الخضر ، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم برحلة الشتاء والصيف قد تاجرَ ، والغمام تُضله مذ سافرَ ، والصحابة العظام مراقدهم تشهد على انه ارض الفتوحات والمعارك الفاصلات عنهم تَحدث وافتخرِ ، اردننا عشقته القلوب قبل العيون فكان عشقنا الازلي, آباؤنا واجدادنا تاريخهم مسطر على اسفاره ففي كل شبر تاريخ ممجدا، و لترابه الطاهر الزكي ، العهد الابدي ، فلم يكن الاردن يوما من الأيام ً الا وطنا سكن القلوب حبه، فلم يقبل القسمة ولا التفاوض على ارثه، فلا مكسباً ولا مغنما ً ، فلنسيم صباحه عطرٌ يفوح بالمكان فتنشي طربا وفرحا بوجده ، وماءه العذب لا سواه نرتوي وتربة ارضه ذاك الحضن الدافئ الذي نرتجي ، لا نبتغي سواه موئلا او مرقدا تضمنا تربة ارضه هو أمنا الحنون التي من ضرعها نرتوي . اما ملوكه من بني هاشم فحول من نسل النبي صلى الله عليه وسلم قد عُرفوا بمدرجه الكرام جيلا فجيلا ، و جيشه عربي مصطفوي عرفته الكرامة وباب الواد واللطرون فلم يُشهر سلاحه الا بوجه معتد ، واسوار القدس على ذلك تشهدِ . ودستوره سابق لكل الدساتير يصلح للحكم والفصل فمواده سادت على كل القوانين وبه العدل يعرف .و إنسانه كان ومازال أغلى ما تملكُ قالها: ملك بنى له عز ومجدٌ فأصبح به الاردنُ يعرفُ .وحمل الراية الملك المعزز فقاد السفينة بالعزم والحزم وزانه بالعفو عمن تعدى حده ، صفات الكرام ؛ عفوٌ عند مقدرةٍ ، شيم الكرام الأُصّلِ . عشت يا وطني حرا مستقلا غير تابع لاحدِ وعاشت قواتنا المسلحة (الجيش العربي ) حاميا لاستقلاله ودرعه الحصين في ضل راع مسيرته جلالة الملك المعزز عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه .
الدكتور / رائد محمد بطيحة