26-05-2021 09:06 AM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
تَغَيَّرَ المَسجِدُ المَحزونُ وَاِختَلَفَت
عَلى المَنابِرِ أَحرارٌ وَعِبدانُ
فَلا الأَذانُ أَذانٌ في مَنارَتِهِ
إِذا تَعالى وَلا الآذانُ آذانُ
لتعلم اوروبا القريبة كثيرا وامريكا البعيدة اكثر ان تردد الاستماع قد اختلفت موجته ولم تعد موجة ارسالهم تصل ،
فعليهم ضبط موجة البث والارسال
فكل شيءٍ قد تغير ،
وكما قال امير الشعراء ؛
وَلا الآذانُ آذانُ " سَجِّل" فلم تَعُد كما كانت .
رحم الله امير الشعراء احمد شوقي .
عندما زار المسجد الاموي في دمشق ولم يكن قد مضى وقت طويل على عودته من المنفى في اسبانيا حيث كانت مشاعره لم تزل جياشة ولم تزل صورة طليطلة وآثار عزة ورفعة وحضارة الدولة العربية الاسلامية ماثلة فيها وامام ناظريه نظم هذه القصيدة الخالدة .
نعم لم تعد الآذان تسمع بعد هذا الزمن الطويل من الصمم الذي تسبب به ذلك النشاز مما سمعت من ذل وهوان ،
فكل شي قد تغير الان يا أمير الشعراء .
شُرِخَت وشُوِّهَت اسطوانة عمرها عقود طويله من الزمن الردئ ، الذي كل ما كان فيه سيء ردئ ، واسؤا السئ فيه ، ذلك الهتاف المليء خداعاً ودجلاً وكَذِبا ، وهو ؛( الموت لأمريكا الموت لاسرائيل !!!! )
ربما انطلى ذلك الهتاف الزائف على البعض لبعض الوقت ، ولكن الغالبية العظمى من الناس كانت تعلم الحقيقة كلها الى ان حدثت هذه الكاشفة التي كشفت ورفعت الستار عن المشهد ليظهر على حقيقته ، فبان ما كان فيه "مِن خاسر مبطوح ارضاً يتوارى من سوء موقفه خجلاً وعاراً وخِزيا ، ومِن رافع هامته يطاول السماء عزاً وبهاء وفخرا .
لم تقل باكستان يوما ولم تهتف وترفع الايدي بشعار الزيف والبهتان المُبين !!!
" الموت لفلان والموت لعلان "
وعندما وقعت هذه الكاشفة والممحصة والممتحنة ، وقال الصادقون قولهم الذي لم يؤخذ على محمل الجدّ فقط ، بل كان هو الفعل المرافق لما كان يُسطِّره الابطال على الارض هناك ، والذي غيَّرَ مسار ومجرى الامور بما لم يكن بالحسبان ، وجعل العالم ( خفية ) يعلم انه يقف على مفترق طرق لم يقف عليه منذ اكثر من قرن من الزمان ، وايقن وعلم ان المتحدثون ليسوا بالهاتفين من ايران ،
فذلك نشيدٌ قد نظموه لهم وتنطلق الحناجر به عندما يُؤمَرون به مضبوطاً بالمكان والزمان.
مواقف تركيا والباكستان المرتكزة على الصناديد ابو عبيدة واصحابه الصادقون الثابتون في الميدان ، المُجَرَّدون من كل زينة
هي التي هيأت العالم للدخول في عهد جديد رغم كل صوتٍ مُرجفٍ مُريب .
عندما دارت عجلة الزمن بالاتجاه الخاطئ ولم يوقفها احد ، اوصلت الامم بمجموعها الى ما وصلت اليه من ظلم وقهر وجور وعدوان ،
والان وقد انطلقت عجلة الزمن مصححة مسار دورانها ، وانطلقت مسنناتها التي تُديرُ الارض بِرُمَّتها ، ولن يستطيع ايقافها احد .
الف الف سفينةٍ قبلَ هذه الكاشفة انطلقت ،
وكل واحدة قد قيل فيها "يا بُني اركب معنا"
ولم يصل الى اي وجهة فيها احد ، وضلَّ وضاع كل من كان فيها او عاشَ عَيشَ نَكَد .
ربما هذه هي سفينة النجاة التي سترسو على الْجُودِيِّ ، ويكون كل من فيها سعيد .
يقول العارفون ؛ ان اسرائيل لأول مرة منذ تأسيسها تسمعُ صوتَ عربي على الإطلاق، وتفهمه بلا ترجمان " صوت أبو عبيده "