27-05-2021 08:38 AM
سرايا - بعد ظهور حالات مصابة بعدوى الفطر الأسود في الهند وعدة دول أخرى، بدأت تساؤلات من قبل المواطنين حول هذا المرض وامكانية انتشاره في المملكة ومدى علاقته بفيروس كورونا المستجد.
ومع تأكيد أطباء متخصصين، أن هذه العدوى ليست مرضا جديدا، فهي موجودة حتى قبل ظهور فيروس كورونا، لكنها نادرة الحدوث في الأردن، واحتمالية الإصابة بها مرتبط عادة بالأشخاص ضعيفي المناعة، او الذين يعانون من السكري غير المنتظم، او استخدام أدوية مثبطة للمناعة، بحسب ما ذكرت يومية الرأي.
وكانت الهند رصدت مؤخرا آلاف المصابين بعدوى الفطر الأسود، حيث تجاوزت حالات الإصابة فيها الى 8800، وكان أكثر انتشارا بين من تعافوا أو من هم في طور التعافي من فيروس كورونا، في حين بين مختصون ان معدل انتشارها لم يصل الى الدرجة التي تجعلها توصف بالوباء.
أخصائي الأمراض الصدرية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة قال: ان الفطر الأسود هو نوع من أنواع العدوى الفطرية، ويصيب بشكل أكبر التجويف الأنفي ومن الممكن ان يؤدي الى نخر الأنف وموت الأنسجة والأغشية المخاطية الموجودة فيه.
واضاف ان هذه العدوى ليست جديدة، انما موجودة من قبل وكنا نراها سابقا عند الأشخاص الذين يعانون من حموضة متكررة في الدم نتيجة ارتفاع سكر الدم، او الذين يكون لديهم السكري غير منتظم او غير مسيطر عليه، والذين يعانون من نقص بالمناعة او فقدانها، كذلك الذين يتناولون أدوية تعمل على خفض المناعة كالكورتيزون وبعض المضادات الحيوية، وانتشارها يكون بشكل اكبر في المستشفيات.
وأكد الطراونة، ان هذه العدوى نادرة الحدوث في الأردن وهي ليست متحورة من كورونا، ولكن الحديث أثير حولها مؤخرا بعد إصابة أعداد كبيرة فيها بالهند، نتيجة نزول المناعة عندهم لاسيما بين من تعافوا من كورونا او في طور التعافي، والذين قد تكون انخفضت المناعة لديهم نتيجة استخدام أدوية تضعف مناعتهم وتزيد نسبة السكر في الدم لديهم.
ورأى ان مشكلة هذه العدوى انها تستغل النزول المفاجئ لجهاز المناعة وتكون (عدوى انتهازية)، وربما تكون اخطر من كورونا اذا لم تشخص باكرا، إذ انها تساوي السرطان، كونها مقاومة ولا تستجيب للأدوية في حال كانت الحالة متأخرة، فالتشخيص السريع لها أمر ضروري ومهم لعلاجها.
وعن امكانية انتشار هذه العدوى في المملكة، اكد الطراونة، انها نادرة الحدوث ولا توجد عدوى كبيرة عندنا حتى قبل انتشار كورونا، مؤكدا ان الوضع الوبائي لدينا مستقر، ومرضى السكري لديهم امكانيات للسيطرة على مرضهم، والأردن من الدول التي تهتم بمرضى السكري، حيث لديهم سجل وطني وعيادات متخصصة لمتابعتهم، لذا لا خوف من انتشار الفطر الأسود عندنا.
وبالنسبة لخصائص الفطر الأسود، اوضح انها متعددة الإصابات لأعضاء الجسم، فقد تؤثر على الأغشية المخاطية، او الدماغ، او حول العين وربما تفقد البصر، او الرئة، او القلب، إلا ان تأثيرها على الرئة هو الأخطر حيث نسبة الوفاة اذا تضررت الرئة هي 90% وتكون خطرة جدا لحدوث تجرثم وتسمم بالدم.
أما أعراضها كما ذكرها الطراونة، انها تدخل الى الأغشية المخاطية على الأنف والمجاري التنفسية، وتسبب الحرارة والقشعريرة، إضافة الى تغير شكل ولون المنطقة التي دخلت عليها الى اللون الأسود، ومن هنا جاءت تسميتها بالفطر الأسود، لافتا الى علاجها يكون بالتشخيص السريع واستئصال الجزء الذي ظهرت فيه.
بدوره، قال رئيس مركز السكري في وزارة الصحة واستشاري الغدد الصماء والسكري الدكتور موفق الحياري «ان هناك عوامل مساعدة لظهور الفطريات بشكل عام، من بينها مرض السكري الذي يساعد على انتشارها».
وأوضح انه لا توجد دراسات مؤكدة حتى الان تثبت ان الأشخاص الذين يعانون من عدم انتظام في السكر قد يصابون بشكل اكبر بعدوى الفطر الأسود، إلا ان احتمالية الإصابة بالفطريات بشكل عام لديهم تكون مرتفعة وأكثر من الأمراض المزمنة الأخرى.
ونادى بضرورة متابعة مرضى السكري لحالتهم بشكل دائم، لأن السكري المنتظم خصوصا التراكمي، يقلل بشكل كبير من الإصابة بأمراض الفطريات والالتهابات ومن ضمنها الفطر الأسود.
وعن مرضى السكري الذين اصيبوا بكورونا، لفت الحياري، الى ان جميعهم تم متابعتهم سواء قبل الإصابة او بعدها، ومعظم الذين أصيبوا بالفيروس تم وضع سجل لهم لمتابعة حالتهم بعد التعافي، وفي حال أصيبوا مرة اخرى، للتأكد من اي حدث او تأثيرات جانبية قد تصيبهم مستقبلا وتكون ناتجة عن كورونا.