28-05-2021 04:50 PM
سرايا - تلبية لدعوات قيادة الفصائل الفلسطينية، بجعل يوم الجمعة “يوما للغضب الشعبي” نزل الفلسطينيون إلى العديد من مناطق التماس، وانخرطوا في مواجهات شعبية حامية الوطيس مع جنود الاحتلال، أسفرت عن وقوع عشرات الإصابات، وذلك للتعبير عن رفضهم لمخططات الاستيطان والهجوم الذي تتعرض له مدينة القدس المحتلة.
مواجهات
ورغم الحواجز العسكرية التي وضعتها قوات الاحتلال حول مدينة القدس المحتلة، وفي منطقة البلدة القديمة، إلا أن 40 ألف مواطن أدوا صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك، وسط إجراءات عسكرية مشددة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي عند بواباته.
وأصيب عشرات المواطنين بالاختناق، عندما اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على المسيرة المنددة بالاستيطان، التي نظمها المواطنون على قمة جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب نابلس، حيث أطلق الجنود الأعيرة النارية، وقنابل الصوت، والغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه المشاركين في المسيرة، ما أدى الى إصابة العشرات منهم بالاختناق، وقد أدى قبل ذلك عشرات المواطنين الصلاة على قمة الجبل، ونظموا مسيرة منددة بإقامة بؤرة استيطانية هناك.
إلى ذلك فقد شارك سكان بلدة بيت دجن التابعة لمدينة نابلس، في مسيرة شعبية انطلقت من البلدة صوب الأراضي المهددة بالمصادرة لصالح توسعة الاستيطان، واندلعت هناك مواجهات شعبية حامية مع جنود الاحتلال، الذين أطلقوا النار وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما تسبب في إصابة عدد من المواطنين بجراح وحالات اختناق.
كما اندلعت مواجهات خلال مسيرة رافضة للاستيطان في خربة شحادة غرب بلدة دير استيا غرب سلفيت، أطلق خلالها الجنود الرصاص الحي وقنابل الغاز، وذكرت مصادر محلية أن المشاركين بالمسيرة تمكنوا من الوصول إلى موقع الكرفانات التابعة للمستوطنين في خربة شحادة، وإشعال النيران فيها.
وكالعادة شارك سكان بلدة كفر قدوم التابعة لمدينة قلقيلية شمال الضفة، في تظاهرة شعبية حاشدة، انطلقت ظهر الجمعة مباشرة، ضمن الفعاليات الجماهيرية المنددة بالاستيطان. وأشعل الشبان الغاضبون النار في إطارات السيارات، ورشقوا جنود الاحتلال بالحجارة، فيما قام الجنود بالاعتداء على المشاركين، وأطلقوا صوبهم الرصاص المعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما تسبب في وقوع عشرات الإصابات.
كذلك نظم أهالي مدينة طولكرم مسيرة شعبية بعد صلاة الجمعة، وتوجهوا إلى عدة نقاط تماس قريبة من المدينة، حيث شاركوا في مواجهات شعبية مع الاحتلال.
هجمات استيطانية
وضمن الاعتداءات الاستيطانية، أطلق مستوطنون الرصاص الحي صوب المواطنين في خربة شحادة غرب سلفيت، وذكرت مصادر محلية، أن المستوطنين أطلقوا الرصاص الحي صوب المواطنين الذين حاولوا الدفاع عن أرضهم، ومنع إقامة بؤرة استيطانية بالقرب من خربة شحادة الأثرية التابعة لأراضي بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت.
كذلك أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي البوابة الحديدية التي نصبتها قبل عدة أيام على طريق عام غرب سلفيت، بالقرب من المدخل الرئيسي لبلدة قراوة بني حسان، ما تسبب بأزمة مرورية خانقة.
وفي السياق، أطلق مستوطن، النار في الهواء وسط بلدة الطور بالقدس المحتلة، وأرهب المارة، وحسب شهود عيان، فإن المستوطن الذي قدم من مستوطنة “أوروت”، لاحق عدة شبان عند مفترق الطور الرئيسي، وأطلق الرصاص الحي من مسدسه، مهددا بقتلهم.
إلى ذلك أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، المواطنين بوقف العمل والبناء في منطقة “خلة العيدة” جنوب مدينة الخليل، حيث قامت قوة كبيرة من جيش الاحتلال باقتحام المنطقة، وسلمت المواطنين إخطارات بوقف العمل في أراضيهم التي تعود لعائلة جابر، وكذلك وقف أعمال بناء منزل يعود للمواطن كرامة جابر، كما قام مستوطنون بالاستيلاء تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، على ثلاثة دونمات في قرية كيسان شرق بيت لحم.
وحاولت مجموعة من المستوطنين، من مستوطنة “خافات ماعون” مهاجمة منازل المواطنين في قرية التواني جنوب الخليل، وأوضح فؤاد العمور منسق لجان الحماية والصمود في جبال جنوب الخليل، أن المستوطنين حاولوا مهاجمة منازل السكان في القرية، لكن يقظة السكان أفشلت تلك المحاولة، وأشار العمور الى أن محاولات المستوطنين بالهجوم على منازل ومساكن المواطنين في قرية التواني ومسافر يطا، زادت وتيرتها خلال ال 15 يوما الأخيرة.
وجاء ذلك رفضا لخطط الاحتلال الاستيطانية المستمرة ضد الضفة الغربية، حيث شهدت أيام الأسبوع الماضي، كشف مخططات جديدة لتوسعة المستوطنات، والاستيلاء على أراض جديدة في الضفة، نفذها جيش الاحتلال، كما نفذت أيضا عمليات انتقامية من بينها منع المزارعين من الوصول لحقولهم، والاعتداء عليهم، فيما اندلع حريق في حقل زراعي جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ضد مواطنين خرجوا في فعاليات شعبية.
وعلاوة عن ذلك، فقد قامت قوات الاحتلال بتأمين هجمات أخرى نفذها مستوطنون متطرفون ضد المناطق الفلسطينية، تمثلت بالاعتداء بالضرب على مزارعين، وتخريب حقولهم، ومحاولاتهم حرق مناطق شمال الضفة، كما قام مستوطنون بالاستيلاء على أحد المنازل الواقعة في إحدى بلدات بيت لحم، ضمن مخططهم لنهب أراض تقع في تلك المنطقة، لصالح توسعة أحد المستوطنات.
دعوات لاستمرار التصعيد
ورفضا لتلك الهجمات، كانت قيادة القوى الوطنية والإسلامية، طالبت جميع الفلسطينيين بالوحدة تحت علم فلسطين في كل محافظات الوطن، ودعت أيضا للاشتباك مع الاحتلال على مناطق التماس والاستيطان والحواجز العسكرية، ولأن يكون يوم الجمعة “يوم غضب شعبي” لتوسيع رقعة الاشتباك مع الاحتلال ومستوطنيه، إضافة للمواقع التي تستمر في فعالياتها الأسبوعية.
من جهتها قالت حركة حماس إن حملات الاعتقال التي تشنها قوات الاحتلال في صفوف المواطنين، “لن تفلح في إخماد ثورة شعبنا، الذي سيواصل دفاعه عن حقه في البقاء فوق أرضه، ومواجهة مخططات الاحتلال في الترحيل والتهجير في القدس والمدن العربية في الداخل المحتل”.
في السياق، أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، أن حملة الاعتقالات الإسرائيلية واعتداءات المستوطنين المستمرة على أهالي القدس والمواطنين في مناطق 48، “تستوجب من الشباب الثائر استمرار التصدي الجماهيري الفاعل بالضفة الغربية والقدس وأحيائها العتيقة”، وقال “لتكن هذه الجمعة يومًا للقدس واستكمالا لمعركة حماية المقدسات”، وشدد البطش، على أن “مهمة الشباب الثائر بالضفة الغربية والقدس هي حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية ومواصلة إفشال حملات الاعتقالات الليلية ضد الشباب ونشطاء الانتفاضة”.
إلى ذلك فقد قامت قوات الاحتلال بتنفيذ حملات دهم واعتقال، حيث اعتقلت الجمعة، أربعة مواطنين من محافظة الخليل. وأفادت مصادر من المدينة بأن تلك القوات اعتقلت كلا من: صائب عدنان أبو ترك وحسام عبد الرزاق السلايمة، من المنطقة الجنوبية في مدينة الخليل، ومن بلدة إذنا غرب الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال المواطن محمد عارف أبو سعدون (52 عاما) ومنذر الجياوي، بعد دهم منزليها وتفتيشهما والعبث بمحتوياتهما.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت مساء الخميس، الصحافيين وهبي مكية، وزينة الحلواني خلال تغطيتهما الاعتداءات الإسرائيلية في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، المهدد بالإخلاء والاستيلاء على منازل المواطنين فيه.
وقد رصد مركز الإنسان للديمقراطية والحقوق، اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة القدس والضفة الغربية، خلال الشهر الماضي، وقال إن قوات الاحتلال صعدت من وتيرة الاعتقالات، وعمليات الهدم والمصادرة، كما واصل المستوطنون اعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين العزل وممتلكاتهم، فيما واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ مخططاتها ومشاريعها الاستيطانية، مستغلة الأزمة الراهنة، وانشغال العالم بفيروس “كورونا”.
وقال إنه من خلال متابعته لتلك الانتهاكات سجل ما يقارب 400 حالة اعتقال، من بينهم 60 طفلا، و7 سيدات، إضافة إلى صدور ما يقارب 100 قرار إداري ما بين جديد وتجديد لمعتقلين سابقين في سجون الاحتلال، وأوضح أن الشهر الماضي شهد ما يقارب من هدم 40 منزلا و20 منشأة، إضافة إلى جملة من اعتداءات المستوطنين والتي بلغت في مجملها 70 اعتداء، كما رصد المركز 40 عملية اعتداء ومصادرة للممتلكات، و14 نشاطا ومخططا استيطانيا خلال الشهر الماضي، وأكد على عدم “شرعنة الاستيطان”، وأن ما يرتكبه الاحتلال مخالف للقانون الدولي، ويعد “جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية”، وطالب الجهات الدولية والحقوقية، بالعمل الجاد للدفاع عن حقوق الفلسطينيين، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه، ووقف انتهاكاته المتواصلة.