29-05-2021 01:44 PM
بقلم : حمد احمد العليمات
قد يبدو الرماد لأصحاب البصر الضعيف و فاقدي البصيرة النافذة والقدرة في قراءة التسلسل المنطقي والنتائج الحتمية قد يبدو لهم أن الرماد ناعم ليّن بمقدورهم أن يعبروا من فوقه حفاة الأقدام بل وعلاوة على ذلك يُخيلُ إليهم أنهم سيشعرون بدغدغة في أخمص أقدامهم وهم يطأون هذا الرماد الناعم....
ولكن الأمر في حقيقته بمثابة خداع بصري لأصحاب هذه العقول القاصرة والتأمل السقيم في تقدير الموقف والحدث.
الحقيقة الكونية الأبدية التي لم ولن تتغير منذ الأزل هي أن الجمرة غير الظاهرة تحت الرماد تبقى حارة حارقة متوقدة ..ويبقى الرماد الناعم الهش مجرد غثاء رقيق كزبد البحر سينقشع وينجلي مع أول هبة ريح.
عندما اعتقد البعض بأنّ أكوام الدبابات الفولاذية الخارقة وأسراب الطائرات الحارقة وقطعان الحمير التي تحمل فوق ظهورها أثقالا من رصاص و حديد يحسبون أنفسهم جميعا وقلوبهم شتّى ...
عندما حاولت هذه الحشرات أن تجرب حظها العاثر في المرور والعبور فوق رماد العزة..عندما اعتقد من يقود هذه القطع الزاحفة والطائرة أنه قادر على سحق الجمرة وإطفاء جذوتها...اكتشف بأنه ارتكب أغبى الحماقات في تاريخه...
فالجمر ..يا قتلة الأطفال ويا مغتصبي الديار أصبح لهيبا حارقا يدك قلوبكم قبل حصونكم ..الجمرة صارت صاروخا يزلزل الأرض من تحت أقدامكم يبعثر أجزاءكم ينثر أشلاءكم الجمرة أصبحت كابوسا يمزّق أحلامكم الجمرة أصبحت نارا جحيما سعيرا مريرا تفتك بطغيانكم الجمرة صارت ساعة غروب قاربت أن تنهي أيامكم تختصر أعماركم التي بقي منها القليل القليل ....
الجمر قلب المعادلة وأصبح فوق الرماد يتبختر و يتحدى علانية بتصريح دونما تلميح ...الجمر قال كلمته العليا ...بقي لي عشر دقائق لأنهي حديثي المباشر ...وعشر دقائق أتجهز لأغادر عريني ...
بقي لي أن أعانق طرقات العزة والكبرياء ...
وبوسع كل خردتكم يا أقذر الكائنات أن تطفئوني في طرقات العزة...ولن يهتزّ رمش في عيني.
قريبا سيتوقد كل الجمر العربي في قلب كل حر يختزن في قلبه عقيدة صلبة أقوى وأقسى من فولاذ الدبابات الورقية الجبانة...
اقترب الوعد الحق الموعود....
واقترب زمن الرجال ...
اقتربت النساء أن يلدن صلاح الدين ..
اقتربت ساعة استرداد الحق ...
وعودة المفقود لأهله...
اقترب الأحرار من إسراج قناديلك و مصابيحك يا أقصى بزيت مبارك يضيء الأرض المباركة وما حولها...
اقترب الجمر أن يحرق القدم التي حاولت عبثًا سحقه .
بقلم حمد عليمات