31-05-2021 10:35 AM
بقلم : د. حسين سالم السرحان
" من كان منكم بلا خطيئة فليرمها في حجر " .. والخطيئة هنا هي احدى صور الخطأ البشري الذي يلازم الانسان في سلوكه وفي كل مراحل حياته ، اذ يتوجب البحث في مقتضيات هذه المسؤولية واخطاؤها وحجم المخاطر المتأتية عنها !!
الدولة الراشدة تعيش في وجدان الفرد كما اعلن ذات يوم المفكر الدكتور عبدالله العروي ، وان غابت ادوات الرقابة فالتزام المواطن بمبادئ ورقابة الدولة على سلوكه الاجتماعي تتجلى في غياب ادواتها كما في حضورها !!
لم نعرف في مسيرة البرلمان الاردني وفي كل مراحلة انها خلت من بعض المواقف والشطط حول السياسات الحكومية وفي شتى المناسبات والمجالات فحجم الضغوط المتأتية على النواب تحديدا كبيرة وقاسية ، فهم واقعين لا محالة بين متطلبات دوائرهم الانتخابية وحاجاتها التي لا تنتهي وبين امكانيات الحكومة ورغباتها ومحدودية امكانية الاستجابة لمجتمع بقي الى اليوم على الحافة وفي ضنك من وسائل العيش ومتطلبات الحياة الكريمة المتجددة في كل صباح !!
شباب وصلت نسبة البطالة الى ما يزيد عن 50% بين صفوفه واباء وأسر تآكلت دخولهم حد الفاقة ومع كل ذلك فالفرص محدودة وان وجدت تذهب حتما ً للحظوة والمحظوظين وابناء الذوات وأبسط مثلاً لذلك ان راتب ما لشخص ما في هيئة مستقلة ما قد يكفي تلبية احتياجات شريحة واسعة من المواطنين وهو ما يجعل الانسان في حيرة من أمره !! فهناك سوء متعمد وكيدية واضحة وانتصار للذوات وابنائهم على حساب عموم الشعب الاردني المغلوب على أمره مما زاد من حجم المشكلة ووضع ممثلي الشعب عاجزين عن الحلول او بالحد الادنى ايجاد الاعذار لمن اختاروهم لحماية مكتسبات الوطن والحرص على توزيعها العادل بين المواطنين على حد سواء !!
يرى المراقب للشأن الوطني ان هناك الكثير من الغايات المبيتة لافتعال الازمات ورفع مستوى الصخب من اجل التمرير لسياسات اقتصادية واجتماعية وسياسية لا تخلو من برمجة ومن اهداف منظورة او غير منظورة !!
ارى ان أية ازمة بالامكان سحب فتيل التوتر منها اذا وجدت النية والارادة المخلصة نحوها !!
بقاء الاردنيين على حدود التوتر مع دولتهم لن يخدمها ولن يكون في مصلحة احد في هذا الزمن الصعب ، واخيرا الاردن لديه كل اشكال المرونة والصمود ان وجد عقل رشيد !!
حمى الله الوطن