31-05-2021 07:49 PM
سرايا - «ان وصلتك صباحا فصباح الخير ..
وان وصلتك مساء فمساء الخير يا ابا جدعان»
هذا ما قاله الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في رسالته للبطل الأردني أبا جدعان مصطفى وراد الخرشه ..
«اهلا برافعي رؤوس الاردنيين والعرب» وبهذه الكلمات أستقبله الراحل الملك الحسين هو ومن تبقى من كتيبته ..
حرا شامخا، بقي على ثغر من ثغور الأردن، لم توقفه رصاصات استقرت في جسده عن الصمود في موقعه لينجح في تدمير أربع دبابات إسرائيلية خلال مشاركته في معركة اللطرون الشهيرة التي سجل فيها الجيش العربي أروع قصص البطولة والبسالة.
أستقبله الراحل العظيم الملك الحسين بن طلال رحمه الله بعد بقائه في الاسر لمدة أربعة شهور ليعود الى الخدمة في كتيبته التي اطلق عليها المغفور له اسم «أم الشهداء» وهي كتيبة الحسين الالية الثانية التي استشهد قائدها منصور كريشان ووقع كل افرادها بين اسير وجريح وشهيد فلم ينجوا من بين 800 ضابط وجندي كانت تتشكل منهم الكتيبة سوى 17 عسكريا وهي الكتيبة التي كلفت بالدفاع عن اسوار القدس القديمة .
اصر قائد الجيش الإسرائيلي «موشيه دايان» على مقابلته ولقائه بعد أن شاع صيته بين المتحاربين نظرا للصمود البطولي الذي أبداه في أرض المعركة فكان له حديث شهير معه كتبت عنه الصحف الاسرائيلية في حينها وكان ملخص ما قاله لديان: «ترجم يا مترجم، وأسمع يا اعور جيشك جبان، إلك عندنا يوم، والحرب كر وفر، واليوم إلك وبكره عليك».
البطل مصطفى جدعان وراد الخرشه «ابو جدعان» من مواليد قرية ام الينابيع لواء المزار الجنوبي في محافظة الكرك، التحق بالجندية في اب من العام 1952 وتقاعد في حزيران من العام 1973 خاض خلال خدمته معارك الشرف والبطولة في حرب حزيران ومعركة الكرامة وهو بطل كغيره من ابطال الجيش العربي الذين لم ننصفهم ولو بتسجيل البطولات التي سطروها أو الوفاء لهم وهم يعيشون الآن سني عمرهم المتأخرة.
ابو جدعان الذي استبسل في حرب حزيران عام 1967 بالقدس الشريف في اللطرون وباب الواد والشيخ جراح فلم تخفه طائرات ومدافع ودبابات وبنادق العدو وبقي على مدفعه الصغير حتى دمر أربع دبابات إسرائيلية قبل أن تغلبه جراحه ويقع اسيرا في أيدي الأعداء.
ابو جدعان الذي بقي مع رفاقه في الاسر مدة اربعة شهور وتم فك أسرهم بصفقة تبادل أسرى، فاستقبلهم جلالة الملك الراحل الحسين في قاعدة المفرق العسكرية وقال لهم «اهلا برافعي رؤوس الاردنيين والعرب»