01-06-2021 12:49 PM
بقلم : مصطفى الشبول
من الطرائف الجميلة التي حدثت مع الشيخ الشعراوي في السبعينيات أثناء تسلمه وزارة الأوقاف في الحكومة المصرية... حيث جاء الرئيس الروماني وحرمه في زيارة رسمية لمصر ، فقرروا عمل حفل استقبال له على أحد المسارح ، وبما أن الشيخ الشعراوي وزير في الدولة وجب عليه الحضور ، وأثناء الجلوس على الكراسي وبحضور الرئيس المصري وحرمه وضيفه الروماني ، وبعد الترحيب وعرض النشيد الوطني لكلتا الدولتين وإذ بالشيخ الشعراوي يُفاجأ براقصة تطلع على المسرح ، فأراد الشيخ أن يخرج من القاعة لكنها مغلقة حسب النظام ...فوقف الشيخ الشعراوي وحمل الكرسي وعمل ظهره للمسرح ووجهه للحضور ... لاحظ الضيف حركة الشيخ ، فما كان من الرئيس المصري إلا أن أرسل له رئيس الوزراء ... فذهب إليه ودق على ظهر الشيخ وقال له : يا شيخ.. يا مولانا.. ، اعتدل .. فرد الشيخ وهو يبتسم : أنا اللي أعتدل و الا مين اللي يعتدل...
فمن هذه القصة يسوقنا الحديث إلى أمور في حياتنا اليومية باتت مختلفة أو بالأحرى منقلبة رأساً على عقب ، فقد كان كل شيء في السابق يسير في مساره الصحيح من خلال التعاملات والمعاملات بين الناس ... فقد كان الولد يستحي ويخجل من أي تصرف حتى لو كان عادي أن يفعله بحضرة والديه ( حتى شربة الماء) أما اليوم باكيت الدخان والارجيلة ولبس سنسال بالعنق وأسواره باليد وقصات الشعر المخزية كلها أمام الوالد ولا يوجد ذرة حياء في وجه الابن ( بالعكس الأب اللي بده السترة من الولد)...
كما أننا بتنا نرى المخالفات الشرعية في لباس البنات والشباب بين الحارات وفي الأسواق ولا نحرك لها ساكن ... حتى أننا في التعامل نصادف من هو مرابي وحرامي بالعلن وتحتاج إلى مقدمات بالكلام وتهيئة له حتى تبلغه بأنه حرامي وسرسري بطريقة مؤدبة وغير مباشرة والمشكلة انه بطلع عليك بالصوت العالي مبرراً أعماله البشعة ونتيجة الحوار تخرج أنت المخطئ وهو على صواب... فصدق المثل اللي بقول : ( حتى في الموسيقى صوت الطبل أعلى من صوت القانون )...فبطلنا نعرف مين لمعَدّل من اللي لازم يِعتدل ...