03-06-2021 09:57 AM
بقلم : د.عبدالله عامر البركات
يتعجب كثير من الناس من تفضيل الله لبني اسرائيل على ما يعلم ما فيهم من كفر وجحود وكبر. وهم اي الناس يظنون التفضيل هو نفسه الاصطفاء. وهذا خلط تسرب من العامية . والحقيقة غير ذلك. فالتفضيل اعطاء احد او جماعة من الخير اكثر من غيرهم. وليس بالضرورة انهم يستحقون ذلك. بل قد يكون السبب ابتلاءً واقامة الحجة عليهم. لذلك قال الله تعالى (ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا). ٧٠ الاسراء. ومعلوم ان كثير من بني آدم كفار فكيف يكون التفضيل لهم اصطفاءً. !
أما اذا أراد الله الاشادة ببعض عباده قال انه اصطفاهم ولم يقل انه فضلهم. لذلك قال جل في علاه ( إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين. )٣٣ آل عمران. والاصطفاء يكون لصفات حسنة بهم. ولا يمكن ان يغضب الله تعالى على من اصطفاه. ولكنه قد يغضب على من فضله ولم يقدر ذلك التفضيل. وفي الفصحى التفضيل من الفضل وهو اعطاء احد او جماعة اكثر من غيره لسبب ما كما أشرت سابقاً . فقد فضل النبي صلى الله عليه وسلم حديثي العهد بالاسلام في العطاء على الانصار. ولم يكن ذلك لمنقصة في الانصار. بل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم موضحاً ان ذلك كان ليتألف قلوب الاخرين وأن الانصار هم أحب الناس اليه .
أما الاصطفاء فهو من الصفاء واختيار الاشد صفاءً.
والله اعلم واحكم.