05-06-2021 09:22 AM
سرايا - كانت رؤية صور حسن نصر الله الشخصية، وشعارات حزب الله اللبناني، على جدران منازل كثير من السوريين والأردنيين والفلسطينيين ومواطنين عرب من عدة دول عربية أخرى، أمرا شائعا قبل نحو عشرين عاما، لكن غالبية أولئك المؤيدين باتوا أعداء اليوم.
فعندما سرت شائعة وفاة نصر الله، فجر يوم الثلاثاء الماضي، بدا أن أعداء الحزب في العالم العربي أكبر من التوقعات، حيث تقدمت نخب عربية مظاهر الاحتفال التي سادت في مواقع التواصل الاجتماعي، وشارك فيها عدد كبير من المدونين العرب من مختلف شرائح المجتمع، قبل أن يخيب أمل الجميع في وفاته بعد ساعات قليلة.
وجلب انسحاب الكيان العام 2000 من جنوب لبنان الذي تحتله منذ العام 1982، جمهورًا كبيرًا لحزب الله الذي يمتلك جناحًا عسكريًا مدربًا تدعمه إيران، وشنّ بالفعل العديد من الهجمات على الدولة العبرية التي آثرت الانسحاب بعد عدة مواجهات دامية.
لكن تلك الجماهيرية انهارت بشكل متسارع في العام 2012، عندما انخرط حزب الله في الصراع السوري لصالح الرئيس بشار الأسد، وتسببت قواته بخسائر كبيرة في صفوف السوريين المدنيين بجانب مقاتلي المعارضة التي تطالب بإسقاط حكم عائلة الأسد المستمر منذ أكثر من نصف قرن.
فقد أزال مؤيدو الحزب في سورية ودول عديدة أخرى صور نصر الله، حيث كان لاحتجاجات الربيع العربي التي اندلعت في عدة دول، جمهور كبير، وواجه كل من وقف ضدها انتقادات وهجومًا واسعًا من جيل الشباب الحالم بالتغيير في العالم العربي.
وأسهمت مشاهد الدمار وصور الضحايا المدنيين في الصراع السوري، في تحول حزب الله لعدو بنظر الكثير من السوريين الذين لجأ الملايين منهم لدول الجوار هربا من تلك الحرب التي كان مقاتلو حزب الله لاعبين رئيسيين فيها.
وانهارت شعبية الحزب في العام 2015 بشكل غير مسبوق، حيث أصبح حديث أمينه العام نصر الله مناسبة للتندر والغضب في آن، عندما قال: إن الطريق إلى القدس يمر من معاقل رئيسية للمعارضة السورية قرب دمشق، قبل أن يمتدح إيران التي تساند بشار الأسد ضد معارضيه.
وكتب عدد كبير من السوريين، تدوينات فجر يوم الثلاثاء الماضي، عن أمنية يتمنون أن تتحقق دون أن يكشفوا عنها، لكن كان مفهومًا أنهم يقصدون ما أثير عن وفاة نصر الله، الصديق البطل الذي تحول لعدو غادر.
وقال يحيى حوى، الفنان السوري المعارض لحكم الأسد: ”يا أصدقاء .. حسن زميرة ( #حسن_نصرالله ) على فراش المرض يعاني، قولوا معي آمين، اللهم اشدد على صدره وقلبه، اللهم أره الموت أياما ويتمناه ولا يناله، اللهم انتقم للمستضعفين منه في الدنيا واره الخزي والعذاب الأكبر في الآخرة“.
يا اصدقاء ..
— يحيى حوى (@yahyahawwa) May 30, 2021
حسن زميرة ( #حسن_نصرالله )على فراش المرض يعاني
قولوا معي امين
اللهم اشدد على صدره وقلبه
اللهم اره الموت أياما ويتمناه ولا يناله
اللهم انتقم للمستضعفين منه في الدنيا واره الخزي والعذاب الاكبر في الاخره
Posted by on ...
وبالتزامن مع انتشار شائعات عن وفاة نصر الله، كتب الصحفي الكويتي عبدالوهاب الساري: ”يا مراكب الموّت أقبلي.. ويا أيّتها الروحُ الخبيثة انتشري في أنحاء الجسد.. اللهم كالشوكِ من الصوفِ المُبتل.. اللهم احتضارا بطيئا.. وسكراتٌ طويلة.. وملائكةُ عذاب غلاظٌ شِداد.. يارب العالمين يا قوي انتقم لأطفال #سوريا ولمشايخ #لبنان“.
يا مراكب الموّت أقبلي .. ويا أيّتها الروحُ الخبيثة إنتشري في أنحاء الجسد .. اللهم كالشوكِ من الصوفِ المُبتل .. اللهم إحتضاراً بطيئا .. وسكراتٌ طويلة .. وملائكةُ عذاب غلاظٌ شِداد .. يارب العالمين ياقوي إنتقم لأطفال #سوريا ولمشايخ #لبنان #حسن_نصرالله pic.twitter.com/kRa8eFC9OH
— عبدالوهاب الساري ABDULWAHAB L SH SAJT (@a_alsarii90) May 31, 2021
وبينما يبدي كثيرون فرحهم بالنهاية المرتقبة لنصر الله بعد أن انخرط بشكل كامل في مخططات إيرانية لا تلقى قبولا في العالم العربي، لا يزال للرجل محبوه ومؤيدوه في لبنان، وقد لجأ بعضهم لتوزيع الخبز مجانا على أمل شفاء ”سيد المقاومة“ كما يسمونه.
وقال الكاتب السعودي خالد بن منير في رد على تلك التصرفات: ”وهل يمحو الخبز دماء الأبرياء ..!!“.
وهل يمحو الخبز دماء الأبرياء ..!!#حسن_نصرالله pic.twitter.com/EJqCein9rp
— خالد بن منير (@khaled_mab) May 31, 2021