بقلم : منال احمد شلباية

في احدى الاجتماعات لمؤسسة من المؤسسات الصحفية ؛ الذي خصص للقاء المندوبين الصحفيين في المحافظات ، للوقوف على مطالبهم اللوجستية والاطلاع على اوضاعهم .
ليفتتح الاجتماع بخطاب حول اهمية المؤسسة والاخبار الصادرة عنها بفقره بسيطة ، وليتحول الحديث فجأة الى خطاب مغاير من اهمية ان تكون اخبارنا هادفة او ذات نوع وليس كم في ان كل من يعمل في المحافظات لا يوجد لديه ما يميزه في اخبار وذلك بعد ان استمع للمطالب اللوجستية والمكتبية ( التي هي اصلا معدمة وغير متوفرة انما مجرد احاديث وتسجيل مطالب على الورق فقط )، لتستمع للوعيد والتهديد في جلبهم الى عمان ليعاد تأهيلهم مرة ثانية في المجال الصحفي علما ان هنالك متمرسين لهم وزنهم في الصحافة ؛ ضاربا اياها عرض الحائط ليمتد التهديد الى قول " اللي مش عاجبه يستقيل ، يتقاعد ، ينتقل ،....." وانه سوف يتم احضار كل مندوب الى عمان ليقوم بكتابة الف خبر ويقطع مئات الاميال يوميا كعقاب له مع مساندة كبيرة مع ايماءات بالراس من قبل من تم تعينهم في مناصب كمدير او كرئيس قسم مساندين له ، لتحدث نفسك هنا ( اين نحن )هل هذا نحن في اجتماع في مؤسسة صحفية ام في مدرسة يستمع فيها الطلاب لمديرهم ونائبه بحضور المعلمين لتنفيذ التعليمات لتصل في النهاية الى التهديد بالعقاب الصارم ، محدثة نفسي هل سيطلب ( احد والدينا واطلاعه على وضعنا العملي ليتم تأنيبنا فيما بعد مثلا ).
ونعو الى ذلك الصمت المطبق من مندوبي المحافظات، منتظرة انكساره من احدهم ؛ لتأتي هذه اللحظة من احدى الزميلات ،موجه كلامها للمدير ، "انت تعرفني منذ ان كنت اعمل في احدى المؤسسات الصحفية الاخرى وكان لي من التقارير والاخبار التي كان لها صدى كبير على المجتمع والوطن و ان لنا الكم الكبير من الاخبار وجميعها على قائمة المحذوف لدى مؤسستك فهل لك ان تحاسب على من يقوم بحذفه من الاخبار التي لها من القيمة مسترسلة الحديث با نها" يا حضرة المدير تعود لمزاج المتواجدين في قسم التحرير ،احداهم يجد فيه الاهمية والاخر لا" ؛ فاين نحن من ذلك كله ، لماذا تصب جم غضبك علينا ونحن لا نكل ولا نمل من العمل ليصدمك صوت من بعيد يعمل في قسم التحرير " انكم انت المندوبين في المحافظات لا تعرفون ان تكتبوا الخبر الا فلان ، راميا بعرض الارض نحو 20 مندوبا ومنهم من لديه الخبره اكثر من المتحدث الذي نصب نفسه حكما على زملاءه اما من باب ارضاء مديره او لسبب اخر في مكنوناته الداخلية .
لتهدأ النبره قليلا ويأتي نائب المدير موجها حديثه لاحد المندوبين الصحفيين في احدى المحافظات انه قرأ الاسبوع الماضي في احدى المواقع الصحفية تقريرا اخباريا رائعا ؛ متسألا اياه لماذا هذا التقرير لم ترسله لمؤسستك وارسأله الى مؤسسة اخرى وكان له من الصدى الكبير ، فكان رد المندوب صادما بانه تم ارساله ليتم حذفه على انه ليس ذو اهمية كبرى وهنا بدأ المندوبين يتحدثون في محاولة اثبات ان لهم الكثير من الاخبار كانت لها وقعا وليست( مجرد اثبات حالة عمل ) .
وانتهى الاجتماع وذهب الجميع الى موقعه في المحافظات، لتبدأ مرحلة جديدة من الاخبار الكثيرة من عدد منهم حسب مزاج المدير واخر استمر كما كان ، الا ان التهديدات لم تذروها الرياح ، لانها كانت قد صممت من قبل هذا الاجتماع ؛ لتنفذ المخططات ضمن حبكة ممتاز بصمت في الخفاء ؛؛؛ اذن لم تكن القضية هي الاخبار انما حجة ليفعل ما يدور في شأنه بأن اخبار المحافظات ليست ذات القيمة للتغطية حيث تمت الاجراءات في تخفيف عدد العاملين في مجال الصحافة الى شخص واحد او اغلاق المكتب في محافظة اخرى ودمج كل محافظتين لمندوب واحد ؛ لم ينظر الى عراقة هذه المحافظات والتغيرات التي طرأت عليها والانطلاقات للعديد من الفعاليات والحراكات والمبادرات وغيرها وغيرها .
ولا بد من الاشارة الى ان هذا المدير لا يزال يساوم المتبقين من عدد اخر على التقاعد او النقل الى مؤسسة اخرى بكونه ليس على مزاجه متخذا القرار باحالته عددهم للتقاعد ، وارسال التهديدات لاخرين اطبق فمك او يتم عمل اجراء فيك الا من قام بالتبجيل له اما على صفحته للتواصل الاجتماعي او خلال زيارات ودية في تلك المؤسسة ، وان هذا المدير لا زال مستمر في حديثه مع الكثير من الاشخاص أن الاهمية لديه هي اخبار العاصمة لا غيرها .
ليعاد طرح السؤال ( لماذا يتم تهميش المحافظات في العديد من القطاعات حتى وصل الى تهميش عدد من المؤسسات الصحفية الى اخبارها ووقائعها والاحداث التي تدور فيها ، ان هذا التهميش سيغلق ابواب كثيرة منها الاستثمار والواقع الاجتماعي وغيره .... عسى ان الله يبدل حال الى حال . " ودمتم "