بقلم : د. زيد سعد ابو جسار

بعث الرسول صلوات الله عليه رحمة للعالمين ,صلاة ثناء عليه من الله تعالى وملائكته والمؤمنون ,فالرحمة مشتقة من اسمه تعالى الرحمن ,فبالرحمة يدرك الانسان خالقة ,لانها مكنون الايمان في النفس البشرية المتواضعه للحق ,يدركها الانسان ,بحس مشاعر الحب والعطف والرأفة,يجدها في فطرة حنان كل والد على ولده ,يجدها في كتاب الله تعالى واحاديث الرسول صلوات الله عليه ,بان مقاصد الهداية ومضمونها تراحم الانسان مع كل مخلوق, وهذا هو الثناء الحقيقي على الله تعالى رب العالمين ,,فرحمة الله تعالى وسعت كل شيء,يدركها العقل, بعقل النفس على هداية النجدين في التمييز بين الخير والشر ,ليدخل الانسان في رحمته الخاصة ,في اسمه الرحيم ,حيث ربطت المغفرة باسمه الرحيم ,فاسمه الرحمن لتذكير الانسان برحمة نعمه على الانسان للايمان به ,والرحيم لمن امن واقتدى برحمته ,ليصبح رحيما, لينال المغفرة في الدنيا وينعم بجنان الاخرة ..............
للرحمة اسرار بوسع رحمة الله تعالى ,ففيها السعادة بكل المشاعر الانسانية ,فيها صدق الاخوة والتضحية من اجلها ,كما فيها الاسف والحسرة على من ضل عنها ,فيها الدعاء المستجاب بتأميم الملائكة لمن دعى لاخيه بالخير بظهر الغيب,حيث تقول الملائكة ولك مثل ذلك ,,فكم دعونا على انفسنا بالشر,عندما دعونا بالشر جهرا وبظهر الغيب,وقول الملائكة المستجاب دعائها ولك مثل ذلك ...........
للرحمة علامات في معرفة الانسان , كون الرحمة مشاعر ظاهرها الحب وتمني الخير للاخرين والتواضع,والاخلاق الحسنة ,وطلب الهداية للخطائين ,وتمني الهداية للحارمون انفسهم منها ,علامات سلامة الانسان من النفس الامارة بالسوء وتمنيه للاخرين ,علاماتهم ضيق الصدر والنميمة ,وعدم معرفتهم للسعادة رغم تملكهم للصحة والمال والجاه ...................
لنتذكر الرحمة في كل قول وفعل ,فهي حقيقة العبادة ,ولنستعين بالعمل بها بالدعاء ,كون الرسالة ومبعوثها من رحمة الله تعالى ,تراحموا يرحمكم الله ,تصدق يتصدق الله عليك ,اقضي حاجة اخيك من الرحمة ,يقضي الله حاجتك ,استر زلات اخيك ,يستر الله زلاتك ,فبالرحمة على سقاية كلب عطش ,ادخل الله تعالى مومس الجنة ,وبأذية الجيران ادخل الله عابدة الدهر النار ,ان عبادة الله واستجابة الدعاء من خلال حسن الخلق ,والإحسان لخلق الله تعالى ....................
الرحمة نور يقذفه الله تعلى في قلوب خلقة ,بعدما تطهرت من امراض الشرك ,والحسد ,والحقد واثم الظن ,واليأس,وجهالة الكبر ,ان هذا الدين لا يفهمه ويقدره الا العظماء في تواضعهم عن دناءة الدنيا ,ويجهل تقديره وفهمه الصغار المتكبرين في دناءة الدنيا .................
د. زيد سعد ابو جسار