07-06-2021 02:48 PM
بقلم : الدكتور جميل السعودي
ايها الاخوة والاخوات، اضطررت بعد ان جال المنطق بين ثنايا العمر وغاب السكون عن حنايا الروح ان اعبث بوريقات مبعثرة بين السياسة وحديث الناس لأخط بعضا من كلمات راقت بها انفعلاتي وأشلاء الذكريات، كيف لا ونحن نرى بيننا وفي كل مكان منصة هدم اجتماعي بنكهة تواصل اجتماعي يحملها السواد الاعظم من شعبنا الطيب أكثر من حملهم لاسمائهم واكثر من حمل اللاعبين على حبال الخراب للفضيلة واحترام الذات.
ان هذه المداخله التي ابى قلمي الا ان يخطها علهّا تسمع من قبل اصحاب القلوب الطيبة والعقول المنيرة وممن يحترمون ذاتهم والناس، فبالرغم من المقاطعة الناعمة لبعض ما يسمى بوسائل التواصل الاجتماعي من قبل الكثيرين وأنا منهم للدور الذي يلعبه في تخريب الاوطان وانتهاك خصوصيات الناس وكونه اصبح بوقا ومنصة للتربص بالشعوب وعدم احترام الآخرين وخصوصياتهم ، والافراط في منح الثقة والأمان لهذه الوسيلة التي هي سلاح ذو حدين - يجرح في معظم استخداماته. اما الموضوع الاساسي فهو الكلمة الطيبة النابعة من القلب التي يعبر بها الكثير الكثير من ابناء الأردن نيابة عن انفسهم وعن الاغلبية العظمى من أبناء هذا الوطن الغالي خوفا على الاردن وشعبه.
الاخوة الاكارم، اود ان اضم صوتي لصوت العقل - صوت كل اردني واردنيه – الذي يعرف معنى الوطن ، واجزم القول بل انا متأكد من ان المعنى العميق جدا للاوطان لا يعرفه الا من عاش متاعب الغربة وعاش بين العديد من الشعوب في العالم . الأردن ليست كلمة موضوعة في أعلى صفحات جواز السفر او ترويسة الاوراق الرسمية، بل هو منظومة متكاملة من الانتماء والشعور والمسؤوليات والصلاحيات والذكريات والارتباط الروحاني بالمكان والزمان والناس، ومن عاش لفترة من الزمن بين الاجانب وفي مجتمعات مختفلة يعرف ماذا قدم الاردن لابنائه، مع تحفظي على الكرم الزائد والعناية المفرطة بالاغراب الذين في نهاية المطاف اصبحوا خناجر تطعن الوطن واخذوا بطريقهم للاسف ثلة من ابناء الوطن الذين لا يعون في اي طريق يسيرون. جميعنا يعلم ان الاردن لديه حالات من الفساد تدمي القلوب وان لا شيء يسير دون "محسوبية" أو "واسطه" وهذا هو اساس الفساد الموجود للأسف لدى الكثير من الناس، كما اننا نعلم ان هنالك عزم وعزيمة لمحاربة الفساد والتخلص منه - وهو حلم صعب المنال وبحاجة الى تغيير ثقافة الشعب وقوانين الدولة وتطبيقاتها واجراء بعض التعديلات الدستورية بهذا الشان، لكن من المؤسف ايضا انه عنما تبدأ طريق الالف ميل نحو معالجة حالة فساد معينه تظهر حالات اخرى اكبر منها نوعا وكيفا وشخوصا، اننا نعلم ايضا بان المناصب والمكاسب وكثير من مفاصل الدولة تدار بشكل كبير من خلال تعينات الوراثة التي توجت اكبر مستويات الفساد بصعوبة التخلص منه ، وانني غير مظطرا لذكر اسماء واشخاص واماكن كون الجميع يعرفها وهي بحاجة الى قرار استراتيجي .
الكلام كثير ايها السادة ولا اريد ان اطيل على الجميع ، لكن طريق الخير واضح وطريق الشر اوضح وبينهما زمرة من المتنفعين المارقين اصحاب الاجندات الخاصة الذين لم تمنعهم كل مقومات الوطن، فمنهم من استخدم الاردن كجسر للمنافع والهروب، ومنهم من استخدم الاردن كوطن بديل دون منازع وحصل عليه ؛ وبعدها حاول بيع الاردن في اسواق السياسة الدولية وبين حانات المعارضة وازقة المتربصين للاردن. المطلوب الان من كل اردني ان يعي ما يحاك للاردن في اروقة التخريب الدولية وان يعي الدور السلبي الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الاعلامية الدولية والابواق الخارجية التي تنادي بخراب الاردن وتشيطن الناس، ومطلوب من الشعب ايضا ان يطلّع على احوال الدول المشابهة للاردن من مصادر موثوقة ليروا اين وصل الاردن بمصادره الضعيفة ومقوماته الاقتصادية الفقيرة مقارنة بتلك الدول ، والمطلوب ايضا من الناس عدم التصفيق لمن نصّبوا انفسهم ممثلين عن الشعب وتحولوا الى ادوات قتل للوطن ومناوئين لكل تقدم وطريق خير ونماء – حتى الخير نفسه والعجب لا يعجبهم.
هنالك الكثير مما هو مطلوب من الناس وسبق ان ذكرته في كثير من مقالاتي المنشورة لدى الصحف المحلية، لكن ما هو مطلوب من الجهات الرسمية والحكومات المتعاقبة كبير جدا ايضا،، لذلك اوقفوا ايها المسؤولين تعيين ابنائكم بالوراثة وبخلاف ذلك فانتم من يشيطن الشعب ضد الوطن وقيادته ، واعلنوا ايها السادة عن ممتلكاتكم خارج وداخل الوطن، واحصلوا على براءة ذمة صحيحة من دائرة ضريبة الدخل قبل اول يوم من ايام العمل في مناصبكم ،واوقفوا المحسوبية في وزاراتكم، وتعلموا وعلموا الناس انه لن يكون في المكان المناسب الا الرجل المناسب، وارحموا ميزانيات وزاراتكم وموازنات مشاريعها من الاستغلال والاستخدام غير المسؤول، والتزموا بكل اعمالكم بمخافة الله عزوجل وبرأفة بالوطن والناس، واعملوا في موافعكم ليست حبا بالمناصب والمكاسب وانما عشقا للوطن والناس ، ولا تستغبوا الشعب - عندها سيكون سعيكم مشكورا واداؤكم مختلفا وبنكهة وطنية - قدموا كل ما لديكم من علم وخبرات ومعرفة ان وجدت لخدمة بلدكم وبخلاف ذلك فاثبتوا حبكم للوطب بتقديم استقالاتكم.
هناك الكثير الكثير مما هو مطلوب من كل الاطراف ، لكن الحل هو اولا مخافة الله في الوطن والناس وثانيا ضعوا ايديكم بايدي كل من يستطيع ان يقدم للوطن شيئا جميلا ولدية الدافعية والامكانات والكفاءة، وانتبهوا للتوجيهات السامية لقيادة الوطن وذلك لفهم تلك التوجيهات وتحديد وسائل وطرق تنفيذها ، الاردن الآن وفي هذه الظروف السياسية الدولية والاقتصادية والتحديات الاقليمية أصبح أحوج ما يمكن للتروي وتحكيم العقل والبعد عن المناكفات والعصبية والتحدي وعدم السماح للمارقين واعوان بعض السياسات الخارجية بشيطنة الشارع الاردني لهدم مكتسبات الوطن ودق طبول الشؤم، وعيش حالة الحروب التي لا نتمناها الا لاعدائنا.
اخيرا ولست آخرا: الاردن هو الشعب والقيادة والجيش والدفاع المدني وكل الجهات الامنية والدستور والقوانين والجهاز القضائي وذكريات الناس وطموحاتهم وشعورهم بالآمان ومحاربة الجميع للفساد والمفسدين والعبث والعابثين والتخريب والمارقين - جميع هذه العوامل عبارة عن منظومة واحدة متكاملة ندعوا الله عزوجل ان يحفظها. وللحديث بقية.