سرايا - أثارت مقابلة صحافية أجرتها الإعلامية الكويتية فجر السعيد مع قناة “كان” الصهيونية ودعت فيها للتطبيع مع الكيان الصهيوني، حالة من الجدل الواسع في البرلمان الكويتي، ورفضاً واسعاً من نشطاء كويتيين وعرب على مواقع التواصل الاجتماعي.
الفيديو المتداول للمقابلة المذكورة، قالت فيه السعيد:” الأغلبية التي تجنح للسلام دائماً صامتة، وأنا أمثل هذه الأغلبية الصامتة”، مضيفة “أنا مع التطبيع ورأيي قلته قبل أن تطبع دول الخليج، ولا زلت مُصرة عليه، نجلس على طاولة التفاوض بالحل الدبلوماسي نقدر نوصل لحلول عديدة”.
وحول سؤالها عن رسالتها أضافت “رسالتي أن أزور القدس”، مطالبة الحكومة الكيان الصهيوني بمنحها إذناً بالوصول إلى القدس دون أن يتم ختم جواز سفرها.
ووصفت المعارضين لمقابلتها هذه بأنهم “مجموعة مفلسة، تريد أن تستغل الحدث، وأن هذه المجموعة تريد فقط أن تتداول أي موضوع شعبوي”.
ورد عضو البرلمان الكويتي أسامة شاهين عبر تدوينة له بالقول “الأغلبية في الكويت منذ 1921-2021 يريدون تحرير القدس والأراضي المحتلة، ولا يدعم الصهاينة إلا مرتزقة الصهاينة العرب”.
الرد الذي كتبه شاهين دفع الإعلامية فجر السعيد لنشر تغريدة قالت فيها: “توضيح للنائب المشهور، في إنه أخف طينة في البرلمان، الأغلبية ليست معكم حتى وإن نجحتوا بالانتخابات، لأن هناك نسبة كبيرة لم تصوت هي الأغلبية التي ترفض أطروحاتكم المتشجنة، لذلك أنا أمثلهم”. وتابعت “أخيراً إن كنت تقصدني فأنا مو صهيونية، أنا كويتية خليجية عربية ولا انتمي لجماعة الإخوان”.
حالة الجدل التي تثيرها الإعلامية المعروفة كويتياً بسبب استمرار تصريحاتها الداعية للتطبيع مع الكيان الصهيوني، لاقت رفضاً واسعاً من قبل المغريدين الكوتيين والعرب، إذ استهجن البعض إجراءها مقابلات مع قنوات العدو على حد تعبيرهم، فيما طالبها أخرون بوصف التطبيع دون منح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة كاملة بأنه “خيانة”.
يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي تجري فيها السعيد مقابلة مع وسائل إعلام صهيونية، وتطالب بالتطبيع، إذ أجرت في 2019 مقابلة مطولة امتدت لـ22 دقيقة، طالبت فيها بدء التعاون مع الكيان الصهيوني والدعوة للتطبيع معها والتوصل لاتفاق سلام، قائلة “هذه ليست المرة الأولى التي أغرد فيها وأطالب بأن يعم السلام مع الكيان الصهيوني، مع بداية 2019 وأثناء احتفالات رأس السنة تمنيت أن يعم السلام وأن نذهب لطاولة المفاوضات مع إسرائيل، ونذهب للتطبيع”.
وأضافت “استغرب كل هذا الاهتمام الآن، حتى من قبلكم، لكن اهتمامكم يدل على أن الكلام العقلاني يصل وهناك إمكانية حقيقية للتطبيع، أنا من الأشخاص المقتنعين قناعة تامة أن أي ربط اقتصادي بيننا وبين الطرف الأخر يمكن أن يحقق سلام مشترك، لذلك طالبت ببدء التعاون مع الكيان الصهيوني”.
وأكدت السعيد على أنها تناولت القضية ذاتها عبر حسابها على تويتر عام 2016، داعية متابعيها للولوج إلى الحساب لإيجاد التغريدات التي تعنيها، لافتة إلى أن موقع “الكيان الصهيوني بالعربي” علق على تغريدتها مرتين، وأنها تضع ذلك الرد موضع الاهتمام، إذا يدل، بحسبها، على الاهتمام ببدء التعاطي مع فكرة إقامة علاقات بين الكويت وإسرائيل.
وتابعت “أعتقد أننا في هذا الوقت تحديداً أكثر قبولاً للسلام مع الكيان الصهيوني”، عادة وضع فكرة للمقاطعة مع الكيان الصهيوني بتأكيد يتنافى مع مصلحة الفلسطينيين إذ يبقيهم وحيديين، مستهجنة الشعارات التي ينادي بها الفلسطينيون والتي تطالب بالتحرير وتؤكد على خيار المقاومة كخيار أمثل أمام الفلسطينيين لاستعادة أرضهم، بالقول “سمعنا مثل هذة الشعارات كثير لكننا لم نر شيئا”.
وتطرقت الإعلامية الكويتية إلى العوامل الموضوعية التي تعتقد أنها كفيلة بتقريب التحالف بين العرب والكيان الصهيوني ، وعلى رأسها مواجهة ما أسمته الخطر الإيراني، مضيفة “أعتقد هناك الكثير من الفرص التي قد تجمعنا، والكثير من العوامل التي تجعلنا أقرب للتطبيع الذي أراه قريباً، بل وأتتمناه”.
كما أعادت الإعلامية الكويتية نشر مقابلتها السابقة مع القناة الصهيونية عبر حسابها الموثق عبر “تويتر”.