19-05-2011 08:09 PM
بقلم : هاشم الخالدي
يبدو ان حكومة البخيت دخلت فعليا معتركا جديدا وحاسما عنوانه صراع البقاء في الوقت الذي تجاهد جهات عديده للاطاحه بها قبل تمكنها من الخلاص باجراء اول تعديل وزاري قد يمد في عمرها لاشهر سته مقبله على اقل تقدير.
البخيت يواجة تيار الاطاحه الخارجيه به وحيدا، لا بل يواجه انتكاسات وكولسات وزاريه داخليه .... لاحظوا " داخليه" تسعى هي الاخرى لانهاء عمر الحكومه مبكرا في محاوله لقفز احد رموز الحكومه على مقعد الرئاسه بديلا للبخيت .
والواضح ان الرجل –واقصد البخيت- بات يشعر بثقل الضغوطات التي تمارس عليه خارجيا وداخليا لذلك سمع من الرجل شكواه لمفربين بانه يشعر بان قوى داخل الحكومه تضع العصي داخل دواليب الحكومه في الوقت الذي يؤكد فيه لمقربين او مستشارين يسربون ما ينطق به اولا باول انه ينوي التخلص من ستة وزراء باتوا يشكلون حملا ثقيلا في الحكومه التي توصف سياسيا بانها حكومة السلحفاه في اشارة واضحه الى تباطئها في انجاز الاصلاحات ومكافحة الفساد.
عمليا يمكن القول بان البخيت الذي توترت علاقته بوزير العدل حسين مجلي عقب مشاركة الاخير في اعتصام مؤيد لاطلاق سراح الجندي الدقامسه يدرك تماما ان مجلي بات خارج حساباته وهو الامر الذي ادى لاختفاء مجلي عن الساحه السياسيه واطلاق التصريحات في محاوله لارسال رساله مفادها انه لم يعد معنيا بالحكومه وانه مستعد نفسيا لمغادرة الموكب في اقرب فرصه.
في المقابل تدور رحى معركه خفيه بين الرجلين الاكثر قوه في الحكومه وهما سعد هايل السرور وزير الداخليه ونائب رئيس الوزراء ووزير الزراعه سمير حباشنه اذ يعتقد السرور ان الحباشنه يبحث عن عوده مبكره لمقعد الداخليه الامر الذي وضعه في ازمة مواجهة الحباشنه ومحاولة تجنيد بعض مغموري الصحافه لتلميعه والمشاغبه على وزير الزراعه الذي لم يتورط حتى الان باي قضيه احرجت الحكومه ولم ينقل عنه اي اساءه للسرور الذي يبدو انه دخل معركه دونكوشوتيه يحارب بها طواحين الهواء منفردا.
لكن الازمه الحقيقيه التي تواجه بقاء السرور في اي تعديل مقبل وتربط مستقبله السياسي هي الفضيحه المدويه التي يتحمل جزءا كبيرا من مسؤوليتها والمتمثله بتسفير رجل الاعمال السجين خالد شاهين للخارج بحجة العلاج اذ باءت محاولات السرور عمليا بالفشل كلما اعتقد ان الاردنيين قد يتناسون هذه الفضيحه اذ اصبحت حكاية شاهين تمثل كرة الثلج التي تكبر يوما بعد يوم .
على ارض الواقع يبدو عمليا ان حكومة البخيت اصيبت برصاصات قاتله في صدرها وهي مضطره لدخول غرفة العنايه المركزه بعد ان وجهت لها المعارضه والقوى الشبابيه ضربات موجعه على مدى الاشهر الماضيه ، فقد اخطأت الحكومه في التعامل بكل تلك القسوه مع اعتصام 24 اذار واما كاميرات الفضائيات فيما اخفقت في التعامل مع احداث الطفيله واعتقالات المواطنين الذين اعترضوا موكب رئيس الحكومه ومنعوه من الوصول الى مبنى المحافظه الامر الذي خلق ازمه بات فيها عنوان اقتحام مبنى المحافظات شي عادي بسبب احتقان المواطنين وقسوة الحكومه حتى بتنا نسمع طرفة جديده حول تحوير بيت الشعر الشهير الى ما يقال :
اذا الشعب يوما اراد الاعتصام ............ فلا بد ان يستجيب الدرك
في محافظة مادبا يواجة البخيت ايضا ازمه متفاقمه بسبب اخفاق المحافظ في التعامل بحكمه مع مشاجره عشائريه ادت لخروج مظاهرة تطالب باسقاط المحافظ وهم مصطلح جديد بات عاديا بعد اليوم.
اذا.... فقد انتجت الطفيله مصطلح اقتحام مبنى المحافظات وانتجت مادبا مصطلح اسقاط المحافظين لافتقاد الحكومه لمطبخ ذكي يجيد التعامل مع مثل هذه المواقف التي تستلزم الحوار بديلا للعنف الذي تكرر في احداث الكرامه واثر على سمعة الاردن خارجيا.
في مجال مكافحة الفساد التي تدور فيها حرب بارده يقودها البخيت ضد رئيس هيئة مكافحة الفساد سميح بينو ، فقد اخفقت الحكومه حتى الان في اقناع الشعب الاردني انها جاده في اجتثاث الفساد اذ لا يعقل مثلا ان يتم اسناد مهمة بناء عمارة لطبيب اسنان او قيادة مركبه لاعمى فقد البصر منذ الولاده والبخيت وان كانت هذه الامثله قد لا تبدو مفهومه قد سقط في شبهة تعيينات جديده مستفزه لا توحي بان الرجل جاد في وقف هدر المال العام او الالتزام حتى بالحد الادنى من شروط وضعها هو نفسه فيما يتعلق بتعيينات الفئه الاولى التي ربطها بلجنه عليا ثم قام فجأه بتعيين رئيس لسلطة العقبه الاقتصاديه دون اعتبار لوجود هذه اللجنه.
بالمحصله فان ما يجري على ارض الواقع لا يوحي بالتفائل في بقاء هذه الحكومه التي اعتمدت منذ يومها الاول على مستشارين مغامرين ووزراء غير متجانسين وتعيينات لابناء متنفذين .
الكاتب: مؤسس موقع سرايا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-05-2011 08:09 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |