12-06-2021 09:54 PM
سرايا - «أهلا وسهلا، شرفتونا، تفضلوا».. بهذه الكلمات، وبفصاحة لسان، استقبلت الأردنية «روان الدويك» (26 عاما) المصابة بـ«متلازمة داون» المراسل الصحافي في العاصمة عمان، مع ابتسامة لم تفارق محياها، فقلبها ينبض بسعادة غامرة لبدء الحديث عن إنجازها الفريد.
فـ«روان» ورغم إصابتها بالمتلازمة، أتمت حفظ القرآن الكريم كاملا، وتقرأ كتاب الله على أكمل وجه، محافظة على مخارج الحروف، التي قلما تكون سليمة لمثل من هم في حالتها، بحسب وكالة الاناضول.
و«متلازمة داون» هي طفرة جينية نتيجة «كروموسوم» زائد في خلايا الجسم، وتعتبر من الظواهر الناتجة عن خلل في الصبغيات أو المورثات، وتسبب درجات متفاوتة من الإعاقة العقلية والاختلالات الجسدية.
وتقول والدتها، عواطف جابر: «أنا والدة روان (والدها متوفى) وأفتخر».
ولا تتوقف «روان» التي تعاني من حالة مرضية سترافقها طيلة عمرها، عن قول «القرآن حياتي وعمري».
وتضيف الأم: «كان لدي 4 بنات وولد واحد، ونتيجة لتوسل ابني باعتباره وحيدا وكان يطلب مني أخا، عندما فكرت بذلك، جاءتني روان، الحمد لله هي هدية من رب العالمين؛ لأزداد بها فخرا وعزا».
وتتابع: «عندما أنجبتها وعرفت أنها تعاني متلازمة داون وكأي أم شعرت بالحزن وزعلت، لكني أحببتها كثيرا، وأقسمت لله أن أعلمها قراءة القرآن، وإذا بربي يكتب أن تحفظه، وكرمني أنا أيضا بحفظه».
وتوضح أن «روان كانت ذكية جدا، ولما شعرت بفطنتها وذكائها، بدأت بتعليمها قصار السور، وكانت تحفظ بسرعة شديدة، فألحقتها بالمدرسة، وهي بعمر 6 سنوات، وأبدعت فيها».
وتزيد: «درست إلى الصف السابع، وربنا حباها بنطق سليم، وهو ما ساعدها على التعليم، إلا أنها رفضت المدرسة بعد ذلك، ونزلت عند رغبتها».
وتستطرد الأم: «كنت أتعلم أحكام التجويد، وأصحبها معي إلى المركز، والمصابين بمتلازمة داون يخزنون كل شيء، وبدأت بحفظ 4 صفحات من سورة البقرة، وعندما سجلتها في مركز، قالت لي مدرستها بأنها تحفظ الجزء الأول من السورة».
وعن طريقة حفظها، تقول والدتها إن «روان كانت تحفظ من خلال الكتابة، وحفظت سورة البقرة خلال عام ونصف، وأخذت العلامة الكاملة، وعندما خرجت من الامتحان، سجدت لله سجود شكر».
وتتابع أن «روان طيلة فترة حفظها لسورة البقرة وهي تحلم بأنها تلبس فستان عروس، وتقول لي ذلك، وقلت لها إن شاء الله يا أمي في الجنة، وعندما حفظت سورة البقرة قررت ان ألبسها فستان عروس يوم التكريم، وحققت لها حلمها».
وتضيف أن «روان استمرت في حفظ القرآن (بوتيرة منتظمة) 7 سنوات، وأتمت حفظه في الـ29 من شهر رمضان الماضي (2021) وكانت عندما تحفظ جزءا أو جزئين أو ثلاث تمتحن فيهم».
وتبين الأم أن أكثر ما يميز «روان» هو ذكاؤها، وما ساعدها على الحفظ هو نطقها السليم، ولا يتميز كلامي عن كلامها، فكما أنطق هي تنطق، وحفظها للقرآن هو كرم من الله، أكرمها وأكرمني، فالجنة جنبي، وإن شاء الله في الآخرة تلبسني تاج الوقار».
وتمضى قائلة: «لم أتأخر عن روان في أي شيء، وقدمت لها كل شيء، واهتمامي بها كان دافعا لها».
وتختتم حديثها: «ما نسعى له هو أن تقوم روان بتثبيت حفظ القرآن، وتمتحن جزءا بجزء، وتأخذ شهادة الحافظة، وهي لم تقرأ أمام مشايخ، وإن شاء الله يتبنوها، وهذا ما أطمح له».
أما «روان» وبكل فخر، فتقول: «أقرأ القرآن في اليوم 3 مرات، وطول عمري أقرأه وقد حفظته عن ظهر قلب».