13-06-2021 12:10 AM
سرايا - يمر الطفل منذ الشهور الاولى بعد الولادة و حتى تجاوزه لسن الخامسة بمراحل مختلفة تتطور من خلالها عملية النطق و إنتاج الكلام، و ربما يظهر لدى الأطفال بعض المشاكل المتعلقة بالنطق، ومن أبرز هذه المشاكل و أكثرها ازعاجاً للطفل و لوالديه هي «التأتأة».
ونستطيع تعريفها على أنها اضطراب في تسلسل الحديث تؤدي الى انقطاعه و هي نوعان:
1. تأتأة لا يمكن معها بدء النطق أصلاً.
2. تأتأة يتكرر فيها الحرف الاول في الكلمة، أو الكلمة الاولى من الجملة.
وفي النوع الأول يكون الطفل بالعادة قد طوًر تقنيات لإخفاء التأتأة، فهو يتجنب نطق الحرف الذي يتأتئ به و يبدل الكلمة المحتوية على ذلك الحرف بكلمات اخرى.
أما النوع الثاني فلا يستطيع الطفل إخفاء مشكلة التأتأة ابداً.
ولابد أن يعي الأهل أن ظهور التأتأة قبل سن الخامسة من العمر لا يعد مشكلة، وننصحهم في هذه المرحلة من العمر بتجاهل وجود المشكلة وعدم التركيز عليها وعدم لوم الطفل لوجودها أو ارباكه بالطلب منه أن ينطق بشكل أسرع، أو اظهار التذمر و الانزعاج بسبب عدم قدرته على نطق الحروف بسلاسة، فكل هذه الامور سوف تساهم مستقبلاً في تعزيز المشكلة.
لو كانت التأتأة قبل سن الخامسة لا تعد مشكلة فماذا لو ظهرت بعد ذلك؟
إن صح التعبير فإن مصطلح «تأتأة» لا ينطبق على ما يحصل مع الطفل في هذه المرحلة، حتى و ان كان الامر في ظاهره يعطي انطباعاً ان الطفل «يتأتئ» فهو في الواقع يبحث في ذهنه عن مصطلحات و مرادفات و يختبر قدرته على نطقها و اتقانها لذلك تظهر لديه هذه المشكلة و تختفي بعد سن الخمس سنوات دون الحاجة الى تدخل معالج نطق، لكن لو استمرت المشكلة بعد سن الخمس سنوات فهنا يتوجب على الاهل عرض طفلهم على اخصائي النطق و اللغة لتشخيص الحالة والوقوف على الاسباب ووضع خطة علاجية تضمن انهاء المشكلة.
ما الذي يجعل التأتأة تصدر من الطفل؟
في بعض الأحيان لا يستطيع الطفل التنسيق بين عملية الشهيق والزفير والتوقف ما بين نطق الكلمات والجمل بحيث تنتهي مع انتهاء عملية الزفير.
ما هي الاسباب المؤدية لحدوث التأتأة؟
1. تعرض الطفل لصدمة نفسية و عدم قدرته على تخطيها.
2. وجود تاريخ عائلي من التأتأة داخل الأسرة.
3. تعلق الام المرضي بطفلها مع حمايتها الزائدة له.
4. عدم سماح الأهل لطفلهم التعبير عما يجول بخاطره و إسكاته بشكل مستمر عند التحدث، أو الطلب منه أن يتكلم بسرعة.
هناك بعض الأبحاث و الدراسات أشارت الى أنه من الممكن ان يكون هناك اضطراب وراثي أدى الى التأتأة، و في مثل لهذه الحالة تعالج التأتأة بالعقاقير التي يصفها الطبيب المختص ولكن الى الان لم تثبت فعالية تلك العقاقير.
أشكال العلاج
الهدف من العلاج المقدم للطفل هو تحسين طلاقة الكلام وإن لم تنته المشكلة بشكل نهائي، و تطوير التواصل الفعال ما بين الطفل والبيئة، ومشاركته بالأنشطة الاجتماعية سواء في المدرسة أو الأسرة، وسبل العلاج المطروحة هي على النحو التالي :
-علاج سلوكي معرفي.
- علاج التخاطب.
-العلاج عن طريق التفاعل ما بين الاباء والطفل نفسه.
نصائح نوجهها لأهل الطفل المتلعثم :
1. لا تكمل نطق الكلمات أو الجمل نيابة عن طفلك
واترك له مجالاً طويلاً ليتم كلامه.
2. اهتم بوجود وقت خاص بينك وبين طفلك، لتبادل اطراف الحديث ورواية القصص له.
3. تحلى بالصبر مع طفلك واشعره بالاهتمام بما يقول وانصت له جيداً
4. تقبل وجود المشكلة لدى طفلك ولا تترد في طلب المشورة و المساعدة من المختصين.
5. غض الطرف عن المشكلة ولا تذكر للطفل ان يتأتئ.
سبل الوقاية :
على الرغم من أن البعض ذهب الى أنه لا سبيل للوقاية من وقوع التأتأة الا اننا نضع بين ايديكم مجموعة من النصائح التي من الممكن لها أن تحد من حجم المشكلة وهي كالتالي :
- تشجيع الطفل على التحدث و ابداء رأيه والاستماع له جيداً.
-قراءة القصص للطفل منذ الشهور الاولى.
- توفير الغذاء المناسب والمتكامل للطفل.
-إبعاد الطفل عن جو المشاحنات و المشكلات العائلية قدر الإمكان.
- عدم تعنيف الطفل او معاملته بقسوة.
ومن المهم جداً وجود وعي الأهل لوجود مشكلة عند طفلهم وعدم انكاراها والبحث في سبل العلاج وكسب الوقت والتدخل المبكر الذي من شأنه الحد من تفاقم المشكلة وتعقيدها.